صوت العقل يعلو في نزاع تاريخي بين آبل وسامسونغ

عملاقتا الهواتف يضعان خلفهما نزاعا استمر سبع سنوات على حقوق ملكية تصاميم احد هواتف ايفون، بالتوصل لتسوية تنهي نزيفا قضائيا كلف مليارات الدولارات.
الاتفاق يأتي بعد أسابيع من قرار هيئة محلفين أميركية تغريم سامسونغ مبلغ 539 مليون دولار
الطرفان تعبا ويريدان أن يتوقفا عن دفع المصاريف

واشنطن - وضعت عملاقتا تصنيع الهواتف أبل وسامسونغ وراءهما سبع سنوات من الملاحقات القضائية، بالتوصل لتسوية نهائية للنزاع على حقوق ملكية تصميم لاحد هواتف ايفون.

والإعلان يأتي الخميس بعد أسابيع من قرار هيئة محلفين أميركية بتغريم شركة سامسونغ الكورية الجنوبية مبلغ 539 مليون دولار، كتعويض لنظيرتها الأميركية عن استغلال ونسخ خواص ومميزات من هاتفها الذكي أيفون الأصلي.

والفصل الاول في احد أطول النزاعات القضائية على حقوق ملكية فكرية بدأ عندما شرعت أبل في 20110 في رفع الدعاوى على شركات منافسة بعدما هدد الراحل ستيف جوبز، بملاحقة الخصوم الذين استخدموا نظام التشغيل "آندرويد" دون مراعاة الحقوق الفكرية.

وتابعت الشركة الأميركية ملاحقة عدد من مصنعي الهواتف الكبار، لكن نزاع أبل وسامسونغ كان الأكثر شراسة في النزاع التقني، إذ قالتأبل إن الشركة الكورية الجنوبية نسخت تصميما لأحد هواتف "آيفون" بشكل "مفضوح".

وأدان حكم قضائي صدر عام 2012 الشركة الكورية الجنوبية، لكن خلاف سامسونغ وأبل حول قيمة التعويضات أدى إلى متاهة قضائية جديدة استمرت أعواما أخرى.

وكلّف النزاع القضائي الشركتين المتخاصمتين مصاريف قضائية وصلت إلى مئات الملايين من الدولارات.

وقال المحامي بول بيرغوف الذي تابع القضية لعدة أعوام إن الطرفين تعبا، ويريدان أن يتوقفا عن دفع المصاريف، لكن لا فكرة لديه حول الطرف الذي بادر إلى التسوية.

 

آبل وسامسونغ
متاهة قضائية بدأت في 2011

ولم يتم الكشف حتى الآن عن تفاصيل التسوية وشروطها، لكن المحكمة أغلقت القضية، التي استمرت من 2011 حتى 2018، برفض جميع الشكاوى من الطرفين من دون الاحتفاظ بحقوقهما في تقديم المطالبات على نفس الأسس.

وبحسب وثائق القضية، التي نُشرت الأربعاء، في قاعدة البيانات الإلكترونية للمحكمة المحلية في شمال كاليفورنيا، فإن المدعي والمدعى عليه في هذه القضية، أبلغا المحكمة بأنهما "توصلا إلى اتفاق على سحب دعاويهما وتسوية ما تبقى من خلافات متبادلة".

وأصبحت الدعاوى القضائية مع شركات منافسة حول حقوق الملكية الفكرية وبراءات الاختراع، مصدر إزعاج واستنزاف لـ "أبل" بسبب تكلفتها التي تصل إلى مليارات الدولارات.

وأطلقت أبل ثورة في سوق الهواتف الذكية عندما أعلن ستيف جوبز عن أول هاتف آيفون في عام 2007.

واضطرت سامسونغ، الراسخة حينها في سوق الهواتف إلى التكيف بسرعة مع اتجاه المستهلكين نحو هاتف آيفون، والذي تمتع بسهولة الاستخدام وتصميم عصري أنيق.

وتحول المشهد التقني بشكل ملحوظ منذ بدء النزاع، حيث وسعت آبل تشكيلة هواتف آيفون لتشمل نماذج أكثر تكلفة وأقل تكلفة.

كما عملت آبل على تجديد واجهة الهاتف بأيقونات وألوان وحركات جديدة، في حين أضافت سامسونغ نماذج جديدة من الهواتف مزودة بشاشات منحنية وأجهزة قراءة قزحية العين، وهو ما ابتعدت آبل عنه.

وبالرغم من صراعهما، فإن الشركتان ما تزالان متقدمتان على المنافسين عالمياً فيما يتعلق بمبيعات الهواتف، لكن صناع الهواتف الصينيين مثل هواوي وأوبو بدأوا بأخذ حصة سوقية من سامسونغ، بينما بقيت حصة شركة آبل السوقية ثابتة إلى حد ما.