صيام آمن لمرضى سكري يلتزمون بالمتابعة الطبية

باحثون يطورون مقاربة جديدة تفيد الأطباء وتساهم في السيطرة على نسبة السكر في الدم لدى مرضى السكري خلال شهر رمضان.

 سنغافورة - اعتبرت دراسة جديدة ان خضوع المرضى المصابين بداء السكري من النوع الثاني الى المتابعة الطبية يسهل لهم الصيام بأمان خلال شهر رمضان. 
ويغامر العديد من المصابين بالسكري في انحاء متفرقة من العالم بالصيام في شهر رمضان رغم ما يقد ينجر عنه ذلك من آثار سلبية على صحتهم في حالة عدم استشارتهم للطبيب. 
وخلصت العديد من الابحاث ان تناول الطعام في وقت مبكر من النهار والصوم لبقية اليوم يحسِّن من عملية التحكم في نسبة السكر  وضغط الدم المرتفع والإجهاد التأكسدي.
وللصيام جذور قديمة في الممارسات الثقافية والدينية في جميع أنحاء العالم، ومكانة خاصة ومقدسة عند المسلمين.
ويسارع العديد من المرضى بالصوم دون التحقق من وضعهم الصحي وقدرتهم على الصوم بسبب خوفهم من عدم ممارسة شعائرهم الدينية في حال نصحهم الأطباء بالافطار.
وتروج العديد من الدول الغربية لفوائد اتباع حمية غذائية وتناول الطعام في فترات متباعدة وبنسب قليلة وحتى الاستلهام من فكرة الصيام للحفاظ على الصحة والرشاقة وطرد الأمراض المزمنة.
وأجرى فريق من الباحثين في مجال الصحة في جامعة سنغافورة الوطنية دراسة عن البالغين من المسلمين المصابين بداء السكري من النوع الثاني والذين صاموا خلال شهر رمضان.
وطورت جويس يو شيا لي وفريقها البحثي مقاربة خاصة بصيام مرضى السكري تسمى "فاست"، أو "خوارزمية الصيام للسنغافوريين المصابين بداء السكري من النوع 2".
 وساهمت المقاربة الجديدة في السيطرة على نسبة السكر في الدم في نهاية التجربة. 
وساهمت مبادرة "فاست" في مد الاطباء بمعلومات دقيقة وموثوق فيها حول طريقة صيام مرضى السكري، كما شجعت على المراقبة الذاتية الفعالة للغلوكوز في الدم قبل الصيام وأثناءه وبعده.
وقالت جويس يو شيا لي الاستاذة في جامعة كاليفورنيا بمدينة إيرفين "إن مبادرة فاست هي واحدة من الأدوات الأولى التي تجمع بين التعرّف أكثر على شهر رمضان وتقديم الإرشادات الصحيحة لمقدمي الرعاية الصحية ومرضى السكري".
ويجد المرضى الذين يصومون لأسباب دينية أو يفكرون في الصيام كخيار للحياة وأسلوب الحياة في مبادرة "فاست" الحل الامثل لضمان صوم سليم وصحي ودون مخاطر.
ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن حوالي 90% من الحالات المسجّلة في العالم لمرض السكري المزمن، هي من النوع الثاني الذي يظهر أساسًا من جَرّاء فرط الوزن وقلّة النشاط البدني.
 ومع مرور الوقت، يمكن للمستويات المرتفعة من السكر في الدم أن تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، والعمى، وأمراض الأعصاب، والفشل الكلوي.
في المقابل، تحدث الإصابة بالنوع الأول من السكري عند قيام النظام المناعي في الجسم بتدمير الخلايا التي تتحكم في مستويات السكر في الدم، وتكون معظمها بين الأطفال.