"صيف 1993" يحمل طابع أفلام السيرة الذاتية

الشخصية الرئيسة في قصة الفيلم هي الطفلة فريدا ابنة السادسة من العمر التي تعيش مع جديها في مدينة برشلونة بإسبانيا بعد وفاة والديها.
فريدا تكتشف بيئتها الريفية مع أسرتها الجديدة في منزل يقع في مزرعة في منطقة جبلية قريبة من غابة كثيفة
الغموض يحيط حتى نهاية الفيلم بما إذا كان الجو الودي الذي تتمتع به الطفلة فريدا مع أسرتها الجديدة سيساعدها على الحدّ من المعاناة التي تتعرض لها

إعداد: محمود الزواوي

فيلم "صيف 1993" (إنتاج عام 2017)، فيلم إسباني درامي من إخراج المخرجة كارلا سايمون التي اشتركت في كتابة سيناريو الفيلم مع الكاتبة السينمائية فالنتينا فيسو. وتقع أحداث هذا الفيلم في إسبانيا في صيف العام 1993، وتم إنتاجه في العام 2017. 
ويحمل فيلم "صيف 1993" طابع أفلام السيرة الذاتية. والشخصية الرئيسة في قصة الفيلم هي الطفلة فريدا (الممثلة الطفلة لايا أرتيجاس)، ابنة السادسة من العمر التي تعيش مع جديها في مدينة برشلونة بإسبانيا بعد وفاة والدتها التي عانت من مرض الإيدز والتي توفيت بعد وفاة والد فريدا الذي عانى كوالدتها من مرض الإيدز. 
وتنقل الطفلة فريدا بعد ذلك للعيش في منطقة ريفية مع أسرة خالها إيستيف (الممثل ديفيد فيرداجوير) وزوجته مارجا (الممثلة بونا كوسى) وابنتهما الطفلة آنا (الممثلة الطفلة بولا روبيلز) ابنة الثلاث سنوات من العمر، والتي تصبح أنيسة فريدا ورفيقتها في اللعب. 
وتكتشف فريدا بيئتها الريفية مع أسرتها الجديدة في منزل يقع في مزرعة في منطقة جبلية قريبة من غابة كثيفة. وتجد نفسها تعيش مع أبوين جديدين عطوفين وابنة خالها الودية الأنيسة، أي أنها تجد نفسها في جو عائلي ودي مثالي. ولكن رغم الأوضاع الودية والإيجابية التي تحيط بحياة فريدا، فهي تعاني من الألم الناتج عن فقدان والديها. وتواجه فريدا صعوبة في نسيان والدتها والتكيف بسهولة مع ظروف حياتها الجديدة.

ويحيط الغموض حتى نهاية الفيلم بما إذا كان الجو الودي الذي تتمتع به الطفلة فريدا مع أسرتها الجديدة سيساعدها على الحدّ من المعاناة التي تتعرض لها. 
ويقدّم فيلم "صيف 1993" قصة درامية غنية بالمشاعر القوية التي تتعمق في حياة فريدا والأسرة التي رحبت بها. وتستخدم المخرجة والكاتبة كارلا سايمون توازنا دقيقا وحساسا بين نص الفيلم والجو العام للفيلم بتقديم عرض واقعي تواجه فيه الطفلة فريدا فقدان والدتها وحاجتها إلى الاندماج في أسرتها الجديدة.
ويتميز فيلم "صيف 1993" بقوة الإخراج والسيناريو وأداء الممثلين، خاصة الممثلة الطفلة ريا أرتيجا. ويستخدم مصور الفيلم سانتياجو راكاج الكاميرا كمراقبة حية تشعر بما يحدث حولها وترى العالم كما تراه الطفلة فريدا. وهذا الفيلم واحد من الأفلام الإسبانية الكثيرة التي ترى العالم كما يرى في عيون الأطفال، بما في ذلك من تحديق وتركيز وتأمل.
وتقدّم المخرجة كارلا سايمون فيلم "صيف 1993" بتسلسل طبيعي شبيه بالأفلام الوثائقية. وتوجّه المخرجة اهتماما خاصا نحو التفاصيل الدقيقة التي تثير اهتمام المشاهدين من صغار السن. وتنجح المخرجة في تقديم دراما مشحونة بالمشاعر القوية في حياة الطفلة فريدا وفي حياة أفراد الأسرة التي تعيش معها. 

واحد من أفضل خمسة أفلام أجنبية

وعرض فيلم "صيف 1993" في 11 مهرجانا سينمائيا دوليا ورشّح لسبع وخمسين جائزة وفاز بإحدى عشرة جائزة شملت اثنتين من جوائز مهرجان برلين السينمائي لأفضل فيلم وأفضل مخرجة وجائزة تكريم من مهرجان لندن وجائزة مهرجان بيونيس أيريس لأفضل مخرجة وجائزة لجنة التحكيم من مهرجان إسطنبول وجائزة المجلس القومي الأميركي لاستعراض الأفلام السينمائية لواحد من أفضل خمسة أفلام أجنبية. وذهبت معظم الجوائز والترشيحات للمخرجة والكاتبة كارلا سايمون. كما رشح فيلم "صيف 1993" باسم إسبانيا لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي. وحقق فيلم "صيف 1993" نجاحا كبيرا في دور السينما الأسبانية، وسجل أرقاما قياسية في الإيرادات خلال الصيف الماضي.
يشار إلى أن المخرجة كارلا سايمون فنانة متعددة المواهب، وهي تجمع بين الإخراج والتأليف والإنتاج والتحرير السينمائي. وفيلم "صيف 1993" هو باكورة أفلامها الروائية الطويلة، كما قامت قبل ذلك بإخراج ثلاثة أفلام قصيرة وفيلم وثائقي.
الفيلم سيتم عرضه من خلال لجنة السينما بمؤسسة عبدالحميد شومان الأردنية مساء الثلاثاء 6 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.