"صِلة" مشروع فني يمزج الشعر بإيقاع الطبول وحركة الجسد

المشروع يحتفي برقصة العيالة ويقدمها بصورة مادية تعكس في تفاصيلها البسيطة اللمسات الشعرية التي تمتاز بها الرقصة.
فنانو "صلة" حازوا على دعم الخبراء المرافقين لهم طوال فترة العمل على المشروع
ابتكار مشاريع الفنون العامة يعتبر واحداً من أصعب التحديات التي تواجه الفنان
جائزة كريستو وجان كلود تعكس استثمارنا في الطاقات الإبداعية الشابة

يستوحي مشروع "صلة" الفني الذي حصل على جائزة "كريستو وجان- كلود" 2020 تصميمه الفني من مفهوم الاتحاد ورقصة العيالة الشعبية الإماراتية التي تمزج بين الشعر وإيقاعات الطبول والحركات البسيطة، حيث يقف الراقصون مصطفين في جهتين متقابلتين من خلال وحدات مختلفة الارتفاع تسلط الضوء على تنوع الحركة. وتتجسد حيوية العمل عبر تفاعل هذه الوحدات مع بعضها البعض من جهة، وانسجامها كمجموعة متكاملة من جهة أخرى في تناغم يعكس وحدتها. وتم اختيار اللونين الأسود والأبيض لإضفاء التأثير الدرامي من خلال تفاصيل السكون والحركة التي تبرز عند استخدامهما معاً. وقد أثرت الثقافة الشعبية الإماراتية كثيراً في الفنانين الفائزين، إذ إنها تعكس في تفاصيلها مفاهيم القوة والوحدة، لذلك شكلت مصدر الإلهام الرئيسي لمشروع "صِلة".
المشروع الذي كشفت جامعة نيويورك أبوظبي، بالتعاون مع مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون عنه تحت رعاية الشيخة شمسة بنت حمدان بن محمد آل نهيان، صممه كل من فلوه الحوطي وإبراهيم عبداللطيف وعمر الراعي من طلاب الجامعة الأميركية في الشارقة، ولأول مرة منذ إطلاق الجائزة، يستعرض معرض "فن أبوظبي" المشروع الفائز طيلة أيام فعالياته، ليتوجه بعد ذلك إلى حديقة "أم الإمارات" في أبوظبي. وتم الكشف عن المشروع الفائز في جامعة نيويورك أبوظبي بحضور هدى إبراهيم الخميس، مؤسسة مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون؛ ومارييت ويسترمان، نائب رئيس جامعة نيويورك أبوظبي؛ وإيميلي دوهرتي، مديرة الجائزة، وفابيو بيانو، عميد الجامعة، ومايا أليسون رئيسة القيّمين الفنيين لدى الجامعة والمدير المؤسس لرواق الفن، إلى جانب الفنانين الفائزين. 
حاز فنانو "صلة" على دعم الخبراء المرافقين لهم طوال فترة العمل على المشروع، بما في ذلك دوهرتي وأليسون وفريقها من خبراء المتاحف من رواق الفن في جامعة نيويورك أبوظبي، والمدرّسين في قسم الفنون التشكيلية بالجامعة، والمشرف على الفريق خوان رولدان مارتن، الأستاذ المساعد في قسم الهندسة المعمارية بالجامعة الأميركية في الشارقة. كما نالوا جائزة شخصية من الفنان العالمي كريستو قدرها خمسة آلاف دولار أميركي، يمنحها للفائزين دعماً لهم وتعزيزاً لمسيرتهم المهنية.
وأكدت هدى إبراهيم الخميس، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون أن جائزة كريستو وجان كلود تعكس استثمارنا في الطاقات الإبداعية الشابة، وجهدنا المشترك لتعزيز الصناعات الثقافية والإبداعية رافداً رئيسياً من روافد الاقتصاد الإبداعي لدولة الإمارات. وقالت "باتت الجائزة بعد سبع سنوات من إطلاقها منصةً وطنيةً محفّزة للابتكار في مجال الفنون التشكيلية، وأداةً مهمة لتحفيز الصناعات الثقافية واستدامة نهضة الفنون التي تعكس وعي المجتمع الإماراتي بأهميتها، وتُبرز إبداع الفنانين الشباب، سعياً للارتقاء بمهاراتهم وتجاربهم، كونها تغطي مساراً إبداعياً تخصصياً يبدأ بالإلهام وينتهي بإبداع العمل نفسه، فكرةً وتصميماً وتمويلاً وإنجازاً".

وأشارت إلى أنّ الجائزة تحتفي بالإبداع الفني وتسهم في تعزيز الوحدة والتكاتف المجتمعي من خلال الفنون، وهذه هي القيم التي جسدها العمل الفائز صلة، لكل من فلوه الحوطي وإبراهيم عبداللطيف وعمر الراعي، في استلهامه الإرث الثقافي والتراث الشعبي عنصرا مهما من عناصر الهوية.
ورأت مايا أليسون أن ابتكار مشاريع الفنون العامة يعتبر واحداً من أصعب التحديات التي تواجه الفنان، إلا أن نتائجها تستحق المحاولة، حيث يساهم التغلب على هذه الصعوبات، عبر إبداع مشاريع كهذه، في إيصال أعمال الفنان إلى شريحة أوسع من الجمهور. ويقدم كريستو بالتعاون مع مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون فرصة نادرة للفنانين الشباب في دولة الإمارات من خلال هذه الجائزة، ليكتسبوا خبرة فريدة لابتكار الفنون العامة.
وأضافت أليسون "نأمل أن تسهم هذه الخبرة والمعارف التي اكتسبها الفنانون في تعزيز مهاراتهم ليتمكنوا من ابتكار مشاريع الفنون العامة في دولة الإمارات في المستقبل، حيث تم إطلاق هذه الجائزة السنوية قبل سبعة أعوام، شهدنا خلالها تطور الفائزين والمرشحين النهائيين وأعمالهم الاستثنائية في عالم الفن، ويشرفنا أن نلعب هذا الدور الداعم في المراحل الأولى في مسيرة الفنانين".
وقالت إيميلي دوهرتي "يشرفنا أن نكشف عن صِلة، العمل الفائز بجائزة كريستو وجان- كلود 2019، في جامعة نيويورك أبوظبي، ونأمل أن تساهم هذه التجربة في إغناء معارف وخبرات الفنانين الفائزين وأن يستفيدوا من تعاونهم مع المشرف خوان رولدان مارتن وغيره من القيّمين الفنيين والأمناء وخبراء المتاحف من رواق الفن في الجامعة والفريق الإعلامي للجامعة ومجموعة أبوظبي للثقافة والفنون".
وأكدت دوهرتي أن الجائزة تتسم هذا العام بحماس استثنائي، حيث سيستضيف معرض فن أبوظبي للمرة الأولى العمل الفائز، ويأتي توسيع نطاق الجولة بمثابة تحقيق لآمالنا في أن تعمل الجائزة كدافع لتحفيز الفنانين الآخرين في الإمارات للمشاركة في الدورات القادمة.
وأشارت ديالا نسيبة، مديرة معرض "فن أبوظبي" إلى أن معرض فن أبوظبي سيحظى للمرة الأولى بفرصة توفير منصة لجائزة كريستو وجان - كلود، وذلك بعد العرض الافتتاحي في جامعة نيويورك أبوظبي. وقالت "نتطلع قدماً لتوفير مساحة لمشروع "صِلة" الفائز بالجائزة، ليتمكن آلاف الزوار من حضوره، ونظراً لكوننا جزءاً من المنظومة الفنية الكبرى، يشرفنا أن نقدم الدعم لمجموعة أبوظبي للثقافة والفنون وجامعة نيويورك أبوظبي في هذا المشروع المتميز للمهندسين المعماريين والفنانين الناشئين".
وأضافت نسيبة "يحتفي مشروع صِلة برقصة العيالة ويقدمها بصورة مادية تعكس في تفاصيلها البسيطة اللمسات الشعرية التي تمتاز بها الرقصة، ونتوجه بأحر التهاني لطلاب الجامعة الأميركية في الشارقة، فلوه الحوطي وإبراهيم عبداللطيف وعمر الراعي، ونتطلع إلى مشاركتهم في معرض فن أبوظبي 2019".