ضبابية اتفاق واشنطن وطالبان تثير المزيد من المخاوف

المبعوث الأميركي لم يحدد فترة بقاء القوات المتبقية من بين زهاء 14 ألف جندي أميركي في أفغانستان.

كابول - حذرت الحكومة الأفغانية اليوم الأربعاء، من "مخاطر" اتفاق مقترح بين الولايات المتحدة ومقاتلي طالبان لإنهاء الصراع طويل الأمد في أفغانستان.

وكتب صديق صديقي المتحدث باسم الرئيس الأفغاني أشرف غني على تويتر أن الحكومة تشعر بالقلق إزاء "المخاطر والتداعيات البغيضة " التي يمكن أن يحدثها الاتفاق إذا تم توقيعه.

وقال إن الحكومة تريد مزيدا من التوضيح.

وتأتي التصريحات بعد يومين من مشاركة المبعوث الأميركي الخاص إلى أفغانستان، زلماي خليل زاد، في وضع مسودة الاتفاق مع الحكومة الأفغانية. وكان خليل زاد يزور كابول لمناقشة الاتفاق الذي تمت الموافقة عليه من حيث المبدأ بين الولايات المتحدة وحركة طالبان.

وقال خليل زاد لشبكة "طلوع نيوز" الإخبارية الأفغانية إنه قد يتم الإعلان عن اتفاق نهائي خلال الأيام القليلة المقبلة، لكن الأمر يحتاج لموافقة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وعبر ترامب بوضوح عن حرصه على سحب كل القوات الأميركية وإنهاء أطول حرب تخوضها واشنطن والتي بدأت بغزو أميركي للبلاد بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001 على الولايات المتحدة.

ويشمل الاتفاق سحب نحو خمسة آلاف جندي أميركي خلال 135 يوما كدفعة أولى، وإغلاق خمس قواعد في مقابل ضمانات بأن أفغانستان لن تُستخدم قاعدة لشن هجمات على الولايات المتحدة.

وتنص بنود الاتفاق أيضا على أنه يجب على طالبان الدخول في محادثات مباشرة مع الحكومة الأفغانية، وهي خطوة رفض المسلحون اتخاذها حتى الآن.

وامتنع خليل زاد عن تحديد فترة بقاء القوات المتبقية من بين زهاء 14 ألف جندي أميركي في أفغانستان. لكن مسؤولين أميركيين قالوا مرارا إن الانسحاب سيكون "بشروط".

h

واستبعد خليل زاد كابول من المشاركة في تسع جولات من المحادثات الأميركية مع طالبان في قطر. لكنه قال إن الحكومة الأفغانية ستكون جزءا من مفاوضات بشأن تسوية سياسية مع طالبان التي ترفض حتى الآن الالتقاء وجها لوجه مع المسؤولين الأفغان.

وعرض خليل زاد الاتفاق على غني هذا الأسبوع. لكن مع تصعيد طالبان لهجماتها على العاصمة كابول والمراكز الإقليمية في جميع أنحاء البلاد، قوبل الاتفاق بالارتياب من عدة أطراف بينها عدد من المسؤولين والساسة الأميركيين السابقين.

وأمس الثلاثاء، حذر تسعة دبلوماسيين أميركيين سابقين من سقوط أفغانستان في براثن "حرب أهلية شاملة" إذا سحب ترامب كل القوات الأميركية من البلاد قبل أن تتوصل الحكومة وحركة طالبان إلى تسوية سلمية.

وقال الدبلوماسيون السابقون التسعة على الموقع الإلكتروني لمؤسسة المجلس الأطلسي البحثية "ينبغي أن يكون أي سحب كبير للقوات مشروطا بسلام نهائي. ينبغي ألا يمضي الانسحاب الأميركي المبدئي طالما اعتقدت طالبان أن بإمكانها تحقيق النصر العسكري".

وأصدر التسعة، ومن بينهم خمسة سفراء أميركيين سابقين في كابول ومبعوث خاص سابق لأفغانستان ونائب سابق لوزير الخارجية، تحذيرهم بعد يوم من إعلان خليل زاد عن مسودة الاتفاق مع طالبان.

وكتب الدبلوماسيون الأميركيون السابقون يقولون إن الإبقاء على وجود عسكري أميركي قوي سيكون له "تأثير مهم على فرص نجاح مفاوضات السلام".

وأضافوا "من غير الواضح إن كان السلام ممكنا. لم تدل طالبان بتصريحات واضحة عن الشروط التي ستقبل بموجبها بتسوية سلمية مع رفاقهم الأفغان وليس لهم تاريخ من العمل مع قوى سياسية أخرى".

وتابعوا "هناك نتيجة أسوأ بكثير من الوضع الراهن ألا وهي العودة إلى الحرب الأهلية الشاملة التي عصفت بأفغانستان كالحرب مع الروس وهو أمر قد يخلف انهيار المفاوضات إذا ما سحبنا الكثير من الدعم من الدولة الأفغانية".

وقالوا إن أي حرب أهلية جديدة "قد تكون كارثية بالنسبة للأمن القومي الأميركي" لأنها ستشهد على الأرجح استمرار التحالف بين طالبان والقاعدة وستسمح للفرع المحلي لتنظيم الدولة الإسلامية بتوسيع نفوذه.