ضربات أميركية تستهدف مراكز القيادة والتحكم وأنظمة صاروخية للحوثيين

الغارات على اليمن تأتي بمعزل عن الإجراءات الانتقامية التي اتخذتها واشنطن في سوريا والعراق.
بريطاانيا والولايات المتحدة تؤكدان ضرب 36 موقعا للحوثيين واسقاط عدد من المسيرات
اعلام الحوثي يتحدث عن تعرض 6 محافظات للقصف

واشنطن/صنعاء - أعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا قصف عشرات الأهداف في اليمن السبت ردا على هجمات الحوثيين المتكررة على سفن في البحر الأحمر أدت إلى تعثر التجارة العالمية.

وأصابت الضربات "36 هدفا للحوثيين في 13 موقعا في اليمن ردا على هجمات مستمرة يشنونها ضد الشحن الدولي والتجاري"، وفق ما جاء في بيان واشنطن ولندن ودول أخرى قدمت الدعم للضربات.

وقالت القيادة المركزية الأميركية، أن الأهداف التي تم قصفها شملت مراكز للقيادة والتحكم وأنظمة صاروخية ومواقع تخزين وتشغيل طائرات مسيرة ورادارات وطائرات هليكوبتر.

 

وأشارت القيادة المركزية إلى أن هذه الإجراءات تهدف إلى "إضعاف قدرات الحوثيين التي تستغلها لمواصلة هجماتها غير المشروعة والطائشة على سفن الولايات المتحدة وبريطانيا إلى جانب الملاحة الدولية بالبحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن".

من جانبه قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إن ضربات السبت تبعث برسالة للحوثيين مفادها أنهم سيواجهون المزيد من العواقب إذا لم يوقفوا هجماتهم على السفن والملاحة الدولية.

ونقل البنتاغون عن أوستن في بيان قوله "لن نتردد في الدفاع عن الأرواح وحرية التجارة في واحد من أهم الممرات المائية بالعالم".

وصرح مسؤولان كبيران في الإدارة الأميركية لشبكة "سي.إن.إن" بأن الرئيس جو بايدن وافق الأسبوع الماضي على الضربات التي نفذت في اليمن، فيما أكد أحدهما أن هذه الغارات تأتي بمعزل عن "الإجراءات الانتقامية" التي اتخذتها واشنطن في سوريا والعراق .

وأكدت قناة المسيرة التابعة لجماعة الحوثي أن سلسلة ضربات جديدة ليل السبت الأحد استهدفت ستّ محافظات خاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن، بينها العاصمة صنعاء. وذكرت القناة قبيل منتصف الليل (9:00 ت غ) على مواقع التواصل الاجتماعي أن "غارات العدوان الأميركي البريطاني استهدفت منطقتَي النهدين وعطان جنوبي العاصمة"، بينما أفاد شهود عن سماع دويّ انفجارات عنيفة وتحليق كثيف للطيران. ولاحقا، أعلنت المسيرة عن ضربات أخرى استهدفت محافظات حجة وذمار والبيضاء وتعز والحديدة.

وأكّد المتحدث باسم الحوثيين يحيى سريع، أنّ الطيران الأميركي البريطاني شنّ 48 غارة جوية خلال الساعات الماضية على مناطق متعدّدة في عدّة محافظاتٍ يمنية.

وأوضح سريع، في بيانٍ مقتضب نشره على حسابه الشخصي على منصة إكس، أنّ "غارات العدوان الأميركي البريطاني استهدفت محافظات صنعاء والحُدَيْدَة وتعز والبيضاء وحجّة ومحافظة صعدة".

وشدّد سريع على أنّ هذه الاعتداءات "لن تمر دون ردٍ وعقاب"، مُجدّداً موقف اليمن بقوله إنّ الغارات "لن تثنينا عن موقفنا الأخلاقي والديني والإنساني المساند للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزّة".

وأسقطت القوات الأميركية كذلك ثماني طائرات دون طيار قبالة اليمن ودمّرت أربع مسيّرات أخرى على الأرض كانت مجهّزة للإطلاق، وفق ما أعلن الجيش الأميركي اليوم السبت، فيما تواصل واشنطن ولندن شن ضربات جوية على مواقع للحويثيين ردا على استهدافهم لحركة الملاحة في البحر الأحمر.

وتزامنت هذه الضربات مع تنفيذ القوات الأميركية ليل الجمعة السبت سلسلة من عمليات القصف الجوي على أهداف مرتبطة بإيران في العراق وسوريا ردا على هجوم أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أميركيين نهاية الأسبوع الماضي.

وأسقطت مدمّرة بحريّة أميركية مسيّرة صباح الجمعة فيما أسقطت مقاتلات وسفينة حربية سبع مسيّرات في وقت لاحق من اليوم نفسه، بينما دمرت القوات الأميركية أربع طائرات دون طيار أخرى على الأرض قبل إطلاقها، وفق ما ذكرت القيادة العسكريّة الأميركيّة في الشرق الأوسط 'سنتكوم' السبت على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقالت "سنتكوم" إن المسيّرات التي دمّرتها على الأرض تعود إلى المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، لكنها لم تحدد أي جماعة أو دولة مرتبطة بالمسيّرات التي أسقطتها في الجو وأضافت أنه لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات أو أضرار جراء إسقاط الطائرات دون طيار فوق المياه المفتوحة.

وأوضحت "سنتكوم" أن "هذه التدابير ستحمي حرّية الملاحة وتجعل المياه الدولية أكثر أمنا لسفن البحرية الأميركية والسفن التجارية".

وبدأ الحوثيون استهداف السفن في البحر الأحمر في نوفمبر/تشرين الثاني قائلين إنهم يستهدفون السفن المرتبطة بإسرائيل لدعم الفلسطينيين في قطاع غزة الذي دمرته الحرب بين إسرائيل وحماس.

وردّت القوات الأميركية والبريطانية بشن ضربات على الحوثيين الذين أعلنوا مذاك أن المصالح الأميركية والبريطانية باتت أيضا أهدافا مشروعة.

وأفاد إعلام أميركي الجمعة بأن الجيش يشن ضربات إضافية دفاعا عن النفس داخل اليمن ضد أهداف عسكرية للحوثيين تعتبر تهديدا وشيكا.
وأعلنت جماعة الحوثي أن الولايات المتحدة وبريطانيا نفذتا هجوما على محافظة حجة، شمال غربي اليمن، بسبع غارات.
وقالت قناة المسيرة الفضائية التابعة للحوثيين عبر شريطها الإخباري "عدوان أميركي بريطاني يستهدف بـ4 غارات منطقة الجر بمديرية عبس في حجة"، دون تفاصيل أخرى.
وفي وقت لاحق أعلنت القناة ذاتها أن "العدوان الأميركي البريطاني شن 3 غارات جديدة على منطقة الجر"، ما يرفع حصيلة غارات الجمعة إلى 7. ومحافظة حجة، خاضعة في معظمها لسيطرة الحوثيين وترتبط بحدود برية مع السعودية.
وقال زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي في كلمة متلفزة هذا الأسبوع إن "الضربات الأميركية والبريطانية على اليمن فاشلة ولا تأثير لها ولن تحدّ من قدراتنا العسكرية"، متعهدا "بمواصلة الهجمات في البحر الأحمر وخليج عدن حتى وقف العدوان الإسرائيلي ورفع الحصار عن قطاع غزة".
وبوتيرة متقطعة منذ 12 يناير/كانون الثاني الماضي يشن تحالف تقوده الولايات المتحدة غارات يقول إنها تستهدف مواقع للحوثيين في مناطق مختلفة من اليمن ردا على هجماتها في البحر الأحمر، وهو ما قوبل بتوعد من الجماعة بأنها "لن تمر دون رد".