ضربات جوية في دير الزور تسبب خسائر في صفوف الموالين لإيران

الهجوم يأتي بعد ساعات قليلة من وصول طائرة نقل إيرانية من دمشق إلى مطار دير الزور العسكري.
الطائرة تحمل مواد لوجستية وتقنية متطورة وعناصر وشخصيات من الحرس الثوري

دمشق - قتل ما لا يقّل عن 14 مقاتلًا مواليًا لإيران ومدني في ضربات جوية ليلية استهدفت مواقعهم في منطقة دير الزور بشرق سوريا، على ما أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الثلاثاء، فيما يأتي ذلك وسط تصاعد الهجمات الإسرائيلية على الساحتين السورية واللبنانية بعد اندلاع الحرب في قطاع غزة ردا على هجمات حزب الله اللبناني.

وقال المرصد الذي يتخذ مقرًا له في المملكة المتحدة إن "قياديًا مسؤولًا عن الاتصالات في الحرس الثوري الإيراني واثنين من مرافقيه وتسعة مقاتلين عراقيين ينتمون إلى مجموعات موالية لإيران ومقاتلَين سوريين قُتلوا في الضربات" التي أودت كذلك بحياة مدني.

وذكر أن "الضربات الجوية جرت بعد ساعات قليلة من وصول طائرة نقل إيرانية من دمشق إلى مطار دير الزور العسكري" مساء الإثنين مشيرا إلى أنها كانت تحمل "مواد لوجستية وتقنية متطورة وعناصر وشخصيات من الحرس الثوري الإيراني".

وأعلنت السفارة الإيرانية لدى سوريا من جهتها في منشور على منصة "إكس" مقتل أحد عناصر الحرس الثوري الإيراني، فيما عزت وكالة "إرنا" للأنباء الإيرانية الهجوم الذي قضى فيه "بهروز وحيدي في دير الزور" إلى "الكيان الصهيوني".

وقالت وزارة الدفاع الأميركية 'البنتاغون' اليوم الثلاثاء إن الولايات المتحدة لم تنفذ ضربات جوية في سوريا، نافية تقارير إعلامية رسمية سورية وإيرانية أفادت بأن قوات أميركية قصفت شرق سوريا فجرا.

وشنّت إسرائيل خلال الأعوام الماضية مئات الضربات الجوّية في سوريا طالت بشكل رئيسي أهدافاً إيرانيّة وأخرى لحزب الله اللبناني الموالي لإيران، بينها مستودعات وشحنات أسلحة وذخائر، وأيضاً مواقع للجيش السوري.
وتكثفت هذه الضربات بعد اندلاع الحرب في غزة إثر هجوم غير مسبوق شنّته حركة حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر. ونادراً ما تؤكد إسرائيل تنفيذ هذه الضربات، لكنها تكرر أنها ستتصدى لما تصفه بمساع تبذلها طهران لترسيخ وجودها العسكري في سوريا.
بدورها شن الجيش الأميركي غارات على مواقع تابعة للحرس الثوري خاصة بعد مقتل 3 من الجنود في هجوم بمسيرات نفذته الميليشيات العراقية قرب الحدود مع الأردن.
والشهر الجاري علقت لسلطات الإيرانية رحلات الطيران المدنية إلى سوريا بسبب "ظروف خاصة" في إشارة غير معلنة إلى الهجمات الإسرائيلية المتتالية على أهداف إيرانية في سوريا، قتل خلالها العديد من قياديي الحرس الثوري الإيراني.
وقالت مصادر مطلعة في وقت سابق من هذا الشهر إن الحرس الثوري قلص انتشار كبار ضباطه في سوريا نتيجة هذه الهجمات ويعتزم زيادة الاعتماد على فصائل شيعية متحالفة معه للحفاظ على نفوذه هناك.
وسعت إيران الداعمة لحركة حماس إلى البقاء خارج الصراع ذاته رغم دعمها الجماعات التي دخلت المعركة من لبنان واليمن والعراق وسوريا فيما يسمى "محور المقاومة" المعادي لإسرائيل وللمصالح الأميركية.
بدوره شن حزب الله هجمات بالصواريخ والمسيرات على البلدات الإسرائيلية انطلاقا من جنوب لبنان كما استهدف المواقع العسكرية في هضبة الجولان المحتل.
وحذر الجيش الإسرائيلي بأنه سيصعد من هجماته العسكرية ضد حزب الله ملوحا لحرب شاملة فيما يرفض الحزب الموالي لإيران وقف الهجمات قبل وقف الحرب على قطاع غزة.