ضربات متبادلة بين إيران وإسرائيل وسط تحذيرات من اتساع الصراع

إيران تطلق دفعات جديدة من الصواريخ على الدولة العبرية فيما واصل الجيش الإسرائيلي قصف المواقع الاستراتيجية العسكرية والنووية الإيرانية.
اسرائيل تستهدف مواقع في العاصمة ومطارات وقواعد عسكرية وأنظمة دفاع جوي وقواعد صواريخ
مقتل جنرالين إيرانيين في ضربة إسرائيلية
ايران تهدد باستهداف المصالح الفرنسية والبريطانية والاميركية في حال دعم اسرائيل
مجلس الأمن القومي الإيراني يناقش مواصلة الرد على إسرائيل
كاتس يهدد بحرق طهران في حال تواصلت الهجمات الصاروخية الايرانية

طهران - أطلقت إيران صباح السبت دفعات جديدة من الصواريخ على إسرائيل ردا على الضربات الجوية الإسرائيلية غير المسبوقة التي استهدفت مواقع نووية وعسكرية على الأراضي الإيرانية فيما واصل الجيش الإسرائيلي قصف المواقع الاستراتيجية العسكرية والنووية الايرانية، ما يزيد مخاوف التصعيد في المنطقة.
وفيما دوت انفجارات قوية جديدة في طهران خلال الليل، عاش سكان إسرائيل ولا سيما منطقة تل أبيب منذ الجمعة على وقع صفارات الإنذار والدعوات للتوجه إلى الملاجئ مع إطلاق طهران صواريخ على الدولة العبرية ردا على الضربات الموجهة إليها. وأكدت إيران استهداف "قواعد" و"بنى تحتية عسكرية" إسرائيلية.
وقال سفير إسرائيل في الولايات المتحدة يحيئيل لايتر لشبكة "سي إن إن" إن إيران أطلقت "حوالى 150" صاروخا بالستيا على ثلاث دفعات منذ الجمعة، مشيرا إلى أنه من غير المتوقع أن تتوقف عمليات إطلاق الصواريخ إذ تملك الجمهورية الإسلامية منها ترسانة تقارب ألفي صاروخ.
وأفادت أجهزة الإطفاء الإسرائيلية مساء الجمعة عن "عدة حوادث كبرى" في محيط تل أبيب، كبرى مدن وسط البلاد، فيما أظهرت مشاهد التقطت في وسط المدينة الساحلية دخانا ونيرانا ترتفع من مبنى سكني أصيب بانفجار في أسفله أحدث فيه فجوة واسعة.
وروى شين غابيزون (29 عاما) أنه هرع إلى الملجأ تحت الأرض في المبنى المستهدف بعدما سمع صفارات الإنذار، موضحا "بعد بضع دقائق، سمعنا انفجارا قويا جدا وكان كل شيء يهتز. دخان، غبار، كان كل شيء مبعثرا" مضيفا "كانت لحظات مروعة حقا، آمل بصدق أن يكون الجميع بخير".

وأعلنت متحدثة باسم مطار بن غوريون، المطار الدولي الرئيسي في إسرائيل الواقع قرب تل أبيب، السبت إغلاقه حتى إشعار آخر، وذلك عقب إطلاق إيران صواريخ ليلا ردا على الهجوم الإسرائيلي الواسع على أراضيها.
وقالت المتحدثة ليزا دايفر "لا يوجد تاريخ أو يوم محدد لإعادة فتح المطار".
وأطلقت إسرائيل فجر الجمعة هجوما واسع النطاق على إيران استهدف أكثر من مئتي موقع عسكري ونووي وأسفر عن مقتل كبار القادة العسكريين وعلماء نوويين إيرانيين، مؤكدة امتلاك معلومات استخباراتية تفيد بأن البرنامج النووي الإيراني شارف "نقطة اللاعودة".
وأسفر الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف أيضا مبان سكنية عن سقوط  عشرات القتلى وأكثر من 320 جريحا بينهم "غالبية كبرى من المدنيين" بحسب سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى الأمم المتحدة أمير إيرواني.
وفي المقابل، قال لايتر إن الضربات الإيرانية أسفرت عن "حوالى أربعين جريحا وتوفيت امرأة" بينما تحدثت مصادرعن مقتل 3 أشخاص وجرح قرابة 200.

ونفذت إسرائيل هجومها بعد تزايد الضغوط على إيران التي يشتبه الغربيون وإسرائيل بسعيها لحيازة السلاح النووي، ما تنفيه طهران متمسكة بحقها في برنامج نووي مدني.
ويأتي الهجوم أيضا قبل يومين من موعد جولة جديدة من المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران حول برنامجها النووي مقرّرة الأحد في عُمان، إلا أن مصير هذه المحادثات بات مجهولا.
وبالرغم من دعوات الأسرة الدولية إلى خفض التصعيد، حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن "المزيد آت"، فيما ندد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بـ"إعلان حرب".

وتوعد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بأن "طهران ستحترق" إن أطلقت إيران صواريخ جديدة على الدولة العبرية، بعدما ردت الجمهورية الإسلامية خلال الليل على الضربات الإسرائيلية بصواريخ بالستية.
وقال كاتس إن "الدكتاتور الإيراني يحوّل المواطنين الإيرانيين إلى رهائن ويوجد واقعا سيلزمهم وخصوصا سكان طهران على دفع ثمن باهظ نتيجة الأضرار الإجرامية التي تلحق بالمدنيين الإسرائيليين"، وحذر بأنه "إذا واصل (المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي) خامنئي إطلاق صواريخ على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، فإن طهران ستحترق".

وأعلن رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير وقائد سلاح الجو تومر بار، السبت، أن الطريق إلى إيران باتت "ممهدة"، وتوعدا بتنفيذ مزيد من الهجمات على أهداف في العاصمة طهران. وقال زامير وبار، إن "الطريق إلى إيران قد تم تمهيدها".

وأضافا أنه "بناءً على خطط معدّة مسبقا، ستبدأ طائرات سلاح الجو الإسرائيلي في تنفيذ هجمات على أهداف في طهران".

وفي طهران، أفادت وسائل الإعلام المحلية صباح السبت عن انفجار قرب مطار مهر آباد في غرب العاصمة. وشاهد صحافي تصاعد نيران ودخانا كثيفا في منطقة المطار.

المزيد آت

وقبل ذلك سمع دوي انفجارات قوية في مواقع من العاصمة فيما أوردت وكالة إرنا الرسمية تفعيل الدفاعات الجوية للتصدي لضربات إسرائيلية جديدة.

كما أعلن التلفزيون الرسمي الإيراني أن القوات الايرانية "أسقطت مسيرات إسرائيلية انتهكت المجال الجوي للبلاد في منطقة سلماس الحدودية" مضيفا أن "المسيرات دخلت المجال الجوي الإيراني في مهام تجسس واستطلاع".

وقُتل جنرالان إيرانيان كبيران في الضربات الإسرائيلية، على ما أفاد التلفزيون الرسمي الإيراني السبت.

وأورد التلفزيون "استشهاد" اللواء غلام رضا محرابي رئيس الاستخبارات في هيئة الأركان العامة الإيرانية واللواء مهدي رباني نائب رئيس شؤون العمليات في هيئة الأركان العامة. كما تحدث الجيش الإسرائيلي عن اغتيال 9 من كبار علماء المشروع النووي الإيراني خلال الهجوم الراهن.

وقد عيّن المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي السبت قائدا جديدا للقوة الجوفضائية بعد مقتل سلفه في ضربة إسرائيلية. وأعلن خامنئي في مرسوم تعيين مجيد موسوي مكان أمير علي حاجي زاده قائدا للقوة الجوفضائية في الحرس الثوري الإيراني.

وعقد المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني اجتماعا ناقش فيه "استمرار الرد على إسرائيل" والاستعدادات الداخلية في البلاد. وبحسب موقع "همشهري أونلاين"، السبت، انعقد الاجتماع عقب الهجوم الأول في إطار رد إيران على إسرائيل.
وأضاف أن الاجتماع تناول سبل مواصلة الرد على إسرائيل، إلى جانب مراجعة الخطط السابقة المتعلقة بتوجيه ردود دائمة وفعالة ضدها، وكذلك تقييم التحضيرات الداخلية في هذا السياق.

وقد أفادت وكالة "مهر" الإيرانية للأنباء، اليوم السبت، بأن طهران وجهت تحذيرات إلى كل من فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، مفادها أن أي دعم تُقدّمه هذه الدول لإسرائيل سيجعل منشآتها في منطقة الشرق الأوسط أهدافاً محتملة للرد الإيراني.

وأضافت الوكالة أن إيران قد تستهدف أيضاً سفناً تابعة لهذه الدول في حال تقديمها دعماً لإسرائيل، في مؤشر على تصعيد حاد في الخطاب الإيراني وسط توترات متزايدة في المنطقة.

وفي السياق نفسه، نقلت وكالة "فارس" الإيرانية عن مصدر مطّلع قوله، استناداً إلى تصريحات أدلى بها كبار القادة العسكريين الإيرانيين، إن الحرب مرشّحة للتوسع خلال الأيام المقبلة لتشمل كامل الأراضي الإسرائيلية، بالإضافة إلى القواعد العسكرية الأميركية المنتشرة في المنطقة.

وأوضح المصدر أن "العدوان الذي بدأه الكيان الصهيوني لن يتوقف عند الرد المحدود، بل سيتطور إلى مواجهة واسعة تشمل كافة المناطق المحتلة من قِبل هذا الكيان، إلى جانب قواعد الولايات المتحدة"، مضيفاً أن إيران ستوجّه "رداً حاسماً ومكثفاً يجعل المعتدين يندمون بشدة".

وأكد القادة العسكريون، بحسب المصدر، أن المواجهة الحالية لن تبقى محصورة في الضربات التي نُفذت الليلة الماضية، بل إن العمليات الإيرانية القادمة ستكون أكثر إيلاماً وتأثيراً، وتشكل مرحلة جديدة في التصعيد.

وقد أعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته الجوية استهدفت منظومات دفاع جوية إيرانية وقواعد صواريخ باليستية في سلسلة ضربات ليلية على منطقة طهران. كما أعلنت إسرائيل أنها ضربت قاعدتين عسكريتين في غرب إيران، مؤكدة كذلك "تدمير" قاعدة تبريز (شمال غرب).

وأفاد الجيش في بيان أن "سلاح الجو ضرب خلال الليل عشرات الأهداف بما فيها منشآت صواريخ ارض جو، في إطار عملية تهدف إلى تدمير قدرات الدفاع الجوي للنظام الإيراني في منطقة طهران" مضيفا "للمرة الأولى منذ بدء الحرب ضربت القوات الجوية منظومات دفاعية في منطقة طهران، على مسافة أكثر من 1500 كلم من الأراضي الإسرائيلية".

إسرائيل تعلن تمهيد الطريق إلى إيران في اشارة لاستهداف كل دفاعاتها
إسرائيل تعلن تمهيد الطريق إلى إيران في اشارة لاستهداف كل دفاعاتها

وكتب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجمعة على إكس "قصف إسرائيلي لمواقع نووية إيرانية. ضربات صاروخية إيرانية على تل أبيب. كفى تصعيدا، حان الوقت لكي يتوقف ذلك. يجب أن يسود السلام والدبلوماسية".
وفي المساء، تجمع حشد في وسط طهران هاتفا "الموت لإسرائيل، الموت لأميركا". وفرغت الشوارع ليلا في وسط العاصمة باستثناء طوابير الانتظار أمام محطات الوقود.
وحذر نتنياهو الإيرانيين في رسالة مصورة من ترقب المزيد من الضربات وحضهم على التمرد على "النظام القمعي والشرير"، مؤكدا أن بلاده تشنّ "إحدى أكبر العمليات العسكرية في التاريخ".
وأعلن "خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، قضينا على كبار القادة العسكريين، العلماء النوويين البارزين، أهم منشآت النظام لتخصيب اليورانيوم، وقسم كبير من ترسانة صواريخه البالستية"،
وذكر التلفزيون الرسمي الإيراني أن مركز تخصيب اليورانيوم في نطنز (وسط) استهدف "عدة مرات"، وبث مشاهد لدخان كثيف يتصاعد من المنشآت.
وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية نقلا عن معلومات إيرانية أن القسم فوق الأرض من المنشأة "دمر" غير أنه لم يسجل أي ارتفاع في مستوى الإشعاع فيها.
وأسفرت ضربة إسرائيلية فجر الجمعة عن مقتل قادة عسكريين إيرانيين كبار، من بينهم رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة محمد باقري، وقائد الحرس الثوري الإسلامي حسين سلامي، وقائد القوة الجوفضائية للحرس أمير علي حاجي زاده ورئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة محمد باقري وستة من علماء البرنامج النووي الإيراني.
وحض الرئيس الأميركي دونالد ترامب إيران على "إبرام اتفاق" حول ملفها النووي محذرا بأن الضربات التالية ستكون "أكثر عنفا"، وذلك بعدما أجرى مكالمة هاتفية الجمعة مع نتانياهو.
وكانت إيران هددت الأربعاء بضرب قواعد عسكرية أميركية في الشرق الأوسط في حال اندلاع نزاع بعد تعثر المفاوضات حول الملف النووي بين طهران وواشنطن.
ويعود آخر هجوم إسرائيلي على إيران إلى أكتوبر/تشرين الاول 2024 عندما نفذت الدولة العبرية ضربات جوية على أهداف عسكرية ردا على إطلاق حوالى 200 صاروخ إيراني على أراضيها.
في مؤشر إلى القلق المخيم في المنطقة، قامت شركات طيران عديدة بالغاء عشرات الرحلات أو تحويل مسارها، فيما سجلت أسعار النفط ارتفاعا حادا.