ضربة دامية للكلية الحربية في طرابلس تستعجل التدخل التركي

الجيش الوطني ينفي اي دور له في مقتل نحو ثلاثين من طلاب الأكاديمية العسكرية في حين تطالب طرابلس المجتمع الدولي بالتدخل الفوري.
السعودية تندد بالتصعيد التركي
حكومة السراج تطالب بعقد جلسة طارئة لمجلس الامن

طرابلس - قال وزير الصحة بالحكومة الليبية المتمركزة في طرابلس إن 28 شخصا على الأقل قتلوا في هجوم على أكاديمية عسكرية بالعاصمة الليبية في وقت متأخر يوم السبت.
وطالبت حكومة فائز السراج في طرابلس المجتمع الدولي بـ"تدخل فوري وعاجل لردع العدوان على العاصمة طرابلس وحماية المدنيين الأبرياء"، بحسب بيان صادر عنها.
ووصفت قوات متحالفة مع حكومة الوفاق الوطني هجوم السبت على الأكاديمية بمنطقة الهضبة بأنه "قصف جوي" من قبل الجيش الوطني الليبي. ونفى متحدث باسم الجيش الوطني أي دور لقواته.
وزادت الضربات الجوية والقصف حول طرابلس في الأسابيع الأخيرة في ظل مخاوف من احتمال احتدام القتال بعد موافقة البرلمان التركي على إرسال قوات إلى ليبيا لدعم حكومة الوفاق الوطني.
وقالت حكومة السراج في البيان "وزير الخارجية محمد سيالة وجه البعثة الليبية بنيويورك لطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي" على خلفية ما اسماها "جرائم الحرب" واتهم الجيش الوطني بارتكابها.
وتواجه طرابلس التي تخضع لسيطرة حكومة الوفاق الوطني الليبية هجوما تشنه قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر منذ أبريل/نيسان.
وقال وزير الصحة بحكومة الوفاق الوطني أحميد بن عمر إن عدد القتلى والمصابين لا يزال في ازدياد. وقال المتحدث باسم خدمة الاسعاف في طرابلس أسامة علي إن خبراء الطب الشرعي لم يتمكنوا من حصر عدد بعض الأشلاء البشرية حتى الآن.
واتهمت عملية "بركان الغضب" التابعة لحكومة الوفاق، القواتِ الموالية للمشير خليفة حفتر بالمسؤولية عن القصف الجوي.
وتوقفت حركة الملاحة في المطار الوحيد العامل بالعاصمة الليبية يوم الجمعة بسبب القصف وسقوط صواريخ.
وصوت برلمان شرق ليبيا يوم السبت بالموافقة على تزويد الجيش الوطني بتمويل طارئ.
وأجرى البرلمان سلسلة عمليات تصويت ضد حكومة الوفاق الوطني وتركيا التي وقعت اتفاقيتين للحدود البحرية والتعاون العسكري مع حكومة الوفاق في نوفمبر/تشرين الثاني.
وفي الرياض، ذكرت وزارة الخارجية السعودية في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية أن المملكة تندد "بالتصعيد التركي الأخير" في الشأن الليبي وبموافقة البرلمان التركي على إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا وتعتبر ذلك انتهاكا لقرارات مجلس الأمن.
وأضاف البيان "تؤكد المملكة أن هذا التصعيد التركي يشكل تهديداً للأمن والاستقرار في ليبيا وتهديداً للأمن العربي والأمن الإقليمي، كونه تدخلاً في الشأن الداخلي لدولة عربية في مخالفة سافرة للمبادئ والمواثيق الدولية".
وقالت قطر التي تدعم حكومة الوفاق الوطني أمس السبت إن الهجوم "يرقى إلى جريمة حرب وجرائم ضد الإنسانية".
وأدانت أنقرة، التي أقرت مشروع قانون الأسبوع الماضي بالموافقة على نشر قوات في ليبيا لدعم طرابلس، الهجوم وقالت إن المجتمع الدولي يتعين أن يتخذ خطوات من أجل وقف إطلاق النار.
وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان "من المهم أن يتخذ المجتمع الدولي بشكل عاجل الخطوات الضرورية من أجل وقف الدعم الخارجي للجيش الموالي لحفتر وهجماته وتحقيق وقف إطلاق النار في ليبيا".
وأدانت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا الهجوم قائلة إن "التصعيد يعقد الوضع في ليبيا بدرجة أكبر ويهدد فرص العودة إلى العملية السياسية".
وردا على الهجوم، قال متحدث في بيان إن القوات المتحالفة مع حكومة الوفاق الوطني استهدفت قاعدة الوطية الجوية التابعة للجيش الوطني الليبي وتقع على مسافة نحو 159 كيلومترا جنوب غربي طرابلس.
وقال مصدران من قوات الجيش الوطني إن أربعة مقاتلين قُتلوا في هجوم بطائرة مسيرة في وقت مبكر الأحد.