ضغوط إسرائيلية تؤجج الخلاف بين الجهاد والسلطة الفلسطينية
غزة - تواصل أجهزة الأمن الفلسطينية التابعة لسلطة الرئيس محمود عباس حملة أمنية تستهدف حركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية، وسط خلافات بين الطرفين أججتها حملة أمنية إسرائيلية استهدفت في الفترة الأخيرة مخيم جنين للاجئين في الضفة الغربية.
واعتقلت قوات الأمن الفلسطينية خمسة عناصر آخرين من الجهاد الإسلامي الليلة الماضية في جنين، وفق ما أعلن اليوم الاثنين قادة من الحركة الإسلامية المسلحة التي تواجه كذلك حملة عسكرية إسرائيلية منذ فترة.
ويأتي هذا التطور بعد نحو أسبوعين من تنفيذ الجيش الإسرائيلي أكبر مداهمة لجنين منذ سنوات، وسط توترات لا تهدأ، في حين تعكس عملية الاعتقال الخلافات بين الفصائل في الضفة الغربية.
والعلاقات بين السلطة الفلسطينية والفصائل الفلسطينية متوترة منذ سنوات رغم جهود تبذل لتوحيد الصف وإنهاء الانقسامات التي تأججت منذ إلغاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس في أبريل/نيسان من العام 2021 الانتخابات التشريعية التي كانت مقررة في 22 مايو/ايار من العام ذاته إلى حين ضمان مشاركة أهل القدس "ترشيحا وتصويتا ودعاية انتخابية"، وهو ما انسحب على بقية المواعيد الانتخابية، سواء الرئاسية التي كانت مقررة نهاية يوليو/تموز2021 وانتخابات مجلس وطني.
وضغطت إسرائيل التي تقول إن مداهمتها لجنين استهدفت المسلحين، على السلطة الفلسطينية لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد حركة الجهاد الإسلامي المدعومة من إيران وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة منذ العام 2007 ولديها مقاتلون في الضفة الغربية.
ولم ترد إسرائيل أو قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، التي تدير مناطق من الضفة الغربية بشكل محدود، على أنباء الاعتقالات بعد.
وكانت جنين بؤرة للعنف الذي تصاعد في جميع أنحاء الضفة الغربية مما أثار مخاوف متزايدة امتدت من واشنطن إلى العالم العربي.
واتهمت الفصائل المسلحة السلطة الفلسطينية بالضعف وعدم بذل ما يكفي لمواجهة إسرائيل، بينما تظهر أحدث استطلاعات الرأي تراجع شعبية الرئيس محمود عباس على وقع ملل شعبي من سلطة لا يرى الفلسطينيون أنها تقدم شيئا لتخفيف معاناة الشعب.
وتصدت حشود غاضبة لمسؤولين كبار في السلطة الفلسطينية بعد المداهمة الإسرائيلية، التي استمرت يومين وأجبرت مسؤوليها في إحدى المواجهات على مغادرة جنازة عشرة أشخاص قتلوا في المداهمة.
وقال المتحدث باسم الجهاد الإسلامي داود شهاب اليوم الاثنين إن اعتقالات الليلة الماضية ترفع العدد الإجمالي لأعضاء الحركة الذين اعتقلتهم السلطة الفلسطينية منذ المداهمة إلى عشرة أشخاص.
وأضاف أن جماعته كانت تحاول تأمين إطلاق سراحهم من خلال التحدث إلى "العقلاء" في حركة فتح التي يقودها الرئيس عباس وتهيمن على السلطة الفلسطينية.
واحتجت السلطة الفلسطينية على العملية الإسرائيلية التي وصفتها بأنها جريمة حرب، لكنها لم تستطع فعل أي شيء لوقفها.
ويقول مسؤولو السلطة، إن إسرائيل تقوض سلطتهم بانتظام، مما يجعل ممارسة السلطة أو وضع الأساس لدولة فلسطينية مستقبلية في الضفة الغربية التي احتلتها إسرائيل بعد حرب عام 1967، أمرا مستحيلا بالنسبة لهم.
وزار عباس مخيم اللاجئين بعد أيام من المداهمة. وقال إن العمال سيشرعون في إصلاح المنازل والبنية التحتية المتضررة.