ضغوط المعارضة تدفع ابرز مساعدي الغنوشي في البرلمان للاستقالة

الحبيب خذر مدير ديوان رئيس البرلمان يقدم استقالته بعد ضغوط مارستها كتل برلمانية معارضة لدوره في تجاوز النظام الداخلي للمؤسسة الدستورية خدمة لاجندات حركة النهضة.
استقالة خذر مناورة لتخفيف الضغوط على راشد الغنوشي عقب سقوط لائحة سحب الثقة
اتهامات للحبيب خذر بتغليب مصلحة التيار الاسلامي على حساب بقية الكتل
الحبيب خذر مهندس سياسات الغنوشي في الملفات الخارجية خاصة الملف الليبي

تونس - وافق رئيس مجلس نواب الشعب (البرلمان) في تونس راشد الغنوشي، الجمعة، على استقالة مدير ديوانه الحبيب خذر الذي يعتبر ذراعه الايمن داخل المؤسسة الدستورية.
وعقب الاستقالة تم تكليف أحمد المشرقي المكلف بمهمة لدى رئيس مجلس نواب الشعب بالإشراف على تسيير الديوان.
ونشر خذر، نص استقالته عبر صفحته على فيسبوك  مشيرا انه قبل أن يكون مدير ديوان الغنوشي لفترة قليلة قبل 8 أشهر، على أن يتفرغ لعائلته ولمكتب المحاماة الذي يديره.
وقال خذر إنه أخّر استقالته نظرا "لما شهدته الدورة (البرلمانية) العادية المنقضية من توترات متتالية".
وأضاف "لم أتربَّ على القفز عند اضطراب المركب، بل أظل إلى جانب الربان حتى تحقق الاستقرار"، في إشارة إلى الانتقادات التي تعرض لها من كتلة "الحزب الدستوري الحر"، ولائحة سحب الثقة من الغنوشي في 30 يوليو/ تموز الماضي.

واثار تعيين الحبيب خذر مديرا لديوان رئيس البرلمان جدلا واسعا حيث اعتبر القرار انتهاكا للنظام الداخلي من قبل الغنوشي خاصة وان خذر ليس منتخبا من قبل الشعب ولا يملك كرسيا في البرلمان.

ويظهر ان الاستقالة هي مناورة جديدة من قبل حركة النهضة مع تصاعد الضغوط السياسية ضد راشد الغنوشي وذلك في محاولة لامتصاص غضب المعارضة.
وفي مايو/ أيار الماضي، رفعت الكتلة الديمقراطية (38 نائبا من "التيار الديمقراطي وحركة الشعب ونواب مستقلون) قضية لدى المحكمة الإدارية للطعن في تفويض بالإمضاء منحه الغنوشي لمدير ديوانه "خذر"، إلا أن المحكمة رفضتها، مؤخرا، "لعدم جدية الطلب".
وقال خذر، في تدوينة مصاحبة لنص استقالته: "في الأشهر الثمانية، رفعت عدة قضايا أمام القضاء الإداري طعنا في حصيلة أعمال بعض هياكل المجلس، وقد ترافقت جل القضايا بمطالب في إيقاف التنفيذ، ولم يقبل القضاء الإداري منها أي مطلب نافيا عنها الجدية".
ويعتبر خذر عراب سياسات وتوجهات الغنوشي نظرا لقربه منه حتى داخل حركة النهضة بل وتشير بعض المصادر ان خذر هو من يرسم التوجهات الخاصة براشد الغنوشي في العلاقات الدولية خاصة في الملف الليبي.
واتهم خذر من قبل نواب من كتل معارضة بانه اخفى مراسلة من رئيس لجنة  الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بالبرلمان الليبي بطبرق في ظل الاتهامات التي وجهت للغنوشي بالتخندق ضمن المحور التركي القطري.
ورغم ان رئاسة البرلمان نفت تلك التهم لكن الحبيب خذر ظل مهيمنا على القرارات الحيوية لرئاسة البرلمان وهو ما دفع عددا من الكتل الى المطالبة باقالته وذلك لتخفيف حالة التوتر.
ووصل الامر بكتلة الحزب الدستوري الحر الى الاعتصام داخل مكتب الحبيب خذر الشهر الماضي متهمة اياه بانتهاك القوانين الداخلية للبرلمان خدمة لمصالح حركة النهضة والاسلام السياسي.

كما كشف النائب عن التيار الديمقراطي نبيل حجي في حوار بث في اذاعة "أي اف ام" الخاصة الاسبوع الماضي انه نصح الغنوشي بإقالة خذر لانه سبب رئيسي في الازمة التي يمر بها المجلس النيابي.
وسعت 4 كتل نيابية، هي "الديمقراطية" و"تحيا تونس" و"الكتلة الوطنية" و"الإصلاح"، التحقت بها كتلة "الدستوري الحر" إلى سحب الثقة من الغنوشي، إثر اتهامه بسوء إدارة المجلس ومحاولة توسيع صلاحياته".
ورغم ان الكتل المعارضة لم تتمكن من تمرير لائحة سحب الثقة حيث صوت لصالحها 97 نائبا في حين ان تمريرها يتطلب 109 صوت لكنها مثلت ضغطا على الغنوشي وضوء احمر بان الرفض النيابي له يتصاعد يوما بعد يوم.
وخذر، من مواليد 1971، ناشط طلابي سابق ومحام وحاصل على الدكتوراه في القانون وأستاذ جامعي، وهو قيادي في حركة "النهضة" (إسلامية 54 نائبا/ 217).