ضغوط ايرانية تدفع العراق لاصدار مذكرة اعتقال بحق ترامب

سياسيون عراقيون يحذرون من تبعات هذا القرار على مصالح الدولة العراقية قبل زيارة مرتقبة لرئيس الحكومة إلى واشنطن.
بايدن لن يكون سعيدا بالقرار من القضاء العراقي رغم خلافاته مع ترامب
القرار سيمثل اهانة للولايات المتحدة
المذكرة تكشف حجم التدخل الايراني في المؤسسة القضائية

بغداد - حذر سياسيون عراقيون من مغبة المضي قدما في تفعيل السلطة القضائية العراقية مذكرة توقيف بحق الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لدوره في إصدار أوامر لاغتيال كل من رئيس هيئة الحشد الشعبي "أبومهدي المهندس" وقائد فيلق القدس السابق في الحرس الثوري الإيراني "قاسم سليماني" بينما باتت المؤسسات القضائية كغيرها من المؤسسات في الدولة خاضعة لاجندات ايران.
وكان رئيس مجلس القضاء الأعلى في العراق القاضي فائق زيدان أفاد الخميس خلال إحياء الحشد الشعبي لذكرى اغتيال المهندس وسليماني فجر الثالث من كانون الثاني/يناير 2020 "بأن القضاء العراقي أصدر مذكرة توقيف بحق ترامب على خلفية الهجوم".
وأضاف زيدان أن ترامب "اعترف بارتكابه الجريمة"، مطالبا القائمين بالتحقيق في الاغتيال إلى بذل جهد استثنائي لكشف المرتكبين". مشددا على "أن القضاء العراقي "لن يتردد باتخاذ الإجراءات القانونية بحق من يثبت عليه دليل اشتراكه في عملية الاغتيال".
وردا على هذه التصريحات قال السياسي مثال الألوسي الخميس في تغريدة على حسابه بموقع "تويتر" أن الأمر سيؤدي إلى الإضرار بمصالح العراق التي ترتبط بعلاقات قوية مع الولايات المتحدة.
وقال "خبرتي علمتني ان هذا لا يسر حتى إدارة بايدن وسيفهم الأمر تصعيدا غير مناسب وبشكل قد ترد به واشنطن على المصالح الوطنية العراقية، مع قرب زيارة السوداني لواشنطن".

ويعتقد عدد من السياسيين في العراق ان الخطوة بملاحقة ترامب قضائيا هو اهانة للولايات المتحدة ودعما واضحا من قبل السلطة وأجهزة الدولة لمواقف إيران وحتى للإرهاب خاصة وأن واشنطن صنفت فيلق القدس ضمن المنظمات الإرهابية.
ورغم انه من الصعب تفعيل مذكرة التوقيف والتزام الدول في المنطقة بها لكنها ستمثل رسالة سياسية وإحراجا كبيرا للحكومة العراقية التي لا تزال تبحث عن دعم الولايات المتحدة خاصة لمواجهة تنظيم داعش وقبل زيارة مرتقبة لرئيس الحكومة محمد شياع السوداني.
ويرى مراقبون ان هذا الإحراج سيتضاعف في حال فاز ترامب في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في نوفمبر/تشرين الثاني 2024 بعد ان قدم ترشحه رسميا قبل اشهر لخوض السباق للمرة الثالثة.
وتكشف هذه المعطيات حجم التغلغل الإيراني وميليشياتها في مؤسسات الدولة خاصة المؤسسة القضائية وذلك خدمة للمشروع الإيراني البعيد عن المصالح الوطنية للعراق.
وبات العراق ساحة لتصفية الحسابات بين الولايات المتحدة وايران التي أصبحت لها اليد الطولى من خلال الميليشيات او القوى السياسية الممثلة أساسا في الاطار التنسيقي الداعم الاساسي للسوداني.