ضغوط على طهران لتحقيق العدالة في قضية تحطم الطائرة الأوكرانية

عائلات الضحايا تتعهد بمواصلة الاحتجاج والمثابرة لمعرفة ماذا جرى يوم الفاجعة، فيما طالبت الدول التي ينتمي إليها معظم الركاب إيران بتوضيحات تامة وإجراءات تضمن عدم تكرر الحادث.
ملف الطائرة الأوكرانية يؤرق النظام الإيراني المثقل بأزمات متناثرة
ترودو: لن نقبل بأقل من تفسير شامل وصادق من جانب إيران بشأن إسقاط الطائرة الأوكرانية

كييف/تورونتو - دعت كندا والدول التي قُتل رعاياها في حادث تحطم طائرة تابعة للخطوط الجوية الأوكرانية أسقطتها إيران عن طريق "الخطأ" في 8 يناير/كانون الثاني 2020، السبت طهران إلى تحقيق العدالة لعائلات الضحايا الذين جرى إحياء ذكراهم في دول عدة.

ونظم كنديون فقدوا أقارب لهم عندما أسقط الحرس الثوري الإيراني طائرة ركاب أوكرانية بطريق الخطأ قبل عام وقفة في مدينة تورونتو وتعهدوا "بالاحتجاج والمثابرة" في مسعاهم لمعرفة ماذا حدث في ذلك اليوم.

وتجمع نحو 200 شخص في يوم مشمس الجمعة أمام جامعة تورنتو قبل الشروع بمسيرة تكريمًا للضحايا، وفقًا لمصور وكالة فرانس برس في المكان.

وتمثل أوكرانيا وكندا والسويد وبريطانيا وأفغانستان الدول التي ينتمي إليها معظم الركاب الذين لم يكونوا مقيمين في إيران. وأصدرت هذه الدول بيانا مشتركا الجمعة دعت فيه إلى "تفسير تام ومستفيض، بما في ذلك إجراءات ملموسة تضمن ألا يحدث ذلك مرة أخرى أبدا".

وكان الحزن لا يزال يعصف بأسر الضحايا وعددهم 176 بينهم 138 كانت تربطهم صلات بكندا، عندما فرضت البلاد العزل العام لاحتواء مرض كوفيد-19 في منتصف مارس/آذار. وأقيمت وقفة إحياء الذكرى عبر الإنترنت ومن خلال الحضور الفعلي في مكان مفتوح، ورفع الحاضرون صور الضحايا.

وقال أمير علي علوي الذي فقد والدته في الحادثة، في رسالة مسجلة مسبقا "كلنا حطام أسر مكلومة تقف معا في حداد وتستند إلى بعضها بعضا"، مضيفا "نواصل الاحتجاج والمثابرة بعد عام طويل شاق".

وفي طهران قال المدعي العسكري غلام عباس تركي للتلفزيون الرسمي أمس الجمعة، إن عشرة ضباط خضعوا لإجراءات تأديبية منها الفصل أو خفض الرتبة وإنهم سيمثلون للمحاكمة قريبا، لكنه لم يعلن عن إطار زمني.

وذكر الحرس الثوري أنه أسقط طائرة الخطوط الجوية الدولية الأوكرانية بالخطأ بعد قليل من إقلاعها ظنا أنها صاروخ في ظل تصاعد التوتر مع الولايات المتحدة بعد اغتيال واشنطن قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قبل ذلك بخمسة أيام.

وقال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو في رسالة مسجلة مسبقا عُرضت أثناء الوقفة "كندا لن تقبل بأقل من تفسير شامل وصادق من جانب الحكومة الإيرانية لما حدث بالضبط".

وكان قد تعهد في وقت سابق بتوفير سبيل لبعض أقارب الضحايا للإقامة الدائمة في كندا.

وقالت إيران الأسبوع الماضي إنها خصصت 150 ألف دولار لأسرة كل ضحية من ضحايا التحطم.

وحثت أوكرانيا إيران أمس الجمعة على دفع كامل التعويضات لأسر الضحايا دون أن تذكر مبلغا محددا. وكانت قد طالبت من قبل بالتفاوض على مبلغ التعويض.

وقال مستشار كندي لأقارب الضحايا يوم الخميس إن من السابق لأوانه الحديث عن أي أرقام.

ويؤرق ملف إسقاط الطائرة الأوكرانية كاهل النظام الإيراني المثقل بأزمات متناثرة على وقع الانهيار الاقتصادي، وإيران باتت مطالبة بتسديد التعويضات التي أقرتها بعد اعترافها منذ البداية بمسؤوليتها عن الحادث المروع الذي تسبب في مقتل كل من على الطائرة.