طائرات مسيّرة تحاصر كوفيد 19 من سماء إيطاليا

درونات تحلق على مقربة من المخالفين لتدابير الحد من انتشار فيروس كورونا في بشمال إيطاليا لتأمرهم بالعودة لمنازلهم وتقوم بقياس حراراتهم.
شخص من بين ألف توفي بالمرض في غصون أسابيع في لومبارديا الايطالية

تريفيولو (إيطاليا) - تحلق طائرة مسيرة يذكّر صوتها بأزيز الدبابير على مقربة من الاشخاص الذين يخالفون تدابير الحد من انتشار فيروس كورونا في بلدة تريفيولو القريبة من بيرغامو بشمال إيطاليا.

وتوجه الطائرة الصغيرة الحجم تعليمات مسجلة وتأمر "انتباه! أنت في مكان محظور. أخرج على الفور".

ويقوم مجس حراري بقياس حرارة المخالف، وترسل المعلومات إلى مشغل الطائرة الذي يدقق النظر في خريطة على شاشة محمولة، تعرض نقاطا برتقالية وقرمزية اللون.

وتقول الطائرة "مخالفة التدابير تؤدي إلى عقوبات إدارية وجنائية".

ومنطقة بيرغامو بمقاطعة لومباريا في شمال إيطاليا هي من الأكثر تضررا بتفشي فيروس كورونا المستجد.

ويقول قائد الشرطة في تيرفوليو ماتيو كوبيا لوكالة فرانس برس "بعد قيام الطائرة المسيرة بقياس حرارة الشخص، يجب رغم ذلك قياس حرارته بميزان عادي".

ويتابع "لكن الطائرات المسيرة مفيدة في مراقبة الوضع على الأرض".

وفاة واحدة لألف شخص 

كانت إيطاليا أول الدول الغربية التي فرضت إجراءات عزل في مواجهة الفيروس الذي أودى بأكثر من 18 ألف شخص، بحسب أرقام رسمية، في الدولة المطلة على البحر المتوسط، وقرابة 100 ألف شخص في العالم.

وباتت الآن إحدى الدول الأوروبية العديدة التي تستخدم الطائرات المسيرة إلى حد لم يكن من الممكن تصوره، وتقريبا قبوله، قبل شهر فقط.

وتسهم الطائرات المسيرة في إبعاد الناس عن أرصفة الأنهر في باريس ومراقبة استهلاك المياه في إسبانيا.

في إيطاليا تساهم هذه الطائرات في معرفة المصابين بكوفيد-19.

وبلغت الحصيلة الرسمية للوفيات في لومبارديا، الرئة الاقتصادية لإيطاليا والتي يسكنها 10 ملايين شخص، صباح الجمعة 10.022 وفاة، ما يعني وفاة شخص من بين ألف بالمرض في غصون أسابيع.

عمليات حساسة

يبدو أن حصيلة الوفيات وصلت الذروة وأن عدد الإصابات اليومية يتراجع إلى نقطة ربما تشهد إيطاليا معها قريبا تراجعا في العدد الرسمي المسجل للإصابات بكوفيد-19.

لكن مسؤولي الصحة يخشون من إضاعة التقدم المحرز عندما ينفد صبر الناس إزاء إجراءات العزل ويبدأون في الخروج للاستمتاع بشمس الربيع.

ويقول كوبيا إن قوات الشرطة المحلية حصلت على صلاحيات جديدة تخولها فحص حرارة الأشخاص من دون علمهم أو إذن منهم.

وقال قائد الشرطة "كل شيء يسير طبق القانون".

وأضاف "في فترة الطوارئ هذه، سمحت سلطة الطيران المدني الإيطالية لنا بمراقبة الأشخاص الذين يستخدمون عمليات حساسة وغير حساسة".

وأوضح "العمليات الحساسة تتضمن طلعات تحليق فوق المدينة".

 انتهاك للخصوصية

ذكرت تقارير أن الحكومة في روما تستعد للسماح للمواطنين بمغادرة منازلهم للمرة الأولى منذ قرابة شهرين، في الرابع من أيار/مايو.

لكن غالبية المناطق الأكثر تضررا قد تقرر تمديد العزل فيها، فيما تستمر الطائرات المسيرة في بيرغامو بالتحليق حتى أشهر الصيف.

وبعض الإيطاليين ضاقوا ذرعا بهذه الطائرات ذات الاصوات المزعجة وخرائطها الحرارية.

وقالت الطالبة كارلوتا لوكاتيلي إن "استخدام الطائرات المسيرة قد يبدو أمرا إيجابيا، لكنه برأيي انتهاك للخصوصية".

غير أنّ المتقاعدة ريجينا ماسبر ترى أن هذه الطائرات تسهم في الصالح العام.

وقالت "أعتقد أنه من الجيد أنهم يستخدمون الطائرات المسيرة".

وأوضحت "أقله إننا نعرف المصابين من غير المصابين".