طائرة مسيّرة تختبر جاهزية تركيا على حدود سوريا

وزارة الدفاع التركية تعلن إسقاط طائرة مسيّرة مجهولة المصدر على الحدود السورية، اخترقت أجواء تركيا في أول حادث من نوعه منذ تدخل أنقرة عسكريا في الحرب السورية.

جماعات متطرفة كانت متحالفة مع تركيا قد تكون وراء الاختراق الفاشل
الطائرة المسيّرة سقطت في محافظة كيليس
التدخل التركي في سوريا يفاقم متاعب أنقرة

اسطنبول - أعلنت القوات الجوية التركية أنها أسقطت طائرة مسيرة مجهولة المصدر على الحدود السورية بعدما اخترقت الأجواء التركية ست مرات، وفق ما قالت وزارة الدفاع الأحد.

وكتبت الوزارة على تويتر "أسقطت طائرتان من نوع أف 16 طائرة بدون طيار اخترقت أجواءنا ست مرات"، موضحةً أن الطائرتين انطلقتا من قاعدة إنجيرليك الجوية، كما أرفقت التغريدة بصور للطائرة المسيرة.

وأكدت الوزارة أن مصدر الطائرة لا يزال مجهولا، موضحةً أنها دمرتها عند الساعة 13:24 (10:24 ت غ).

وعثرت قوات من الدرك التركي على "حطام الطائرة في قاعدة تشيلديروبا" في محافظة كيليس، وفق الوزارة.

وفي عام 2015، أسقطت تركيا مقاتلة روسية من نوع "سوخوي 24"، على الحدود التركية السورية، ما أدى إلى أزمة غير مسبوقة بين موسكو وأنقرة.

واعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخطوة حينها بأنها "طعنة في الظهر"، لكن العلاقات تحسنت بعد ذلك بين البلدين من أجل العمل معا حول النزاع السوري.

وتدعم تركيا جماعات معارضة في سوريا تريد إسقاط الرئيس بشار الأسد، فيما تدعم روسيا دمشق.

وإذا صحّ البيان التركي فإن هذه أول مرة تتعرض فيها تركيا لهجوم بطائرة مسيرة منذ تدخلها عسكريا في سوريا تحت مسمى حماية حدودها من خطر الجماعات الإرهابية الإسلامية المتطرفة منها والتنظيمات الكردية المسلحة.

كما تأتي محاولة اختراق الأجواء التركية بطائرة مسيرة بينما تواجه أنقرة المزيد من الضغوط مع تعثر إقامة المنطقة الآمنة التي يحشد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لإقامتها بذريعة تأمين المنطقة وتهيئة الظروف لعودة آلاف النازحين السوريين اللاجئين في الأراضي التركية.

وتذهب بعض التفسيرات إلى أن الهجوم المفترض بالطائرة المسيرة هو نتاج التدخلات التركية وجبهات المواجهة التي فجرها أردوغان في كل اتجاه.

وقد تكون الجماعات المتطرفة التي كانت تدعمها تركيا قبل أن تنقلب عليها، هي من أطلق الطائرة المسيرة على ضوء الخلافات بين أنقرة وتلك الجماعات في شمال غرب سوريا.

وتشرف تركيا على نقاط مراقبة في تلك المنطقة بموجب اتفاق مع موسكو تم التوصل اليه في سبتمبر/ايلول من العام الماضي وينص على إقامة منطقة عازلة وانسحاب الفصائل المتشددة منها وسحب أسلحتها الثقيلة.

ورفضت تلك الجماعات ومنها هيئة تحرير الشام أكبر تحالف مسلح تشكل في 2017 باندماج كل من جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) وجبهة أنصارالدين وجيش السنّة ولواء الحق وحركة نورالدين الزنكي، الانسحاب أو سحب أسلحتها الثقيلة، لتضع تركيا في حرج مع الشريك الروسي.

وتدخلت تركيا عسكريا في الأزمة السورية بعد اشهر من اندلاع الحرب الأهلية في 2011 بأن قامت بتدريب المنشقين عن الجيش السوري على أراضيها، ما أفرز في يوليو/تموز 2011 ميلاد الجيش السوري الحر تحت إشراف المخابرات التركية.

وزودت تركيا إلى جانب قطر المتمردين والجماعات المتطرفة أيضا بالأسلحة والمعدات العسكرية الأخرى.

وفي 24 أغسطس/اب 2016، بدأت القوات المسلحة التركية بتدخل عسكري مباشر معلن في سوريا بذريعة الحرب على الجماعات الإرهابية ومنها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الذي كان جرحاه يتلقون العلاج في المستشفيات التركية قبل أن يتفكك التحالف غير المعلن.

ووفرت تركيا الملاذ الآمن للمعارضين السوريين وكل الظروف لعقد مؤتمراتهم واجتماعاتهم واستضافت رئيس الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد.

وتحولت تركيا من الدعم إلى الدعوة العلنية لرحيل نظام الرئيس السوري بشار الأسد وألقت بثقلها في دعم وتسليح المعارضة وصولا إلى التدخل العسكري.

واتهمت منظمات حقوقية دولية تركيا بقتل مئات المدنيين الفارين من الحرب الأهلية.