طالبان تأمل فتح صفحة جديدة مع واشنطن بدفع من أزمة مالية

واشنطن والحركة المتشددة يستعدان لعقد جولة محادثات جديدة في الدوحة هي الثانية من نوعها منذ استعادة الإسلاميين السيطرة على أفغانستان بعد 20 عاما من إطاحة تحالف دولي بقيادة أميركا بحكمهم.
حكومة طالبان تريد من واشنطن الإفراج عن الأصول الأفغانية المجمدة
واشنطن لن تمنح طالبان صكا على بياض خلال محادثات مرتقبة في الدوحة

كابول - تستعد حركة طالبان التي استعادت السيطرة على أفغانستان بعد 20 عاما من إطاحة تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة بحكمها، لجولة محادثات جديدة مع واشنطن الأسبوع المقبل في الدوحة، وسط آمال بفتح صفحة جديدة في العلاقات مع أميركا، بينما تواجه حكومة الحركة المتشددة وضعا اقتصاديا وماليا صعبا إضافة إلى هجمات يشنها الفرع الأفغاني لتنظيم الدولة الاسلامية.

وقالت طالبان الأربعاء إن محادثاتها الأسبوع المقبل مع واشنطن في العاصمة القطرية وهي ثاني اجتماع من نوعه منذ استيلاء الإسلاميين على السلطة، ستفتح "صفحة جديدة" في العلاقات السياسية بين الجانبين.

وذكرت واشنطن الثلاثاء أنها ستواصل المحادثات مع طالبان بعد اجتماع بين الجانبين في الدوحة عقد في 9 و10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وكتبت الحركة على حسابها الرسمي بالعربية على تويتر "ستبدأ مرحلة جديدة من المفاوضات الأسبوع المقبل بين أفغانستان وأميركا في قطر"، مضيفة أن المحادثات ستتناول "في هذه المرحلة فتح فصل جديد في العلاقات السياسية بين البلدين وحل القضايا الاقتصادية وتنفيذ بنود اتفاق الدوحة السابق".

وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن الأسبوعين المقترحين للمفاوضات سيتناولان عدة قضايا مثل محاربة تهديد تنظيمي الدولة الإسلامية والقاعدة، فضلا عن المساعدات الإنسانية.

وستركز المحادثات أيضا على طريقة توفير ممر آمن إلى خارج أفغانستان للمواطنين الأميركيين والأفغان الذين عملوا مع واشنطن خلال الحرب التي استمرت 20 عاما.

وسيرأس الوفد الأميركي المبعوث الخاص لأفغانستان توماس ويست الذي شدد الأسبوع الماضي على أن أي دعم مالي ودبلوماسي من واشنطن لطالبان يستند إلى شروط معينة.

وقال إنه يتعين على طالبان تشكيل حكومة جامعة واحترام حقوق الأقليات والنساء والفتيات وتوفير فرص متساوية في التعليم والتوظيف.

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس قال أمس الثلاثاء، إن الممثل الأميركي الخاص لأفغانستان توم ويست سيزور الدوحة الأسبوع القادم لعقد اجتماعات تستمر يومين مع زعماء حركة طالبان.

وقال برايس "سيناقشون... مصالحنا الوطنية الحيوية في ما يتصل بأفغانستان"، مضيفا "هذا يشمل مكافحة الإرهاب ويشمل المرور الآمن للمواطنين الأميركيين والأفغان الذين علينا التزام خاص تجاههم ويشمل المساعدات الإنسانية والوضع الاقتصادي للبلاد".

وفي وقت سابق من الشهر الجاري، حضر ويست اجتماعا لما يسمى الترويكا الموسعة التي تضم باكستان والصين وروسيا والولايات المتحدة لمناقشة قضية أفغانستان. واجتمعت المجموعة أيضا مع ممثلين بارزين لطالبان.

وكان ويست أيضا ضمن الوفد الأميركي في اجتماعات مع مسؤولي طالبان في الدوحة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي والتي كانت أول محادثات من نوعها بين واشنطن والحركة بعد النهاية الفوضوية يوم 31 أغسطس/آب الماضي للحرب الأميركية التي استمرت عقدين في أفغانستان.

وأدى الوقف المفاجئ لمعظم مساعدات التنمية الأجنبية بعد استيلاء طالبان على السلطة يوم 15 أغسطس/آب من الحكومة المدعومة من الغرب إلى انهيار اقتصاد البلاد التي تعاني من أزمة في العملة الصعبة كما يخضع زعماء الحركة لعقوبات غربية.

ومع اقتراب الشتاء، خرجت أفغانستان التي يتفشى فيها الفقر المدقع من حرب شاملة إلى أزمة إنسانية. ويواجه ملايين الأفغان الجوع على نحو متزايد وسط ارتفاع حاد في أسعار السلع الغذائية.

ودعا أمير خان متقي وزير خارجية حكومة طالبان غير المعترف بها من قبل المجتمع الدولي، الأسبوع الماضي إلى الإفراج عن الأصول الأفغانية التي جمدتها الولايات المتحدة في رسالة مفتوحة إلى الكونغرس الأميركي.