طالبان تترنح سياسيا وتصعد ميدانيا

حركة طالبان تنفي إجراء محادثات سلام مع مسؤولين أفغان في مطلع سبتمبر، فيما قتل مسلحوها أربعة مدنيين في اشتباكات مع القوات الحكومية.
ضحايا سيول أفغانستان ترتفع إلى 150 قتيلا

كابول - نفى مفاوض كبير من حركة طالبان اليوم الخميس اتفاق الحركة على إجراء محادثات سلام مع مسؤولين أفغان في مطلع سبتمبر/أيلول، وذلك بعد ساعات من إعلان مسؤول كبير بالحكومة الأفغانية أن المحادثات ستبدأ الشهر المقبل.

يأتي بيان شير محمد عباس ستانيكزاي لرويترز في وقت يتعرض فيه الجانبان لضغوط من الولايات المتحدة وحلفائها لإجراء محادثات، وهي خطوة قد تمهد الطريق لإنهاء الحرب في أفغانستان الدائرة منذ نحو عقدين.

وقضية الإفراج عن سجناء طالبان عائق رئيسي أمام إجراء المحادثات.

وتزامنا مع هذه التصريحات، قال مسؤولون إن مسلحين من حركة طالبان قتلوا الخميس أربعة مدنيين خلال اشتباكات مع القوات الأفغانية في إقليم باروان بوسط البلاد، وذلك وسط عمليات إنقاذ عقب سيول أودت بحياة أكثر من 150 شخصا.

وتأتي الاعتداءات بينما يجري الاستعداد لمحادثات سلام بين الطرفين المتحاربين سبق وأن تأجلت بسبب مسألة إطلاق سراح السجناء. وتأتي المحادثات في إطار جهود ترمي لإنهاء الحرب التي تقودها الولايات المتحدة في أفغانستان والمستمرة منذ نحو عقدين من الزمن.

وقال عبدالشكور قدوسي، أحد المسؤولين في باجرام التي تضم أكبر قاعدة عسكرية أميركية والتي شهدت الاشتباكات، "فتح مقاتلو طالبان النار على مدنيين فروا من مناطق هي الأكثر تضررا من السيول".

فتح مقاتلو طالبان النار على مدنيين فروا من مناطق هي الأكثر تضررا من السيول

وأضاف أن مسلحي طالبان "اشتبكوا مع القوات الأفغانية وقتلوا مدنيين كانوا في عربة توكتوك قريبا من نقطة تابعة للجيش"، مشيرا إلى احتمال اختلاط الأمر على مقاتلي طالبان وظنوا أن من في العربة جنود أفغان. وقتل جندي أفغاني وأصيب آخران.

ولم يتسن الاتصال بمتحدث باسم الحركة للحصول على تعليق.

وارتفع عدد ضحايا السيول إلى 150 قتيلا، وما لا يقل عن 250 مصابا، بينما ينقب الناجون وفرق الإنقاذ بين أنقاض ما يزيد عن 1500 منزل شمالي العاصمة كابول.

وأجلت السلطات أكثر من 900 أسرة إلى خارج أجزاء من الإقليم الجبلي الذي اجتاحته السيول الناجمة عن أمطار غزيرة هطلت بقوة هذا الأسبوع.

وقال تميم عظيمي المتحدث باسم وزارة إدارة الكوارث "لا تزال عمليات البحث جارية، نخشى أن يكون هناك كثيرون لا يزالون تحت الصخور والأنقاض". وأضاف "الوضع مؤلم جدا، حجم الخسائر هائل".

وقال ناجون إن عددا كبيرا من الأطفال بين الضحايا. ومن المتوقع أن ترتفع حصيلة الوفيات، وتستعد أسر لعمليات دفن جماعي في حين لا تزال هناك أكوام من الركام لم تُرفع بعد.

وتعاني أفغانستان من الجفاف عادة، لكنها عرضة لهطول أمطار غزيرة خلال موسم الأمطار بجنوب آسيا.