طالبان تحارب الانتخابات وتتقدم في التفاوض مع واشنطن

الحركة المتشددة تدعو الأفغان الى مقاطعة الاقتراع الرئاسي المقرر اواخر سبتمبر والابتعاد عن التجمعات الانتخابية باعتبارها أهدافا محتملة.

كابول - دعت حركة طالبان الثلاثاء في بيان موجّه إلى الشعب الأفغاني إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية المرتقبة في أواخر أيلول/سبتمبر وإلى تجنّب التجمعات "التي قد تصبح أهدافاً محتملة".
وقالت طالبان إن التركيز يجب ألا ينصب على الانتخابات المقررة في 28 سبتمبر/أيلول وإنما على جهود التفاوض على اتفاق مع الولايات المتحدة، وهو اتفاق من المتوقع أن يلزم واشنطن بسحب قواتها مقابل تعهد طالبان بألا تكون أفغانستان ملاذا لتدبير هجمات إرهابية.
وطلبت الحركة في بيان نشره المتحدث باسمها ذبيح الله مجاهد، من مقاتليها مواجهة "خداع هذه العملية المسرحية بكل قدراتهم".
وقالت "من أجل تجنّب تعرّض مواطنينا لخسائر، لا سمح الله، عليهم أن يتجنّبوا التجمّعات التي قد تصبح أهدافاً محتملة".
ويأتي هذا الإعلان في وقت تجري الولايات المتحدة وممثلين عن حركة طالبان جولة ثامنة من المفاوضات في الدوحة. وأشاد المبعوث الأميركي الخاص لأفغانستان زلماي خليل مساء الاثنين بإحراز "تقدم ممتاز" بين الطرفين سيتم بحث تفاصيله على اربعة اجزاء.
وكتب خليل زاد على تويتر "الاتفاق على هذه التفاصيل ضروري". 
وأكد المتحدث السياسي باسم طالبان سهيل شاهين الثلاثاء إحراز "تقدم ممتاز" أيضاً. وتابع "نحن في طور مناقشة النقاط الأخيرة المتبقية وسيتمّ إبرام اتفاق سلام. سنقرر في وقت لاحق موعد الإعلان عن الاتفاق".
وأضاف أن الهدف ظل على مدى 40 عاما من الحرب "نظاما إسلاميا كاملا" وأن مسألة الانتخابات سيجري بحثها في حوار بين الأفغان من المقرر أن يبدأ بعد إبرام اتفاق مع الولايات المتحدة.
وبدأت الحملة للانتخابات الرئاسية رسمياً في 28 تموز/يوليو.
في اليوم نفسه، قُتل عشرون شخصاً وجُرح 50 آخرون في اعتداء استهدف مكتب أمر الله صالح أحد المرشحين لمنصب نائب الرئيس على لائحة الرئيس الأفغاني أشرف غني. ونجا صالح الذي كان رئيساً لأجهزة الاستخبارات الأفغانية والمعروف بمواقفه المعادية لطالبان، من الهجوم.
ولا يزال هناك 17 مرشحاً يتنافسون في الانتخابات بينهم الرئيس المنتهية ولايته وهو الأوفر حظاً.
والانتخابات التي كانت مرتقبة أولاً في أواخر نيسان/أبريل، أُرجئت مرتين حتى 28 أيلول/سبتمبر.
إلا أن اجراء الانتخابات لا يزال غير مؤكد بينما ينتظر بدء محادثات سلام في النروج في وقت لاحق بين متمردي طالبان وممثلين عن حكومة كابول، في حال تمّ توقيع اتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان في الدوحة.
وتعتبر طالبان التي نفذّت اعتداءات دامية أثناء الانتخابات التشريعية في تشرين الأول/أكتوبر 2018، أن العملية الانتخابية ليست لها "أي قيمة".
وشابت الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها غني شبهات خطيرة بالتزوير. وتدخّلت الولايات المتحدة بعد ذلك لتشكيل حكومة وحدة مع منافسه عبدالله عبدالله الذي عُيّن رئيساً للحكومة.
ويقول عدد كبير من الأفغان إن ليست لديهم نية التصويت وسط مخاطر حصول اعتداءات وشبهات بالتزوير.