طالبان تحذر تركيا من مغبة إبقاء قواتها في أفغانستان

المتمردون الأفغان ينددون بإبقاء أنقرة قواتها لإدارة مطار كابول وحراسته بعد انسحاب القوات الأجنبية، مهددين بالرد إذا ما واصلت القوات التركية 'احتلال بلادهم'.
تركيا تسعى لاستثمار اضطرابات أفغانستان للتموقع في رقعة جديدة وتوسيع نفوذها

كابول/أنقرة - حذرت حركة طالبان تركيا اليوم الثلاثاء من خطط محتملة للإبقاء على بعض القوات في أفغانستان لإدارة وحراسة المطار الرئيسي في كابول بعد سحب القوات الأجنبية، ووصفت هذه الاستراتيجية بأنها "مستهجنة" محذرة مما يترتب عليها من "عواقب".

وأجرت أنقرة، التي عرضت إدارة وتأمين المطار في العاصمة الأفغانية بعد انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي، محادثات مع الولايات المتحدة بشأن الجوانب المالية والسياسية والدعم اللوجستي.

وأكدت تركيا ضرورة أن يبقى المطار مفتوحا من أجل الحفاظ على البعثات الدبلوماسية في أفغانستان في حين هز انفجار كابول اليوم الثلاثاء وتصاعدت الاشتباكات في أنحاء البلاد.

وقالت طالبان في بيان "إمارة أفغانستان الإسلامية تندد بهذا القرار المستهجن"، مضيفة "إذا لم يبادر المسؤولون الأتراك بإعادة النظر في قرارهم وواصلوا احتلال بلادنا، ستتخذ الإمارة الإسلامية موقفا ضدهم".

وتابعت الحركة أنه في هذه الحالة فإن مسؤولية ما يترتب على ذلك من عواقب ستقع على عاتق من تدخلوا في البلاد.

وتتقدم طالبان، متشجعة برحيل القوات الأجنبية في الموعد المستهدف في سبتمبر/أيلول، لحصار مدن والسيطرة على المزيد من الأراضي.

وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار للصحفيين بعد اجتماع مجلس الوزراء مساء أمس الاثنين إن مسؤولين أتراكا اتفقوا مع نظرائهم الأميركيين على بعض النقاط بخصوص إدارة المطار، مشيرا إلى استمرار العمل من أجل التوصل إلى اتفاق.

وأضاف أكار "هناك حاجة لاستمرار فتح المطار وتشغيله. جميع الدول تقول ذلك. إذا لم يتم تشغيل المطار سيتعين على الدول سحب بعثاتها الدبلوماسية من هناك".

وقال مسؤول تركي كبير لرويترز إن المحادثات التي يشارك فيها وزراء الآن يجب أن تكتمل مع رحيل القوات الأميركية. وأضاف "ما زلنا نعتقد أنه سيكون هناك اتفاق بشأن المطار. نريد أن نقف مع الشعب الأفغاني".

وتسعى تركيا من خلال تدخل عسكري جديد استغلال الاضطرابات في أفغانستان لتوسيع نفوذها واستثمار ذلك في ترميم علاقاتها الدبلوماسية المتراجعة خلال السنوات القليلة الماضية بسبب تدخلاتها العسكرية غير القانونية في كل من سوريا وليبيا وانتهاكاتها في العراق وشرق البحر الأبيض المتوسط.

وقالت الشرطة الأفغانية الثلاثاء إن انفجارا هز منطقة مزدحمة في كابول، فأدى لمقتل أربعة أشخاص وإصابة خمسة بجراح. ولم يتضح بعد من يقف وراء الانفجار أو الهدف منه.

وقال عطا الله عطا عضو المجلس المحلي في قندهار إن الاشتباكات تتواصل في الإقليم الواقع بجنوب البلاد بعد التصدي لمسلحي الحركة في أعقاب محاولة لاقتحام سجن المدينة، مضيفا أن مئات العائلات فرت من أعمال العنف.

وقال محمد داود فرهد مدير المستشفى الرئيسي في إقليم قندهار إن المستشفى استقبل ثماني جثث وأكثر من 30 شخصا، أغلبهم من المدنيين، أصيبوا في الاشتباكات خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.

وقال مسؤول حكومي محلي طلب عدم نشر اسمه إن قوات الأمن الأفغانية تراجعت في ساعة مبكرة من صباح اليوم الثلاثاء من منطقة ألينجار بإقليم لغمان في شرق البلاد.

وانتهى في مايو/أيار اتفاق وقف إطلاق النار مع طالبان في المنطقة.

وقال مصدر أمني محلي إن طالبان طوقت مدينة غزنة في وسط البلاد أمس الاثنين وشنت غارات الليلة الماضية في إطار أحدث هجوم لها على عاصمة إقليمية قبل أن تتصدى لها القوات الأفغانية.