طالبان تختطف مئة عشية الهدنة المأمولة

طالبان توافق مبدئيا على الهدنة المعروضة من الرئيس الأفغاني وتتعهد بإطلاق سراح سجناء قبل ان تعترض ثلاث حافلات في قندوز وتختطف ركابها.

كابول - قال مسؤول حكومي أفغاني الاثنين إن مسلحين من حركة طالبان خطفوا عشرات الركاب بعد أن أوقفوا ثلاث حافلات في إقليم قندوز في شمال البلاد.
ووقع الهجوم بعد ساعات من إعلان الرئيس الأفغاني أشرف غني الأحد وقف إطلاق النار مع حركة طالبان اعتبارا من الاثنين بمناسبة عيد الأضحى، بعد أيام من القتال الذي شهدته مدينة غزنة بوسط البلاد وإقليم آخر في شمالها.
وقال عصمت الله مرادي وهو متحدث باسم حاكم قندوز إن الهجوم وقع صباح الاثنين بينما كانت الحافلات في طريقها من إقليم طخار إلى العاصمة كابول.
وأضاف "أوقف مسلحو طالبان الحافلات وأجبروا الركاب على النزول منها واقتادوهم لمكان غير معروف". وقال وسائل اعلام ان عدد المختطفين يبلغ مئة.
وقال الرئيس الأفغاني في مراسم احتفال بعيد الاستقلال الاحد "سيبدأ وقف إطلاق النار المشروط غدا، وسيستمر طالما حافظت عليه طالبان واحترمته".
وأضاف غني "ندعو قيادة طالبان للترحيب بآمال الأفغان في سلام حقيقي طويل الأمد".
وقال مسؤول كبير في مكتب الرئيس إن وقف إطلاق النار "المشروط" يمتد لثلاثة أشهر حين تحل ذكرى المولد النبوي التي يحتفل بها الأفغان في 21 نوفمبر/تشرين الثاني.
وقالت مصادر في طالبان إن قادة الحركة وافقوا مبدئيا على هدنة لمدة أربعة أيام خلال العيد لكن يتعين انتظار موافقة نهائية عليها من الزعيم الأعلى للحركة الشيخ هيبة الله أخونزاده.
وقالت طالبان إنها ستطلق سراح مئات من السجناء دون أن تقدم أي تفاصيل.

مقتل أكثر من 1600 مدني خلال الشهور الستة الأولى من العام الحالي وهو العدد الأعلى منذ عشر سنوات

وقال مسؤولون إن إعلان الهدنة من جانب غني مقصور على طالبان ولا يشمل جماعات مسلحة أخرى مثل تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال مسؤول في وزارة الداخلية إن إعلان الهدنة جاء بعد يوم من اندلاع اشتباكات في إقليم فارياب بشمال البلاد. وأضاف أن طالبان سيطرت على جزء من منطقة في الإقليم وأن أكثر من 50 من القوات الحكومية أصبحوا في عداد المفقودين.
وقُتل 150 جنديا على الأقل و95 مدنيا على مدى خمسة أيام من القتال في مدينة غزنة هذا الشهر لكن الاشتباكات خفت حدتها الأسبوع الماضي بعدما دفع الجنود الأفغان، بدعم من قوات أميركية، مقاتلي طالبان إلى التقهقر.
وقالت الأمم المتحدة الأحد إن التفجيرات والهجمات الانتحارية والاشتباكات أسفرت عن مقتل أكثر من 1600 مدني خلال الشهور الستة الأولى من العام الحالي وهو العدد الأعلى منذ عشر سنوات.
وفي واشنطن رحب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بالإعلان عن وقف إطلاق النار وقال إن الولايات المتحدة مستعدة لدعم وتيسير محادثات سلام مباشرة بين الحكومة الأفغانية وطالبان.
وأضاف بومبيو "الولايات المتحدة ترحب بإعلان الحكومة الأفغانية هدنة مشروطة بالتزام طالبان بها. هذه الخطة تتماشى مع الدعوة الواضحة والمستمرة للشعب الأفغاني من أجل السلام".
وتابع "لا يوجد ما يعوق المحادثات. حان وقت السلام".
ورحب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ بإعلان الرئيس الأفغاني للهدنة وقال على تويتر "أشجع طالبان على إظهار اهتمامهم بالمواطنين الأفغان من خلال احترام (الهدنة)".