طالبان ترفض عرض الرئيس الأفغاني تمديد وقف إطلاق النار

الحركة تؤكد استئناف القتال فور انقضاء الهدنة بعد يوم من مقتل 25 شخصا في هجوم انتحاري استهدف أعضاء كانوا يحتفلون بوقف إطلاق النار.

كابول – أعلنت حركة طالبان الأحد رفضها تمديد اتفاقها لوقف إطلاق النار مع الحكومة الأفغانية مؤكدة استئناف القتال فور انقضاء الهدنة الليلة.

وقال الناطق باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد لوكالة فرانس برس إن "وقف إطلاق النار ينتهي الليلة وستُستأنف عملياتنا إن شاء الله. لا نية لدينا لتمديد وقف إطلاق النار".

ودعت السلطات الأفغانية حركة طالبان السبت إلى تمديد وقف إطلاق النار الذي ينتهي الأحد.

وكانت الحركة قد أمرت الأحد مقاتليها في أفغانستان بتجنب تجمعات قوات الأمن والمدنيين وذلك بعد يوم من مقتل 25 شخصا في هجوم انتحاري بينهم أعضاء في الحركة كانوا يحتفلون بوقف غير مسبوق لإطلاق النار.

وطغى هجوم السبت الذي وقع عند أطراف مدينة جلال أباد في ولاية ننغرهار الشرقية، على عطلة عيد الفطر التي اعتبرت استثنائية إذ تعانق خلالها عناصر طالبان مع قوات الأمن والسياسيين والمدنيين في أنحاء البلاد والتقطوا صورا تذكارية معا وأدوا الصلوات إلى جانب بعضهم البعض في مشاهد ما كانت ممكنة قبل عدة أيام فقط.

ووقف إطلاق النار هذا هو الأول من نوعه في أفغانستان منذ الاجتياح الأميركي في 2001. وقد أثار أملا في أفغانستان التي أنهكتها الحرب، في إمكانية تحقيق سلام.

احتفال الافغانيين بالاتفاق
احتفال يتحول إلى عزاء

وأسفر الهجوم الذي استهدف حشدا كان يحتفل بالهدنة في منطقة رودات عن إصابة 54 شخصا بجروح فيما حمل مسؤولون تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته. وبعد التفجير، أمرت طالبان مقاتليها بالبقاء في مواقعهم أو في المناطق الخاضعة لسيطرتها.

وقال المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد عبر موقع "تويتر" إنه "لتجنب إيذاء المدنيين وهو ما قد نتسبب به لا سمح الله (عبر تواجدنا في المكان)، على جميع القادة منع المجاهدين من حضور تجمعات من هذا النوع".

وأضاف أن "العدو أساء استغلال وقف إطلاق النار وهناك إمكانية لوقوع مزيد من الحوادث السيئة مثل هذه".

من جهة أخرى، قال عدد من قادة طالبان إنهم لا يؤيدون زيارة مقاتليهم للمناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة واحتفالهم مع قوات الأمن.

وأعلن الرئيس الأفغاني أشرف غني السبت تمديد وقف إطلاق نار أعلنته الحكومة مدته ثمانية أيام وينتهي الثلاثاء ودعوته لطالبان للقيام بالأمر ذاته.

وقال غني كذلك إنه تم الإفراج عن 46 سجينا من طالبان مؤكدا أنه سيتم إطلاق سراح المزيد من عناصر الحركة.

الرئيس الأفغاني أشرف غني
يد ممدودة بحذر

ولا يشمل وقف إطلاق النار مجموعات مسلحة أخرى بما فيها تنظيم الدولة الإسلامية.

ووافقت طالبان على هدنة لثلاثة أيام بمناسبة عيد الفطر الذي بدأ الجمعة وتعهدت بعدم شن هجمات ضد قوات الأمن الأفغانية. لكنها أفادت أنها ستواصل الهجوم على قوات حلف شمال الأطلسي التي تقودها الولايات المتحدة.

ولقي إعلان غني تمديد وقف إطلاق النار ترحيبا دوليا واسعا وسط دعوات لطالبان بالرد بالمثل. ووصف الاتحاد الأوروبي الهدنة بأنها "تاريخية" في حين تعهدت قوة "الدعم الحازم" التابعة لحلف شمال الأطلسي والقوات الأميركية باحترام إعلان الرئيس.

أما محمد كريم خليلي قائد المجلس الأفغاني الأعلى للسلام، وهي هيئة مفوضة من قبل كابول لبحث السلام مع المتمردين، فدعا طالبان الأحد إلى "أخذ رغبات الشعب في الاعتبار" وتمديد وقف إطلاق النار من جانبها.

وقال للصحافيين "إذا تم تمديد وقف إطلاق النار فستكون الخطوة التالية تبادل السجناء وسيكون لدينا بعد ذلك أسس جيدة لبدء المفاوضات المباشرة بين الجانبين".