طالبان تزيد أعداد السجناء بدل اطلاق سراحهم

طالبان تخطف 60 مدنيا في أفغانستان وتقتل 14 شخصا من أفراد القوات الحكومية، في تصعيد جديد يهدد اتفاق السلام ويحرج الوسيط القطري.
تواصل الهجمات يعيق مساعي السلام في أفغانستان
قطر تراهن على اختراق في الملف الأفغاني للتقرب من الولايات المتحدة

كابول - تواصل حركة طالبان عمليات الخطف في أفغانستان، ما يضاعف أعداد السجناء لديها وهو ما يتناقض مع روح اتفاق السلام الموقع في الدوحة في فبراير/شباط الماضي، والذي ينص على اطلاق سراح السجناء الحاليين لدى كابول وطالبان كخطوة أساسية لبدء محادثات السلام بين الحكومة المركزية والمتمردين. 
ويعكس نقض طالبان لتعهداتها عدم جديتها في بدء محادثات سلام، ما يعرقل مساعي الولايات المتحدة في انهاء الحرب الدائرة في البلاد منذ 19 عاما.    
وتراهن قطر التي تربطها علاقات وثيقة بحركة طالبان وتستضيف مكتبها السياسي في الدوحة على تحقيق اختراق في مواقف الحركة المتمردة، للتقرب أكثر من واشنطن، إلا أن الخرق المتواصل لحركة طالبان لبنود الاتفاق يشكك في نزاهة الوساطة القطرية.   
وترفض حركة طالبان التفاوض مع الحكومة الأفغانية، التي تعتبرها دمية في يد الولايات المتحدة، قبل انسحاب القوات الأجنبية من البلاد وهو ما نص عليه الاتفاق الموقع مؤخرا في الدوحة، لكن الحركة نقضته، ما يبعثر الرهانات القطرية على استثمار الملف اقليميا ودوليا.  
وينصّ اتفاق الدوحة الموقع في 29 شباط/فبراير على سحب جميع القوات الأجنبية من أفغانستان بحلول ربيع 2021، مقابل تقديم طالبان ضمانات أمنية من بين أبرزها التزام المتمردين بعدم احتضان جماعات متطرفة تسعى لشن عمليات خارجية والدخول في حوار مع حكومة كابول. 
وقال مسؤولون الأحد إن مقاتلي حركة طالبان خطفوا حوالي 60 مدنيا في وسط أفغانستان على مدار الأسبوع الأخير وإنهم ما زالوا يحتجزون أكثر من نصف هذا العدد.
وقال محمد علي أوروزجاني نائب حاكم إقليم دايكندي بوسط البلاد إن رجال طالبان أخذوا الرهائن بعد أن هربت امرأة من قرية تخضع لحكم طالبان في إقليم مجاور.
وأضاف أوروزجاني إن المقاتلين أفرجوا عن حوالي 26 شخصا بينهم نساء وأطفال وإن قيادات عشائرية تتوسط للإفراج عن الباقين.

15 هجوما استهدف العاملين في الرعاية الصحية خلال جائحة كورونا

وقد أدى استمرار العنف الى عرقلة إطلاق سراح السجناء من مقاتلي طالبان والقوات الحكومية المقدرة اعدادهم بالالاف.
وقال متحدث باسم مجلس الأمن الوطني إن حركة طالبان قتلت أكثر من 40 مدنيا في مختلف أنحاء البلاد الأسبوع الماضي.
وأصدرت بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان تقريرا الأحد يثير المخاوف من 15 هجوما استهدف العاملين في مجال الرعاية الصحية والمنشآت الصحية خلال جائحة كورونا وعزت المسؤولية عن أغلبها إلى طالبان.
ورفضت طالبان اتهامات الأمم المتحدة واتهمت الحكومة الأسبوع الماضي بالتسبب في الخسائر البشرية بين المدنيين.
وقال مسؤولون الأحد إن 14 شخصا على الأقل من أفراد القوات الموالية للحكومة قتلوا في هجمات منفصلة بثلاثة أقاليم بأفغانستان.
وأوضح المسؤولون المحليون أن مسلحي حركة طالبان قتلوا ما لا يقل عن 10 من أفراد القوات الموالية للحكومة في منطقة شا اب بإقليم تاخار، وأصيب اثنان من أفراد القوة في الهجوم.
كما قتل مسلحو طالبان ثلاثة من رجال الشرطة في هجوم على نقاط تفتيش أمنية بمنطقة ناهرين بإقليم باجلان بشمال البلاد، بحسب ما قاله رئيس المنطقة لوكالة الأنباء الألمانية، كما أصيب 11 ضابطا في الهجوم.
وبالتزامن مع هجماتها اليومية تقريبا على القوات الحكومية في أفغانستان، وجهت الحركة المتمردة رسائل طمأنة لواشنطن الجمعة، مؤكدة أنها "مصممة على الالتزام بالوعود" الواردة في اتفاق الدوحة الثنائي.
وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد لوكالة الصحافة الفرنسية "نؤكد مرة أخرى أننا مصممون على الالتزام بجميع الوعود الواردة في اتفاق الدوحة، خاصة مخاوف الولايات المتحدة والغرب حول التهديد الذي تمثله أفغانستان بالنسبة لهم".
وتعكس تصريحات المتحدث باسم طالبان تقيّد الحركة ببند وحيد من الاتفاق وهو عدم شن هجمات على القوات الأجنبية ومصالحها، لكنها تغيّب الجزء الثاني من الاتفاق وهو الدخول في مفاوضات مع السلطة المركزية في كابول.
ويعني عدم الدخول في مفاوضات مع كابول ومواصلة استهداف القوات الحكومية اخلالا بأحد بنود الاتفاق، ما يخيّب الأمال في تسوية قريبة لملف السلام المتعثر في البلاد.