
طالبان تسعى لاستمالة واشنطن للحصول على دعم اقتصادي
كابول - قال سراج الدين حقاني، وزير الداخلية في حكومة "طالبان" المؤقتة، إنهم لا يعتبرون الولايات المتحدة عدوا فيما يبدو انه محاولة جديدة لاستمالة واشنطن لتقديم الدعم الاقتصادي والمالي لأفغانستان في ظل ازمتها.
وأوضح حقاني في مقابلة مع قناة "سي إن إن" الأميركية، أن حركة "طالبان" تريد إقامة علاقات جيدة مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي في المستقبل.
وأضاف "لا نرى الولايات المتحدة عدوا حاليا، لكن الأفغانيين لديهم بعض التحفظات بشأن نيات واشنطن". مصرحا بأن لأفغانستان الحق المشروع في الدفاع عن حريتها وفقا للقانون الدولي.
وأشار إلى أن "طالبان" تحترم الاتفاقية الموقعة مع الولايات المتحدة عام 2020 بالدوحة، والتي تتضمن الالتزام بعدم السماح في أن تكون أفغانستان ملاذًا للإرهابيين الذين يستهدفون الأميركيين.
وسيطرة طالبان على أفغانستان في أغسطس/اب الماضي بعد حرب ضد القوات الأجنبية استمرت قرابة العقدين لكن الحركة تجد نفسها في حالة من العزلة الدولية اضافة الى مصاعب اقتصادية ومالية جمة.
في المقابل تطالب الولايات المتحدة من طالبان الالتزام بالقانون الدولي واحترام حقوق النساء وعدم جعل أفغانستان ملاذا أمنا للإرهابيين.
والاثنين وعد حقاني بأن "أنباء سارة جدا" ستعلن "قريبا جدا" حول عودة الفتيات إلى المدارس الثانوية في أفغانستان.
ونهاية آذار/مارس، أغلقت حركة طالبان المدارس الثانوية وكليات الفتيات بعد ساعات فقط من إعادة فتحها.
وأثارت العودة غير المتوقعة عن قرار فتح تلك المؤسسات بأمر من القائد الأعلى للحركة والبلاد هبة الله أخوند زاده، غضب المجتمع الدولي.
وقال سراج الدين حقاني "أود الإدلاء بتوضيح. لا أحد يعارض تعليم النساء".
وحقاني أحد أكثر قادة طالبان تكتما وظهر علنا للمرة الأولى في آذار/مارس.

وأضاف أن بإمكان الفتيات الذهاب إلى المدرسة الابتدائية، وأردف في أول مقابلة تلفزيونية له على الإطلاق "إلى جانب هذه المستويات، يتواصل العمل على آلية" لإعادة فتح المدارس الثانوية للفتيات.
وأكد لمراسلة "سي إن إن إنترناشونال" كريستيان أمانبور "قريبا جدا ستسمعون أخبارا سارة جدا حول هذا الموضوع".
ولفت سراج الدين حقاني إلى أن هذه "الآلية" مرتبطة بالزي المطلوب للطالبات، مشددا على أن التعليم يجب أن يقوم على أساس "الثقافة" الأفغانية و"القواعد والمبادئ الإسلامية"، مشيرا "بشكل أعم" إلى قضية ارتداء الحجاب.
وطالبت حركة طالبان بعد عودتها للسلطة النساء بارتداء الحجاب على الأقل، لكنها فرضت عليهن مطلع أيار/مايو ارتداء النقاب في الأماكن العامة، ويفضل البرقع، وهو أمر كان إلزاميا خلال فترة حكمها الأولى بين عامي 1996 و2001.
وقال "من يأتمن على بناته أو أخواته يفعل ذلك على أساس الثقة الكاملة. يجب أن نهيئ الظروف لضمان شرفهن وسلامتهن. نحن نتخذ إجراءات لهذا الغرض".
وتُتهم شبكة حقاني بتنفيذ بعض أعنف الهجمات التي ارتكبتها حركة طالبان في أفغانستان خلال السنوات العشرين الماضية، ولا يزال سراج الدين حقاني نفسه على قائمة المطلوبين لدى مكتب التحقيقات الفدرالي الذي عرض مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار مقابل أي معلومات قد تؤدي إلى اعتقاله.
وأوضح الوزير عبر "سي إن إن" أن "السنوات العشرين الماضية كانت فترة قتال دفاعي وحرب"، لكن الحركة تريد في المستقبل "إقامة علاقات جيدة مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي".