طالبان تسعى للسيطرة على المعابر الحدودية

الحركة المتمردة تسيطر على معابر هامة مع إيران و طاجيكستان وتركمانستان في محاولة استعادة النفوذ من الحكومة الأفغانية.
مقاتلو طالبان يسيطرون على أكثر من ثلثي الحدود مع طاجيكستان
طالبان تؤكد انها تسيطر على 85 في المائة من مساحة افغانستان
واشنطن تعلن فشلها في الحرب الافغانية بعد 20 عاما
طالبان تقول إنها تبحث وقف إطلاق النار مع كابول

كابول - تسعى حركة طالبان للسيطرة على ابرز المعابر والمنافذ الحدودية مع شنها هجمات واسعة في أنحاء البلاد.
وأكدت طالبان الجمعة أنها استولت على إسلام قلعة أهم معبر حدودي أفغاني مع إيران يقع في ولاية هرات في غرب البلاد، بينما يواصل مقاتلو الحركة هجومهم في جميع أنحاء البلاد.
وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد إن "معبر اسلام قلعة الحدودي تحت سيطرتنا الكاملة وسنعيد تشغيله اليوم" الجمعة.
وإسلام قلعة من أهم المعابر الحدودية في أفغانستان ويمر من خلاله معظم التجارة المشروعة بين البلدين.
وقد حصلت كابول على إعفاء من واشنطن يسمح لها باستيراد الوقود والغاز الإيراني على الرغم من العقوبات الأميركية.
وهو ثاني معبر حدودي رئيسي تسيطر عليه طالبان منذ إطلاق هجومها الخاطف في أوائل أيار/مايو مع بدء الأميركيين المرحلة الأخيرة من انسحابهم من البلاد.
من جانبهم قال مسؤولون محليون بأفغانستان اليوم الجمعة إن قائدا بارزا بفصيل مسلح خاص سيساعد القوات الأفغانية في قتالها مع متمردي حركة طالبان لاستعادة السيطرة على أجزاء من غرب البلاد منها معبر حدودي مع إيران.
ومحمد إسماعيل خان وزير سابق نجا من هجوم نفذته طالبان عام 2009 وهو عضو رئيسي في التحالف الشمالي الذي ساعد مقاتلوه القوات الأميركية في الإطاحة بطالبان في 2001.
وقال مسؤول إن من المقرر أن يعقد القائد الطاجيكي المحنك إسماعيل خان، الذي يعرف بلقب أسد هرات، اجتماعا لإعداد قواته لمحاربة طالبان والدفاع عن قاعدة سلطته في هرات، وأضاف أن عددا من القادة العسكريين السابقين المناهضين لطالبان يدعمون القوات الأفغانية الواقعة تحت ضغط شديد في الدفاع عن الحدود في الغرب والشمال.

قادة ميليشيات يهرعون لدعم القوات الأفغانية في مواجهة طالبان
قادة ميليشيات يهرعون لدعم القوات الأفغانية في مواجهة طالبان

وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس أن الانسحاب الأميركي من أفغانستان سينتهي في 31 آب/أغسطس مؤكدا أن سقوط البلاد بأيدي طالبان "ليس حتميا".
واستولى المتمردون الشهر الماضي على شير خان بندر المعبر الحدودي الرئيسي بين أفغانستان وطاجيكستان.
واضطر نحو ألف جندي أفغاني للجوء إلى طاجيكستان بعد قتال عنيف.
بدورها أعلنت روسيا الجمعة أن حركة طالبان تسيطر على الجزء الأكبر من الحدود الأفغانية مع طاجيكستان، داعية إلى "ضبط النفس" بين المعسكرين في أفغانستان.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في مؤتمر صحافي "نشهد تصاعدا حادا في التوتر عند الحدود الطاجيكية والأفغانية"، مشيرة إلى أن "طالبان احتلت في وقت قصير جزءا كبيرا من الأراضي الحدودية وتسيطر حاليا على حوالي ثلثي الحدود مع طاجيكستان".

كما أكد مسؤولون أفغانيون، الجمعة، أن حركة "طالبان" سيطرت على بلدة "تورغوندي" الحدودية، إحدى البوابات التجارية إلى تركمانستان، وتقع في ولاية هرات غربي البلاد.
ونقل موقع "طلوع نيوز" المحلي عن مسؤولين محليين (لم يسمّهم) قولهم إن "طالبان سيطرت على بلدة تورغوندي الحدودية مع تركمانستان".
من جانبه قال شهاب الدين ديلاوار المسؤول في حركة طالبان في تصريحات في موسكو اليوم الجمعة إن الحركة تسيطر على 85 بالمئة من أراضي أفغانستان.

في المقابل افادت وكالات أنباء روسية عن حركة طالبان قولها إنها تناقش احتمالات وقف إطلاق النار مع الحكومة الأفغانية وإنها ستوقف هجومها إذا نجحت محادثات الدوحة، بينما عقد مسؤولون من طالبان مؤتمرا صحفيا في موسكو اليوم الجمعة.

وذكرت رويترز هذا الأسبوع أن طالبان تعتزم تقديم عرض سلام مكتوب إلى الحكومة الأفغانية قريبا ربما الشهر المقبل.

وأعلنت الولايات المتحدة، الخميس، أنها لم تنتصر "عسكريا" في حربها التي استمرت 20 عاما في أفغانستان.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين بساكي، في إفادة صحفية إنه لا يوجد طرف في أفغانستان "حقق انتصارا عسكريا"، لافتة أن ليس هناك خطط للاحتفال باكتمال الانسحاب الأميركي من أفغانستان.
وأضافت "لن نحتفل بلحظة إنجاز مهمة في هذا الصدد، إنها حرب استمرت 20 عامًا دون تحقيق نصرا عسكريا".
لكنها في المقابل شددت على أن الولايات المتحدة "فخورة" بكل من شارك في هذه الحرب.
وتابعت نحن ممتنون لكل النساء والرجال الذي خدموا في أفغانستان".
يشار أن الرئيس جو بايدن توجه بكلمة إلى الشعب الأميركي، مساء اليوم، أعلن خلالها انتهاء الانسحاب الأميركي من أفغانستان في 31 أغسطس/ آب المقبل.
وقال إن الولايات المتحدة "نجحت في مهمتها بأفغانستان بالقضاء على القاعدة وقتل زعيمها (أسامة) بن لادن".
غير أنه في المقابل لفت أن حركة طالبان "في أقوى وضع عسكري لها" منذ عام 2001.