طالبان تسيطر على مدينة مزار شريف

مقاتلي طالبان سيطروا على مدينة مزار الشريف الواقعة في شمال أفغانستان والتي كانت آخر معاقل الحكومة الأفغانية في الشمال، مع فرار قوات الأمن إلى حدود أوزبكستان.
طالبان على بعد 11 كيلومترا فقط جنوب العاصمة كابول
مجموعة من المارينز تصل إلى كابول لتأمين إجلاء موظفي السفارة الأميركية
الرئيس الأفغاني يتعهّد بـ"إعادة تعبئة" الجيش لصدّ تقدم طالبان السريع

كابول– سيطر مقاتلو طالبان مساء السبت على مزار شريف، آخر كبرى مدن شمال أفغانستان التي كانت تسيطر عليها القوات الحكومية، ليصبح الطريق إلى كابول سالكا في وقت تعلو فيه الأصوات الدولية محذرة من عودة قوية لطالبان تهدد أفغانستان والمنطقة.

وتأتي سيطرة طالبان على مزار شريف بعد أيام قليلة من زيارة قام بها الرئيس الأفغاني أشرف غني لتحفيز قواته على كبح تقدم مسلحي حركة طالبان.

وتحدث الرئيس الأفغاني مع الرجل القوي في مزار شريف عطا محمد نور، وزعيم الحرب المعروف عبد الرشيد دوستم بشأن الدفاع عن المدينة لكن فشل في تحقيق ذلك حيث نقلت وكالة فرناس برس عن شهود عيان من أهالي المدينة أن طالبان دخلتها "من دون مقاومة تذكر".  

وتحمل مزار شريف رمزية في تاريخ طالبان، وعموم ولايات الشمال ككل، وهذا ما يفسر الزحف السريع والمحكم الذي قامت به الحركة في الأقاليم الشمالية فيما العالم منشغل بوبائه وحرائقه وتغيراته المناخية وأيضا غير مستوعب لهذا التقدم السريع والمفاجئ.

عندما بدأت حرب إسقاط طالبان إثر تفجيرات 11 سبتمبر، كان الشمال نقطة الانطلاق. وشارك  "تحالف الشمال" في الحرب التي قادها التحالف الدولي وانتهت بسقوط حكم طالبان وتحولها إلى خوض حرب عصابات ضد الحكومة المركزية الأفغانية والقوة الدولية لدعم الأمن (إيساف).

وقال عتيق الله غيور الذي يقيم في جوار المسجد الأزرق الشهير في مزار شريف إن متمردي طالبان “يحتفلون على آلياتهم ودراجاتهم النارية مطلقين النار في الهواء”، لافتا إلى أن القوات الأفغانية انسحبت من المدينة.

بالتزامن مع مزار شريف، سيطرت طالبان على عاصمتين لولايتين أخريين وهما اسعد أباد عاصمة ولاية كونار وجرديز عاصمة ولاية باكتيا جنوب شرقي البلاد . وفي كلتا الولايتين قوات الأمن وغادر المسؤولون الحكوميون دون مقاومة.

وقال عضو البرلمان يار باز حميدي إن طالبان استولت أولا على السجن في المدينة وأطلقت سراح السجناء.

وأضاف أنه من ثم، ولتجنب سقوط ضحايا مدنيين، تراجعت قوات الأمن إلى قاعدة للجيش وسيطرت طالبان على المنشآت الحكومية.

وتسيطر حركة طالبان الآن على 21 عاصمة من عواصم الولايات البالغ عددها 34 ولاية.

ومع تقدم طالبان باتجاه مشارف كابول، تعهّد الرئيس الأفغاني بـ"إعادة تعبئة" لكن الأفغان يبدون مخاوفهم مما قد تحمله الأيام المقبلة على وقع التقدم السريع للمتمردين.

ونقلت وكالة بلومبرغ للأنباء عن غني قوله في خطاب متلفز إلى الأمة يوم السبت أنه يجري محادثات مع زعماء العالم لبحث الوضع في البلاد. ولم يقدم غني سوى تفاصيل ضئيلة، حيث أنه لم يوضح على الفور ما طبيعة المساعدات التي يتوقعها من الغرب ومن جيرانه الإقليميين.

وكانت معظم القوات الأجنبية قد انسحبت بالفعل من البلاد ومن المقرر أن تغادر القوات الباقية بحلول 31 أغسطس الجاري.

في غضون ذلك، وصلت مجموعة من قوات مشاة البحرية الأميركية (مارينز) إلى كابول ضمن عملية انتشار تهدف إلى تأمين إجلاء موظفي السفارة الأمريكية وحلفاء أفغان للولايات المتحدة.

وذكرت بلومبرغ أن عناصر المارينز الذين وصلوا السبت هم ضمن ثلاثة آلاف جندي يتوقع وصولهم الأحد. وأضافت أن عملية نقل الموظفين جوا قد تستغرق حتى نهاي هذا الشهر أو ربما أطول من ذلك.

وسيطرت طالبان على معظم شمال وغرب وجنوب أفغانستان وتقاتل الآن القوات الحكومية، على بعد 11 كيلومترا فقط، جنوب العاصمة، كابول.

وتهدد الأزمة بأن تمتد إلى خارج حدود البلاد وتسبب في موجات من اللاجئين إلى دول مجاورة وبعيدة مثل أوروبا.