طالبان تعلن هدنة بثلاثة أيام خلال عيد الاضحى

زعيم الحركة الأفغانية المتشددة يجدد استعداده للتفاوض على السلام لكنه أكد في المقابل أن طالبان ستقيم نظام حكم إسلامي شرعي في أفغانستان.
زعيم طالبان يدعو واشنطن إلى احترام التزاماتها في اتفاق الدوحة
طالبان تهدد بالرد في حال تعرضت لهجمات خلال هدنة عيد الاضحى
طالبان تتهم واشنطن وكابول بعرقلة عملية السلام
الولايات المتحدة تجدد دعمها للحكومة والقوات الأفغانية

كابول - قال المتحدث باسم حركة طالبان اليوم الثلاثاء، إن الحركة ستلتزم بوقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام في أفغانستان بدءا من يوم الجمعة بمناسبة عيد الأضحى، مضيفا على تويتر "وحتى يقضي شعبنا أيام العيد الثلاثة في طمأنينة وسعادة، تلقى جميع المقاتلين تعليمات بعدم تنفيذ أي عملية".

لكنه أشار إلى أن مقاتلي طالبان سيردون في حالة تعرضهم لأي هجوم من القوات الحكومية. وتصاعدت وتيرة العنف في أفغانستان خلال الأسابيع القليلة الماضية مع تعثر اتفاق لمبادلة السجناء بين الحكومة وطالبان. وقالت الحكومة الأفغانية من جهتها إنها أمرت قواتها الأمنية بالتزام وقف إطلاق النار.

وقال المتحدث باسم الحكومة الأفغانية صديق صديقي إن "حكومة جمهورية أفغانستان الإسلامية ترحّب بإعلان وقف إطلاق النار من قبل طالبان خلال أيام عيد الأضحى الثلاثة"، مضيفا "تأمر الحكومة الأفغانية جميع قوات الأمن والدفاع التابعة لها بالتزام وقف إطلاق النار والرد في حال هاجمت طالبان قواتنا أو شعبنا".

ورحّبت الولايات المتحدة الثلاثاء بالهدنة الجديدة في أفغانستان بين الحكومة ومتمردي طالبان، مبدية أملها بإمكان إطلاق محادثات السلام سريعا.

وقال سفير الولايات المتحدة في كابول روس ويلسون "أرحب بالإعلان عن هدنة في عيد الأضحى. الأفغان يستحقون الاحتفال بالعيد بسلام".

وكتب السفير على تويتر "أتطلّع لوفاء الجانبين بالتزاماتهما والانتقال سريعا لإجراء مفاوضات أفغانية-أفغانية".

وتأتي هذه الهدنة بينما وجه زعيم حركة طالبان الأفغانية المتشددة هيبة الله أخوند زاده اليوم الثلاثاء انتقادات عنيفة للولايات المتحدة وللحكومة الأفغانية، في أول رسالة تحذير للطرفين تأتي فيما تستمر موجة العنف في أفغانستان.

ودعا واشنطن إلى احترام اتفاقها مع الحركة المتمردة، متهما الأميركيين بتعريض عملية السلام في أفغانستان للخطر وخصوصا عبر شن ضربات جوية.

وقال في رسالة بمناسبة عيد الأضحى "إن الهجمات بطائرات بدون طيار والتفجيرات والغارات والقصف المدفعي لأسباب لا مبرر لها لا تخدم مصلحة أحد ولا تساعد في كسب الحرب بل على العكس، فإن هذه الأعمال تأتي بنتائج عكسية". ويندر أن تصدر رسالة عن زعيم طالبان الذي تولى قيادة الحركة عام 2016.

وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة أوقفت هجومها ضد المتمردين منذ توقيع اتفاق معهم في فبراير/شباط، إلا أنها تواصل تنفيذ الضربات الجوية للدفاع عن القوات الأفغانية.

ولكن لا يُعرف عدد الضربات منذ أن توقف الجيش الأميركي رسميا عن نشر هذه الأرقام قبل بضعة أشهر.

كما أوقفت حركة طالبان هجومها ضد القوات الدولية، لكنها كثفت هجماتها ضد القوات الأفغانية في جميع أنحاء البلاد.

وفي مقطع فيديو نُشر على تويتر الثلاثاء، أكد الجنرال سكوت ميللر قائد القوات الأميركية وقوات حلف الأطلسي في أفغانستان، التزام الولايات المتحدة "بدعم القوات الأفغانية في هذه الأوقات المضطربة مع الاستمرار في الدفاع عن شركائنا".

وينص الاتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان على انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان بحلول مايو/أيار 2021 مقابل ضمانات أمنية من المتمردين وبدء مفاوضات سلام مع كابول.

كما دعا أخوند زاده الرئيس السابق لمحاكم طالبان، واشنطن إلى "عدم وضع عقبات أمام إنهاء أطول حرب في التاريخ الأميركي عبر التصريحات غير المبررة والدعاية"، بعدما انتقد الجنرال ميللر الاثنين زيادة العنف.

كما انتهز زعيم المتمردين الفرصة لمهاجمة الحكومة الأفغانية التي قال إنها "تخوض صراعا من أجل مصالح قصيرة الأجل ومن أجل السلطة".

واتهم اخوند زاده كابول بعرقلة عملية السلام لا سيما من خلال إبطاء تبادل السجناء الذي يعتبره المتمردون شرطا مسبقا لبدء محادثات السلام.

وتطالب طالبان الحكومة الأفغانية بالإفراج عن 5 آلاف مقاتل مقابل ألف من أفراد القوات الأفغانية. وقد أفرجت كابول بالفعل عن معظم هؤلاء السجناء الخمسة آلاف، لكن المخابرات الأفغانية تقول إن البعض منهم عاد إلى ساحة المعركة.

وقالت طالبان إنها مستعدة لإجراء محادثات مع الحكومة الأفغانية الشهر المقبل بعد عيد الأضحى إذا تم التبادل.

وفيما قال إنه مستعد للتفاوض على السلام، كرر أخوند زاده أن طالبان ستقيم نظام حكم إسلامي شرعي في أفغانستان.

وأعلن الرئيس الأفغاني أشرف غني الثلاثاء أن محادثات السلام مع حركة طالبان قد تبدأ "خلال نحو أسبوع"، عقب استكمال عملية تبادل السجناء التي تعد أسياسية لبدء المفاوضات.

وقال غني لكبار المسؤولين في القصر الرئاسي إنه سعيا "للتعبير عن التزام الحكومة بالسلام، ستستكمل جمهورية أفغانستان الإسلامية قريبا إطلاق سراح 5000 سجين من طالبان"، مضيفا "نتطلع عبر هذه الخطوة لبدء المفاوضات المباشرة مع طالبان خلال نحو أسبوع".