طالبان تلتقي بمبعوث واشنطن لأول مرة منذ إلغاء محادثات السلام

واشنطن تسعى لإبرام صفقة مع طالبان لوقف الحرب في أفغانستان، وهو ما يراه محللون على أنها خطوة تضفي الشرعية على حركة صنفها العالم بأسره إرهابية لارتكابها انتهاكات إنسانية على مدى سنوات.
واشنطن تخطئ بمحاولة إعادة تأهيل حركة طالبان المصنفة إرهابية

إسلام أباد - كشفت وسائل إعلام أميركية اليوم السبت، أن ممثلين من حركة طالبان التقوا بالمبعوث الأميركي للسلام في أفغانستان زلماي خليل زاد في العاصمة الباكستانية إسلام أباد لأول مرة منذ إعلان الرئيس دونالد ترامب، إلغاء محادثات السلام مع الحركة. 
وجاء ذلك حسبما نقلت وكالة أسوشيتد برس عن مسؤول بطالبان لم تكشف عنه. 
وقال المسؤول إن "اللقاء تم أمس الجمعة وكان وفد طالبان بقيادة الملا عبدالغني بارادار المؤسس المشارك للحركة"، دون أن يكشف عن مزيد من التفاصيل. 
و حتى صباح اليوم السبت لم تعلق طالبان رسميا أو الجانب الأميركي على ما أوردته وسائل الإعلام حول اللقاء المذكور. 
وكان وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي قد ألمح أمس الجمعة إلى هذا الاجتماع، قائلا إن "اجتماعا مرتقبا سيقعد في إسلام أباد". 
وأشار الوزير أن خليل زاد وممثلين عن المكتب السياسي لطالبان يجرون حاليا لقاءات منفصلة في إسلام أباد، تلبية لدعوة من الحكومة الباكستانية. 
وأكد على أن "الأطراف ستجتمع معا في إطار هذه الزيارة". 

وتأتي هذه اللقاءات في إطار إبرام الرئيس الأميركي دونالد ترامب صفقة مع حركة طالبان سعيا لإحلال السلام في أفغانستان بعد خمسة عقود من عدم الاستقرار بسبب الحروب المتواصلة.

ويرى محللون إلى الصفقة المذكورة، تضفي الشرعية على جماعة إرهابية صنفها العالم بأسره جراء انتهاكاتها الإنسانية على مدى سنوات.

ويذهب المحللون إلى أن واشنطن ترتكب ترتكب خطأ قاتلا بمحاولة إعادة تأهيل طالبان التي لن ترضى بدوها بأقل من العودة للسلطة في كابول على أنقاض الحكومة الشرعية الحالية في أفغانستان وجثث رموزها وكل المتعاونين معها.
وكان ترامب قد أعلن في الـ7 سبتمبر/أيلول الماضي وقف المفاوضات مع طالبان التي أحزرت تقدما كبيرا في الفترة الأخيرة، وذلك بعد هجوم في أفغانستان أوقع ضحايا أميركيي.

وأوقع هجوم تبنته حركة طالبان استهدف العاصمة الأفغانية  في الـ5 من سبتمبر/أيلول الماضي، 10 قتلى مدنيين على ألاقل وجرح 42 آخرين في هجوم بسيارة مفخخة.
وتسيطر حركة طالبان التي كثفت من هجماتها بعد توقف المحادثات، على نحو نصف مساحة أفغانستان، ولها نفوذ واسع في المناطق التي لا تسيطر عليها.