طالبان توافق على خروج المرأة للعمل والدراسة

وزير الخارجية الأميركي يشيد بالحكومة والمجتمع المدني والنساء وطالبان مع استئناف اليوم الثاني والاخير من محادثات الأطراف الأفغانية في قطر.

دبي – قالت مسؤولة أفغانية الأحد ان حركة طالبان وافقت على السماح للنساء بالذهاب للعمل والدراسة "وفق الشريعة"، وذلك خلال الاجتماعات التي تعقدها الحركة مع عشرات الشخصيات الافغانية في العاصمة القطرية الدوحة لبحث إمكانية التوصل إلى وقف اطلاق نار بالإضافة إلى قضايا رئيسية مثل حقوق المرأة.
وتمثل هذه المحادثات محاولة جديدة لتحقيق اختراق سياسي بينما تسعى الولايات المتحدة لإبرام اتفاق مع الحركة المتمردة في غضون ثلاثة أشهر لإنهاء 18 عاما من الحرب.
ويجري متمرّدو طالبان محادثات منفصلة في الدوحة مع المبعوث الأميركي الخاص إلى أفغانستان زلماي خليل زاد لبحث سبل التوصل لاتفاق يتيح انسحاب القوات الأميركية مقابل عدد من الضمانات.
وقالت واشنطن إنها تسعى للتوصل إلى اتفاق لبدء سحب الجنود قبل أيلول/سبتمبر، موعد الانتخابات الأفغانية.
يفترض أن يتضمن الاتفاق مع طالبان نقطة رئيسية هي الانسحاب الأميركي من أفغانستان وتعهد الحركة بعدم توفير قاعدة لإرهابيين، وهو ما قالت الولايات المتحدة إنّه أحد أسباب الاجتياح الأميركي قبل 18 عاما.
وتبقى العديد من القضايا عالقة مثل تقاسم السلطة مع طالبان ودور القوى الإقليمية بما في ذلك الهند وباكستان ومستقبل حكومة أشرف غني، بالاضافة الى حقوق المرأة،.
وقالت المبعوثة أسيلة ورداك، العضو في مجلس السلام الأعلى الذي أسسه الرئيس السابق حميد كرزاي إن حركة طالبان بحثت موقفها بشأن "دور المرأة، والنمو الاقتصادي ودور الأقليات".
وأضافت أن طالبان قالت أنها "ستسمح للنساء بالعمل والذهاب الى المدرسة والدراسة بما يتوافق مع الثقافة الأفغانية والقيم الإسلامية".

طالبان ستسمح للنساء بالعمل والذهاب الى المدرسة والدراسة بما يتوافق مع الثقافة الأفغانية والقيم الإسلامية

من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في تغريدة الأحد أن اجتماع الأطراف الأفغان "كان مرتقبا منذ فترة طويلة" وأشاد "بالحكومة والمجتمع المدني والنساء وطالبان" لمشاركتهم فيه.
وانطلقت محادثات الاطراف الافغانية الاحد. وأكد مصدر ألماني الإثنين أن اليوم الثاني من المحادثات أنطلق صباحا.
ويشارك نحو 70 مسؤولا في الاجتماع الذي تنظمه قطر بالتعاون مع ألمانيا.
وقال المبعوث الألماني إلى أفغانستان ماركوس بوتسل في افتتاح المحادثات الأحد متوجها إلى المجتمعين "أمامكم فرصة فريدة، لإيجاد طرق لتحويل المواجهة العنيفة إلى نقاش سلمي".
ويأتي اللقاء بين الأطراف الأفغان بعد محادثات مباشرة بين طالبان والولايات المتحدة استمرت ستة أيام قبل أن تعلّق بغية السماح بعقد المحادثات الأفغانية التي تستمر يومين.
وستتواصل المحادثات بين طالبان والولايات المتحدة الثلاثاء.
وأكد زلماي خليل زاد السبت أن الجولة السابعة من محادثات السلام التي تجريها الولايات المتحدة مع حركة طالبان هي "أكثر جولة مثمرة" حتى الآن.
وأوضح خليل زاد "للمرة الأولى يمكنني القول إننا أجرينا نقاشات معمّقة، مفاوضات، وأحرزنا تقدّما في النقاط الأربع"، وهي "الارهاب" وانسحاب القوات الأجنبية والمفاوضات الأفغانية الداخلية ووقف إطلاق النار.
وأعرب المتحدث باسم طالبان في قطر سهيل شاهين عن ارتياح الحركة للمحادثات الجارية مع الولايات المتحدة.

طالبان مرتاحة للمحادثات الاخرى الجارية مع الولايات المتحدة
طالبان مرتاحة للمحادثات الاخرى الجارية مع الولايات المتحدة

وكتب على تويتر "نحن مسرورون بالتقدم الذي أحرز ونأمل أن يتم إنجاز العمل المتبقي. لم نواجه أي عراقيل حتى الآن".
وترفض طالبان التفاوض مع حكومة الرئيس الأفغاني أشرف غني، وتؤكد الحركة أن محاوريها سيشاركون في الاجتماع "بصفتهم الشخصية".
والولايات المتحدة ليست ممثّلة في المحادثات، التي أكد خليل زاد أنها لن تجري "وفقا لشروط طالبان".
غير أن استبعاد الحكومة الافغانية التي تعتبرها الحركة المسلحة "دمية" في يد الولايات المتحدة، من المحادثات، يجعل من الصعب تحديد النتائج الملموسة التي يمكن أن تثمر عنها.
واجتماع الأحد هو ثالث لقاء من هذا النوع بين طالبان وسياسيين أفغان عقب قمتين مماثلتين في موسكو في أيار/مايو وشباط/فبراير الماضيين.