طالبان تُعبد طريق السلام بالدم

أفغانستان تشهد يوما هو الأشد دموية منذ بدء محادثات السلام بين الحكومة والحركة المتشددة في الدوحة قبل ما يزيد عن أسبوع، في فصل جديد من العنف يختزل تعقيدات مسار السلام المرتقب.
مقتل 57 من قوات الأمن الأفغانية في أعنف هجوم لطالبان
هجمات طالبان أسفرت عن 98 مدنيا خلال أسبوعين في 24 إقليما
طالبان ترفض دعوات وقف إطلاق النار قبل التوصل لاتفاق سلام!

كابول - قال مسؤولون أمنيون اليوم الاثنين إن ما لا يقل عن 57 من أفراد قوات الأمن الأفغانية قتلوا وأصيب العشرات خلال اشتباكات دارت الليلة الماضية مع مقاتلين من حركة طالبان في أنحاء البلاد، في يوم هو الأشد دموية منذ بدء محادثات السلام بين الحكومة والحركة في الدوحة قبل ما يزيد عن أسبوع.

وقد تؤثر هذه المعارك الدموية التي تجري بالتزامن مع المحادثات في الدوحة، على مسار السلام المرتقب.  

ويجتمع وفدا تفاوض يمثلان طالبان والحكومة الأفغانية في العاصمة القطرية منذ بدء المحادثات يوم 12 سبتمبر/أيلول، لكنهما لم يحققا تقدما يذكر خاصة على صعيد وقف إطلاق النار الذي تدعو إليه دول كثيرة وترفضه الحركة المتشددة.

 وقال سيد محمد سادات نائب حاكم إقليم أرزكان إن الإقليم الواقع بوسط البلاد شهد أشد الاشتباكات التي دارت مساء أمس الأحد، دموية فقد قتل 24 من أفراد قوات الأمن عندما هاجم مقاتلو طالبان نقاط تفتيش أمنية.

وقال مسؤولون محليون، إن أنباء وردت عن وقوع اشتباكات وسقوط ضحايا في أقاليم طخار وهلمند وكابيسا وبلخ وميدان وردك وقندوز.

وأفاد منير أحمد فرهاد المتحدث باسم حاكم إقليم بلخ بأن حركة طالبان احتجزت ثلاثة رهائن من أعضاء المديرية العامة للأمن القومي وهي جهاز المخابرات الأفغاني.

ولم تؤكد طالبان سقوط قتلى في صفوفها، لكن عبدالهادي جمال المتحدث باسم فيلق بامير العسكري قال إن 54 من المقاتلين لقوا حتفهم في الاشتباكات التي وقعت في أقاليم قندوز وطخار وأيضا بغلان مساء أمس الأحد.

وقال محب الله شريف زاي المتحدث باسم حكومة إقليم ميدان وردك إن 26 مقاتلا من طالبان قتلوا في اشتباكات هناك.

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية طارق أريان إن هجمات طالبان أودت بحياة 98 مدنيا وأصابت 230 آخرين خلال الأسبوعين الماضيين في 24 إقليما.

ورغم الضغوط الدولية، خاصة من واشنطن، ترفض طالبان وقف إطلاق النار قبل توصل الطرفين إلى اتفاق.

وتأتي هذه التطورات بعد يومين من غارات عنيفة شنتها القوات الأفغانية السبت على مواقع لحركة طالبان أسفرت عن مقتل أكثر من 30 متمردا في ولاية قندوز (شمال)، وفق ما أعلن وزير الدفاع الأفغاني.

والخميس الماضي اندلعت معارك شديدة بين القوات الأفغانية وحركة طالبان أسفرت عن مقتل العشرات في منطقة مضطربة في شرق البلاد، وفق ما أعلن مسؤولون.

وفي مشهد شديد التعقيد وتتداخل فيه عديد الأطراف المسلحة، قد تبدد الاشتباكات الأخيرة فرص التوصل لاتفاق تقاسم السلطة وإنهاء موجة العنف.