طالبان تُغيّر تكتيكاتها الهجومية بالاعتماد على طائرات مسيرة

رئيس المخابرات الأفغانية يكشف امتلاك حركة طالبان عددا من الطائرات المسيرة تم شراؤها من السوق الأفغانية وجرى تعديلها لتكون قادرة على إلقاء قنابل واستخدامها في هجمات دموية.
طالبان استخدمت طائرات مسيرة في هجمات على ولايتي باكتيا وقندز
طالبان تبقي الحكومة الأفغانية تحت ضغوط مشددة لتحسين شروط التفاوض
الطائرات المسيرة التي تمتلكها طالبان بسيطة لكن يجري تطويرها

كابول - قال رئيس المخابرات الأفغاني أمام البرلمان الاثنين إن حركة طالبان بدأت مؤخرا باستخدام طائرات مسيرة بسيطة لقصف مواقع القوات الحكومية الأفغانية.

وهذه هي المرة الأولى التي يكشف فيها مسؤول أمني أفغاني عن امتلاك طالبان طائرات مسيرة وهي من الأسلحة التي تقلل المواجهات المباشرة في الهجمات التي تشنها الحركة المتشددة وتقلل بالتالي من الخسائر البشرية لها.

وقال أحمد ضياء سراج رئيس مديرية الأمن الوطني ردا على أسئلة النواب "في بعض الحالات، استخدمت طالبان طائرات بدون طيار. لقد استخدموها في ولايتي باكتيا (شرق) وقندز (شمال)، لكن ليس هناك الكثير منها".

وأضاف سراج أن المتمردين يستخدمون "طائرات بدون طيار مزودة بكاميرات" يمكن لأي شخص شراؤها من السوق، ثم يتم تعديلها لتصبح قادرة على إلقاء قنابل، مضيفا أن مديرية الأمن الوطني تريد حظر استيرادها إلى أفغانستان.

في أواخر أكتوبر/تشرين الأول أفادت وسائل الإعلام المحلية بأن طائرات بدون طيار استُخدمت في قصف منزل حاكم ولاية قندز.

وإذا كانت هذه التقنية جديدة بالنسبة لطالبان، فقد استخدم تنظيم الدولة الإسلامية طائرات يتم التحكم فيها عن بعد وطائرات بدون طيار للهواة كسلاح حرب في العراق وسوريا في عام 2016.

 

طالبان بدأت في تعديل تكتيكاتها الهجومية على وقع انسحاب أميركي من أفغانستان
طالبان بدأت في تعديل تكتيكاتها الهجومية على وقع انسحاب أميركي من أفغانستان

وينشط تنظيم الدولة الإسلامية في أفغانستان منذ عام 2015، حيث ينفذ عمليات دامية في كثير من الأحيان. وأعلنت الجماعة المتطرفة مسؤوليتها عن عدة هجمات في العاصمة كابول في الأسابيع الأخيرة استهدفت مركزا تعليميا في أكتوبر/تشرين الأول أسفرت عن سقوط 24 قتيلا وجامعة كابول مطلع نوفمبر/تشرين الثاني واسفرت عن مقتل 22 شخصا كما أطلقت صواريخ السبت الماضي ما أسفر عن سقوط 10 قتلى.

وحمل المسؤولون الحكوميون الأفغان طالبان أو حلفائها مسؤولية هذه الهجمات، لكن الحركة وباكستان نفتا صحة تلك الاتهامات.

وتصاعد العنف في أنحاء البلاد في الأشهر الأخيرة على الرغم من المحادثات الجارية بين كابول والمتمردين منذ 12 سبتمبر/ايلول في الدوحة، حيث سُجل تقدم بطيء.

وأعلنت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي أنها ستسحب حوالي 2000 جندي من أفغانستان بحلول منتصف يناير/كانون الثاني 2021، لتسريع الجدول الزمني المحدد في اتفاق تم توقيعه في فبراير/شباط في الدوحة بين واشنطن وطالبان، ينص على سحب كل القوات بحلول منتصف عام 2021.

ويفسر محللون تكثيف طالبان لهجماتها على القوات الحكومية رغم اتفاق السلام مع واشنطن ومفاوضات مع الحكومة الأفغانية، برغبة الحركة في تقوية موقفها التفاوضي من جهة ولإبقاء كابول تحت الضغط من جهة ثانية.

كما أن للحركة حسابات أخرى تتعلق بالمتغيرات السياسية في الولايات المتحدة بعد فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن بالرئاسة والذي يعارض انسحاب القوات الأميركية من العراق وأفغانستان أو على الأقل يتحفظ على استعجال الانسحاب من البلدين.