طالبان حمامة سلام بين رئيسي أفغانستان!

بعد أسبوع واحد من توقيع اتفاق الدوحة، الحركة المتشددة تدعو اشرف غني وعبدالله عبدالله الى إنهاء خلافاتهما والتركيز على عقد مفاوضات السلام المنشودة.

كابول – ظهرت طالبان الاحد في صورة من يدعو الى السلام في افغانستان، وذلك رغم هجماتها الأخيرة وايضا بعد اسبوع واحد فقط من توقيع الاتفاق مع الاميركيين في قطر.
وتتزايد الشكوك والانتقادات حيال الاتفاق الذي وصفته الدوحة بـ"التاريخي" لكنه يواجه بالفعل عراقيل كبرى من ابرزها المحادثات بين الحكومة وطالبان، وهي التي ستحدد شكل الحكم في هذا البلد.
وقالت طالبان الأحد إن من غير المرجح عقد محادثات سلام مع الحكومة الأفغانية الأسبوع المقبل لأن كلا من الرئيس أشرف غني والرئيس التنفيذي عبدالله عبدالله سيقيم الاثنين حفلا خاصا به لأداء اليمين القانونية بعد انتخابات الرئاسة الأخيرة وحثت الخصمين السياسيين على التركيز على إنهاء الحرب عوضا عن ذلك.
وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان لوكالة رويترز للأنباء "عوضا عن أداء اليمين نريد أن يركزا على المحادثات بين الأفغان. نناشدهما أن يبتعدا عن الخلافات الداخلية وأن يوقفا أداء اليمين وأن يعملا من أجل السلام".
واضاف "لا نعتقد أنهما سيفعلان ذلك من أجل الاستعداد للمحادثات بين الأفغان في العاشر من مارس/آذار".
وذكر معلقون ان دعوة طالبان الى السلام تثير السخرية لكنها تثير ايضا تساؤلات حول الاتفاق بين واشنطن والحركة المتشددة وما هي "الشرعية" التي حصلت عليها طالبان المتحالفة مع القاعدة في الدوحة.
وتستضيف قطر منذ سنوات مكتبا تمثيليا لحركة طالبان بحجة التوسط في الحرب الأفغانية لكنها بالفعل تسعى الى تلميع صورة الحركة المتطرفة التي حكمت افغانستان حوالي 5 سنوات انتهت في 2001.
لكن قطر نفسها متورطة في دعم وتمويل حركات اسلامية متطرفة. وكان هذا السبب الرئيسي لمقاطعة قطر المستمرة منذ نحو ثلاث سنوات من قبل السعودية والامارات ومصر والبحرين.

نناشدهما أن يبتعدا عن الخلافات وأن يوقفا أداء اليمين وأن يعملا من أجل السلام

ووقع الأميركيون وحركة طالبان السبت في الدوحة اتفاقا تعهدت بموجبه واشنطن بانسحاب كامل للقوات الأجنبية من طالبان في غضون 14 شهرا مقابل ضمانات من حركة طالبان.
وتحاول الولايات المتحدة دفع الحكومة الأفغانية صوب محادثات مع طالبان لكن خطر تشكيل حكومتين موازيتين يقوض العملية السلمية الوليدة لإنهاء حرب أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص منذ الهجمات التي شنتها الولايات المتحدة على البلاد بعد أسابيع من هجمات 11 سبتمبر/أيلول عام 2001 في نيويورك وواشنطن.
وفي فبراير/شباط أعلنت مفوضية الانتخابات الأفغانية فوز غني في انتخابات الرئاسة التي أجريت في سبتمبر/أيلول لكن منافسه اللدود عبد الله قال إنه الفائز وأصر على تشكيل حكومة.
وأعلن كل من عبدالله وغني عن إقامة حفل لإداء اليمين القانونية الاثنين ووجه كل منهما دعوات لهذا الأمر.
وأعلنت طالبان هذا الشهر استئناف العمليات ضد القوات الأفغانية رغم مواصلة الامتناع عن شن هجمات على القوات الدولية بعد انتهاء اتفاق مؤقت لخفض العنف أعقبه توقيع الاتفاق مع الولايات المتحدة.
الى ذلك، قال وزير الدفاع الأفغاني الأحد إنه إذا لم توقف حركة طالبان الهجمات بنهاية الأسبوع فإن الحكومة ستتحول من وضع الدفاع لوضع مهاجمة الجماعة المتشددة.
وقال أسد الله خالد في بيان "تبقى القوات الأفغانية في وضع الدفاع حتى نهاية الأسبوع وفق تعليمات الرئيس أشرف غني بسبب اتفاق السلام، لكن إذا لم توقف طالبان هجماتها بحلول نهاية الأسبوع، فسوف تستهدف قواتنا العدو في أي مكان".
وقتل مسلحون مجهولون ثلاثة أشخاص بالرصاص في كابول الأحد ومن بين القتلى عضو في مجلس إقليم لوجار بشرق البلاد، مما يسلط الضوء على استمرار العنف رغم جهود إجراء مفاوضات سلام مع حركة طالبان.
ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن عملية القتل في العاصمة التي شهدت بالفعل أعمال عنف في الأيام القليلة الماضية.
وقُتل 32 مدنيا على الأقل يوم الجمعة وأصيب 180 بعد أن فتح مسلحان النار أثناء مراسم إحياء ذكرى مقتل عبد العلي مزاري وهو من زعماء الشيعة. وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الهجوم.
وأصبحت عمليات القتل التي تستهدف أشخاصا بعينهم والاغتيالات والجرائم العنيفة مشكلة متنامية في أفغانستان في السنوات القليلة الماضية.
وتلقي أعمال العنف بثقلها على عملية السلام الأفغانية الهشة حيث هناك خلاف بين المتمردين وحكومة كابول حول صفقة تبادل أسرى قبل المحادثات التي يرتقب ان تبدأ في 10 آذار/مارس.