طالبان لم تقطع علاقاتها بالقاعدة رغم الاتفاق مع واشنطن

مراقبون مستقلون: طالبان تشاورت بانتظام مع القاعدة خلال المفاوضات مع الولايات المتحدة وعرضت ضمانات بأنها ستحافظ على الروابط التاريخية بينهما.
صداقة ومصاهرة وقتال مشترك وتعاطف فكري يجمع القاعدة بطالبان
الاتفاق يتيح الانسحاب الاميركي التام في مايو 2021
قطع العلاقات مع القاعدة جزء أساسي من الاتفاق بين واشنطن وطالبان

الأمم المتحدة - قال مراقبون مستقلون للعقوبات في الأمم المتحدة في تقرير نُشر يوم الاثنين إن الروابط بين حركة طالبان، وبخاصة فرع شبكة حقاني الموالي لها، وتنظيم القاعدة لا تزال وثيقة وذلك على الرغم من اتفاق بين الحركة وواشنطن يأمل في وضع حد لها.
وأضاف المراقبون في تقرير لمجلس الأمن الدولي "تشاورت طالبان بانتظام مع القاعدة خلال المفاوضات مع الولايات المتحدة وعرضت ضمانات بأنها ستحافظ على الروابط التاريخية بينهما". وأشار إلى أن الروابط ترجع إلى أواصر الصداقة والمصاهرة والقتال المشترك والتعاطف الفكري.
ويمكن لاتفاق مبرم في 29 فبراير/شباط بين طالبان والولايات المتحدة أن يمهد الطريق أمام انسحاب كامل للقوات الأجنبية من أفغانستان. وبموجب الاتفاق، تعهدت الحركة بمنع القاعدة من استغلال الأراضي الأفغانية في تهديد أمن الولايات المتحدة وحلفائها.
ويلزم الاتفاق الولايات المتحدة بخفض وجودها العسكري في أفغانستان إلى 8600 جندي بحلول منتصف يوليو/تموز، وهو مستوى قال مسؤولون اميركيون وآخرون في حلف شمال الأطلسي إنه تحقق تقريبا الأسبوع الماضي، على أن يصل عدد هذه القوات إلى صفر بحلول مايو/أيار 2021 إذا سمحت الظروف.
وغزت القوات الاميركية أفغانستان للإطاحة بطالبان عام 2001 بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول التي راح ضحيتها قرابة 3000 شخص. وكانت طالبان قد وفرت للقاعدة ملاذا آمنا دبرت منه للهجمات.
وقال مراقبو الأمم المتحدة "نجاح الاتفاق ربما يعتمد على استعداد طالبان لتشجيع القاعدة على وضع حد لأنشطتها الحالية في أفغانستان" مضيفين أنه إذا التزمت طالبان بالاتفاق "فإن ذلك قد يثير انشقاقا بين المعسكر الموالي للقاعدة والمعسكر المناهض لها".
وقال الممثل الاميركي الخاص بأفغانستان زلماي خليل زاد إنه يعتقد أن التقرير تناول فترة تنتهي في 15 مارس/آذار أي بعد حوالي أسبوعين من توقيع الاتفاق بين طالبان وواشنطن وإن وفاء طالبان بالتزاماتها قد يستغرق بعض الوقت.
وأضاف للصحفيين "اتخذوا بعض الخطوات وعليهم اتخاذ خطوات أخرى كثيرة" وقال إن واشنطن قد تعيد النظر في الوعود التي قطعتها إذا ما أخفقت طالبان في الوفاء بوعودها.
وقال زلماي خليل زاد خلال مؤتمر صحافي عبر الهاتف "لقد تمّ إحراز الكثير من التقدّم في الأيام الأخيرة".
وبدأ الجيش الأميركي الانسحاب من أفغانستان تنفيذاً لمفاعيل الاتفاق مع طالبان، لكنّ المحادثات الأفغانية-الأفغانية لم تنطلق حتّى الساعة في حين تصاعدت وتيرة العنف مجدّداً ممّا هدّد بإخراج عملية السلام عن مسارها.
لكن في الأيام الأخيرة تسارعت وتيرة الأحداث الإيجابية في أفغانستان، إذ توصّل الرئيس الأفغاني أشرف غني إلى اتّفاق مع منافسه عبد الله عبد الله الذي قال إنه مستعدّ، بعدما عيّن كبير المفاوضين مع طالبان، لبدء محادثات السلام مع الحركة المتمرّدة "في أي وقت".
كما سرّعت كابول عملية إطلاق سراح أسرى من حركة طالبان، وهو أحد الشروط المسبقة لبدء المفاوضات بين الجانبين، في حين بادرت الحركة المتمردة لإعلان هدنة خلال عطلة عيد الفطر التزمها الطرفان.
ولفت خليل زاد إلى أنّ "الكثير من الناس كانوا متشائمين إزاء إمكانية إجراء مفاوضات بين الأطراف الأفغانية، وإزاء القدرة على إحراز تقدّم كاف في قضية السجناء"، رافضاً في الوقت نفسه تحديد موعد انطلاق هذه المفاوضات.
وحذّر الدبلوماسي الأميركي من أنّه "لا يزال يتعيّن القيام بالكثير" في ملفّ تبادل الأسرى.
وكان مسؤولون أميركيون أعلنوا أنّ انسحاب الجيش الأميركي من أفغانستان يسير بوتيرة أسرع ممّا هو محدّد في الجدول الزمني المتّفق عليه مع طالبان.
وبحسب وسائل إعلام أميركية فإنّ البنتاغون أعدّ، من بين خيارات عدّة، لانسحاب محتمل بحلول نهاية العام أي بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة.
لكنّ زلماي خليل زاد شدّد على أنّ وتيرة الانسحاب هي أمر "من صلاحيات الرئيس"، مشيراً إلى أنّه في حال وجد ترامب أنّ "الشروط مستوفاة، فيمكننا المغادرة بسرعة أكبر، لكنّ المفتاح هو استيفاء الشروط".
وجعل ترامب من إنهاء أطول حرب تخوضها الولايات المتحدة في تاريخها أولوية لإدارته، وهو يسعى إلى إخراج قواته من أفغانستان.