طالبان من موسكو: الانسحاب الأميركي قبل السلام

الحركة الأفغانية المتشددة تعود إلى موسكو للقاء مجموعة من كبار السياسيين الأفغان المستقلين بعد تعثر مفاوضات السلام مع واشنطن في الدوحة.

موسكو - طالب وفد من حركة طالبان، اليوم الثلاثاء من موسكو، بانسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان حتى يتسنى التوصل لاتفاق سلام وذلك وسط تضافر الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب الدائرة منذ 18 عاما.

واجتمع الوفد الذي يرأسه الملا بردار آخوند كبير مفاوضي طالبان في موسكو مع مجموعة من كبار السياسيين الأفغان بينهم الرئيس السابق حامد كرزاي وقادة إقليميون ومرشحون ينافسون الرئيس أشرف غني في الانتخابات الرئاسية هذا العام.

وقال بردار "الإمارة الإسلامية تريد السلام لكن الخطوة الأولى تتمثل في إزالة العقبات أمام السلام وإنهاء احتلال أفغانستان".

وكان بردار الذي شغل منصب نائب مؤسس الحركة الملا عمر، يتحدث على التلفزيون في خطوة تهدف فيما يبدو إلى ترسيخ صورته كأحد الوجوه العامة الرئيسية لطالبان.

وقالت مصادر آنذاك إن بردار الذي كان مسجونا في باكستان، تم إطلاق سراحه العام الماضي بطلب أميركي، بعد مباحثات بين القيادة الباكستانية والمبعوث الأميركي للمصالحة زلماي خليل زاد، خلال زيارة قام بها الأخير لإسلام آباد.

وأطاحت قوات تدعمها الولايات المتحدة بحكم طالبان بعد أسابيع من هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2011، وتشير الحركة لنفسها باسم الإمارة الإسلامية.

وقال محمد كريم خليلي رئيس المجلس الأعلى للسلام وهو الهيئة الرئيسية المسؤولة عن جهود السلام، إن عشرات يلقون حتفهم في القتال كل يوم وإن الوقت حان لإيجاد "آلية عادلة تحظى بالاحترام" لوضع نهاية لإراقة الدماء.

واليوم الثلاثاء، لقي 21 شخصا حتفهم، بينهم 5 من عناصر الشرطة الأفغانية، في هجوم لعناصر طالبان استهدف مخفرا للشرطة في ولاية "غور" غربي البلاد.

وقال والي غور، عبدالحي خيبطي، إن "مسلحي الحركة المتشددة هاجموا مخفرا للشرطة في مدينة فيروزغاه عاصمة إقليم غور، ما أدى لاندلاع اشتباكات بين الطرفين، أسفرت عن وقوع ضحايا في الجانبين".

ويجري مسؤولو طالبان محادثات مع دبلوماسيين أميركيين منذ شهور في العاصمة القطرية الدوحة، بشأن شروط انسحاب أكثر من 23 ألف جندي من القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي من أفغانستان، وتوصلوا إلى مسودة اتفاق على بعض القضايا لكن لم يتحدد موعد للجولة المقبلة من المفاوضات ولا تزال هناك الكثير من العقبات.

ومن بين أهم العراقيل رفض طالبان التعامل مباشرة مع حكومة غني المدعومة من الغرب والتي تعتبرها "دمية".

وينظر إلى الاجتماعات بين وفد طالبان وشخصيات سياسية لا ترتبط رسميا بالحكومة على أنها وسيلة لتمهيد الطريق أمام مفاوضات كاملة لاحقا.

لكن كثيرا من المسؤولين الأفغان ينظرون بعين الريبة إلى هذه الاتصالات ويرون أنها تقوض شرعية الحكومة وتعزز موقف طالبان.

يذكر أن وفد طالبان كان قد اجتمع في فبراير الماضي مع عدد من السياسيين الأفغان في موسكو، وانتهى الاجتماع ببيان يركز على استمرار الاجتماعات.