طالبان وكابول تتفقان على بدء محادثات سلام تاريخية

الرئيس الأميركي يعلن أن وزير خارجيته سيتوجه للدوحة لحضور جلسات محادثات سلام طال انتظارها بين الحركة المتشددة ووفد عن الحكومة الأفغانية.
الدوحة تستضيف مؤقتا 6 من أخطر سجناء طالبان المفرج عنهم
وفد الحكومة الأفغانية المفاوض يتوجه الجمعة إلى الدوحة
طالبان تبدي استعدادها لبدء المفاوضات مع كابول في الدوحة
المحادثات بين كابول وطالبان تبدأ بعد شهور من التأخير
الخارجية القطرية تؤكد انطلاق محادثات السلام الأفغانية يوم السبت

واشنطن/كابول - أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الخميس إن وزير الخارجية مايك بومبيو سيغادر واشنطن متوجها إلى الدوحة للمشاركة في بدء محادثات السلام الأفغانية التي تأجلت طويلا.

وجاءت تصريحات الرئيس الأميركي عقب إعلان حركة طالبان والحكومة الأفغانية استعدادهما للبدء في محادثات سلام طال انتظارها من المقرر أن تستضيفها الدوحة بعد يومين.

وأبدت حركة طالبان الخميس استعدادها لبدء محادثات السلام السبت مع الحكومة الأفغانية بعدما أُجّلت لنحو ستة أشهر، وذلك بهدف وضع حد لنزاع دام 19 عاما.

وقالت الحركة في بيان "طبقا للاتفاق الموقع مع الولايات المتحدة، فإنّ إمارة أفغانستان الإسلامية (الاسم الذي يطلقه المتمردون على حركتهم) تعلن الاستعداد للمشاركة في المراسم الافتتاحية للمباحثات الأفغانية المتوقع أن تقام في قطر في 12 سبتمبر (ايلول) 2020".

كما أكدت وزارة الخارجية القطرية في بيان أنّ المحادثات ستنعقد السبت. وقالت إنّ "هذه المفاوضات المباشرة بين مختلف أطياف الشعب الأفغاني خطوة جادة ومهمة نحو إحلال السلام المستدام في أفغانستان".

وقالت ثلاثة مصادر حكومية ومصدر دبلوماسي إن فريق التفاوض التابع للحكومة الأفغانية يخطط للسفر إلى الدوحة يوم الجمعة وكذلك رئيس مجلس السلام عبدالله عبدالله، ومن المتوقع أن تبدأ المحادثات مطلع الأسبوع المقبل بعد شهور من التأخير.

وقال المصدر الحكومي إنه من المقرر إقامة مراسم افتتاح المفاوضات يوم السبت على أن تليها نقاشات فنية تتعلق بجدول أعمال المحادثات.

وحذر دبلوماسيون ومحللون خلال الأسابيع القليلة الماضية من أن التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار يشكل أول عقبة في سبيل المفاوضات بالنظر إلى التصاعد الحاد في وتيرة العنف في أفغانستان في الأشهر القليلة الماضية مما عمق من انعدام الثقة بين الجانبين.

و قال مصدران حكوميان إن ستة سجناء كانت تريد حركة طالبان الإفراج عنهم غادروا العاصمة الأفغانية كابول في رحلة متجهة إلى الدوحة مساء اليوم الخميس، مما يمهد الطريق لبدء محادثات السلام التي طال انتظارها.

وفي الفترة الماضية أبطأ الخلاف بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان حول الإفراج عن نحو 500 من سجناء الحركة المصنفين من أخطر الإرهابيين، المفاوضات بين الطرفين إلى أن استجابت كابول لمطالب طالبان. والستة المفرج عنهم والذين توجهوا للدوحة من ضمن هؤلاء.

ومن المقرر إبقاء السجناء الستة المتهمين بشن هجمات على القوات الأفغانية من داخل صفوفها والذين اعترضت قوى غربية بما في ذلك فرنسا وأستراليا على إطلاق سراحهم، تحت المراقبة في العاصمة القطرية حيث ستجرى محادثات السلام التي تتوسط فيها الولايات المتحدة.

وتستضيف الدوحة إلى جانب المفرج عنهم من طالبان، قيادات جماعات متشددة بينهم قيادات من جماعة الإخوان ومعظمهم ملاحقين في قضايا إرهاب.

وواجهت قطر مرارا اتهامات بإقامة صلات بجماعات متطرفة بما في ذلك حركة طالبان والقاعدة وأنها تتستر بالعمل الإنساني والوساطات للإفراج عن محتجزين لدى تنظيمات متطرفة، لتقوية الروابط مع تلك الجماعات وتوفير غطاء مالي لها.

وقال أحد المصدرين "سيبقى الستة في قطر حتى نهاية نوفمبر/تشرين الثاني ويمكن نقلهم بعد ذلك إلى كابول".