طريق غير معبدة من هوليوود الى منصات العاب الفيديو

تحويل الأفلام الناجحة من العاب فيديو يلاقي احيانا نجاحا كبيرا لكنه كثيرا ما يصطدم بكون الاخيرة تكون في أحيان كثيرة قريبة جدّا من سيناريو العمل السينمائي أو مصنوعة على عجالة.

باريس - الانتقال من مشاهدة مغامرة على الشاشة الكبيرة لاستكمالها على منصة إلكترونية يندرج في إطار عادات رواد هذا المجال، إلا أن تحويل الأفلام إلى ألعاب يؤتي نتائج متفاوتة أحيانا.

وآخر مثال في هذا الصدد لعبة "بلير ويتش" التي صدرت بمناسبة مرور عشرين عاما على عرض الفيلم الذي لقي نجاحا كبيرا في أواخر التسعينات. ويغوص فيها اللاعب في أجواء الفيلم القاتمة.

ومن الأمثلة الأخرى، "ستار وورز: فالن أوردر" المستوحى من أعمال جورج لوكاس و"مارفلز أفنجرز" اللذان يتوقع أن يصدرا في الأشهر المقبلة.

وفي كلتا الحالتين، سيخوض اللاعب مغامرات جديدة لكن ضمن أجواء مألوفة.

وتقول فاني رونار المسؤولة في استوديو "غوبلينز" المستقلّ "هو نوع الألعاب الذي يلقى نجاحا في غالب الأحيان. فالأجواء هي عينها والشخصيات كذلك في أحيان كثيرة، لكن القصة مختلفة، ما يضفي طابعا شيّقا على اللعبة".

ويدرك مصممو "بلير ويتش" أن "التوقعات عالية جدّا نظرا لشهرة الفيلم".

وتقول بربارا كيوك من استوديو "بلوبر تيم" الذي تولّى تحويل الفيلم إلى لعبة فيديو "أردنا تقديم قصة خاصة بنا، لكن مع الحفاظ على روحية الفيلم. فالشعور بالعزلة مهم جدّا، وكأن اللاعب علق في فخّ ولم يعد يدري ما العمل".

نجاحات قليلة

والمنطق عينه معتمد في"لوكاس آرتس" وهو الفرع المختص بألعاب الفيديو من استوديوهات "لوكاس فيلمز" القيّمة على سلسلة "حرب النجوم" (ستار وورز)، والذي لقيت ألعاب كثيرة من إنتاجه، مثل "جيدي نايتس" و"غالاكتيك باتلغراوند"، نجاحا باهرا.

لكن الحال ليس دوما كذلك مع الألعاب المقتبسة من أفلام، وهي تكون في أحيان كثيرة قريبة جدّا من سيناريو الفيلم أو مصنوعة على عجالة. وقليلة هي النجاحات المسجّلة في هذا الصدد منذ بروز هذه الصيحة في الثمانيات.

ويذكّر أندرو كيتسون من "فيتش سولوشنز" بأن “أتاري أعدّت نسخة مقتبسة من فيلم إي. تي.. وهي بذلت جهدا جهيدا لإنتاجها، لكنها لم تمهل المطوّرين سوى خسمة أسابيع للعمل بالاستناد إلى مسودّة نصّ الفيلم. وبطبيعة الحال، كانت اللعبة ركيكة والقصة بعيدة كلّ البعد عن الفيلم".

وبعد سنتين من صدور الفليم، توقّفت الشركة الرائدة في ألعاب الفيديو عن صنع أجهزة لعب قبل أن تشتريها اليابانية “نامكو” سنة 1985.

ويقول كيتسون إن "تطوير اللعبة يبدأ في وقت متأخر من عملية إنتاج الفيلم وتسوّق بالتالي منتجات مصنوعة على عجالة، لكن الأمر ليس بهذه الأهمية بالنسبة إلى الاستوديوهات وحتّى لو كانت اللعبة سيئة، فلن يكون لها تأثير على الفيلم".

بالاتجاه المعاكس

وصحيح أن السينما ترى في ألعاب الفيديو مصدرا إضافيا لجني العائدات، غير أن مزيدا من الأفلام بات يستلهم قصصه من ألعاب من هذا النوع.

فمنذ منتصف التسعينات أبصر حوالى 150 فيلما النور بالاستناد إلى ألعاب فيديو، من "دوم" إلى "ماريو"، مرورا بـ "ستريت فايتر" و"برينس أوف بيرجا". لكنها لم تشهد نجاحا واسعا، ما خلا بعض الاستثناءات، من قبيل ألعاب لارا كروفت (توم رايدر) و"ريزيدنت إيفل" مع ميلا جوفوفيتش.

كما أن بعض شركات ألعاب الفيديو قرّرت فتح شركاتها الخاصة للإنتاج بغية تكييف الرخص مع الأفلام والمسلسلات.

وبدأت "يوبيسوفت" سنة 2016 مع لعبتها الشهيرة "أساسينز كريد"، غير أن الفيلم لم يلق استحسانا واسعا لدى النقاد. لكن الشركة لم تخفّض سقف طموحاتها وهي تعتزم تسويق حوالى عشرة أفلام مقتسبة من ألعابها في السنوات المقبلة.

غير أن ألعاب الفيديو لم تجد بعد مصدر إلهام كبيرا يشرّع لها أبواب السينما ويجعلها في مصاف الأدب كمصدر إلهام مثبت.