طقس "متطرف" يستنفرُ ثلاث دول خليجية

الإمارات ترفع مستوى التأهب والجاهزية للتعامل مع الحالة الجوية وتقرر تطبيق نظام العمل عن بعد.
لجنة إدارة الحالات الطارئة في عمان تدعو المواطنين لأخذ كافة أسباب الحيطة والحذر
هيئة الأرصاد الجوية القطرية تحذر من رياح قوية وأمطار رعدية
أمطار غزيرة تغلق المدارس وتغمر الطرق في عدة مناطق بالسعودية

أبوظبي/مسقط - أصدرت دول خليجية اليوم الأربعاء تحذيرات وقرارات لمواجهة تداعيات موجة من الطقس السيئ متوقع أن تبدأ الخميس، وشملت تفعيل نظامي العمل والتعليم عن بعد، فيما يأتي هذا التأهب بعد نحو أسبوعين من الفيضانات التي اجتاحت صحراء الإمارات وعمان.
وفي الإمارات، حذر المركز الوطني للأرصاد من أن طقس الخميس سيكون "غير مستقر"، وسيصاحبه "سحب ركامية وسقوط أمطار مختلفة الغزارة مع برق ورعد على مناطق متفرقة من الدولة"، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الإماراتية (وام).
وأشار إلى احتمال أن تواجه البلاد "رياحا معتدلة السرعة ونشطة وقوية أحيانًا بحيث تكون مثيرة للغبار والأتربة وتؤدي إلى تدني مدى الرؤية الافقية".
فيما أعلنت المنظومة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث "رفع مستوى التأهب والجاهزية للتعامل مع الحالة الجوية التي تشهدها الدولة"، حسب "وام".
كما تقرر تطبيق نظام التعليم عن بُعد لكافة المدارس الحكومية يومي الخميس والجمعة، إلى جانب تطبيق نظام العمل عن بعد لجميع موظفي الحكومة، الخميس على أن يستثنى من ذلك الوظائف التي تتطلب التواجد في مقر العمل، وفق "وام".

بدورها وجهت مطارات دبي تنبيها إلى "المسافرين المغادرين عبر مطار دبي الدولي ومطار آل مكتوم الدولي الخميس بضرورة الوصول إلى المطار قبل وقتٍ كافٍ من موعد الرحلة لتجنب أي تأخيرات محتملة بسبب الازدحام المروري نظرا لتقلبات الطقس المتوقعة"، حسب ما ذكرت "وام".
وفي سلطنة عمان، قررت وزارة التربية والتعليم تفعيل نظام التعليم عن بُعد في كافة المدارس بجميع محافظات السلطنة، باستثناء مدارس محافظة الوسطى، وذلك ليوم الخميس، حسب ما نقلته وكالة الأنباء العمانية الرسمية.
وأرجعت الوزارة ذلك إلى "تأثر أجواء معظم المحافظات بهطول أمطار تتراوح غزارتها بين (20 - 80 ملم) مع جريان الأودية والشعاب"، فيما رفعت اللجنة الوطنية لإدارة الحالات الطارئة درجة الجاهزية للحدّ من تداعيات الحالة الجوية والاستجابة لبلاغات الأضرار المحتملة.
ودعت اللجنة المواطنين والمقيمين بالبلاد إلى "أخذ كافة أسباب الحيطة والحذر، للحفاظ على سلامة الأرواح والممتلكات".
وفي قطر، حذرت هيئة الأرصاد الجوية من "رياح قوية وأمطار رعدية تصاحبها رؤية أفقية تستمر حتى الساعة السادسة صباح الخميس"، وفق ما نقلته وكالة الأنباء القطرية.

والشهر الماضي، شهدت سلطنة عمان والإمارات طقسا سيئًا، خلف في السلطنة 17 قتيلا بينهم طلاب، بينما غرقت شوارع ومرافق رئيسية وخدمية في البلدين بمياه الأمطار غير المسبوقة وقتها.

وتهاطلت على الإمارات منتصف الشهر الماضي أمطار قياسية بلغت 254 مليمترا في مدينة العين خلال أقل من 24 ساعة. وكان هذا أعلى معدل منذ بدء تسجيل البيانات في عام 1949، قبل تأسيس الدولة في عام 1971، فيما ذهبت بعض التحاليل إلى القول إن السيول الجارفة ناجمة عن استمطار صناعي وهو ما دحضته دراسة علمية صدرت خلال الآونة الأخيرة وعزت ذلك إلى التغير المناخي الناجم عن انبعاثات الوقود الأحفوري.

وقالت شبكة إسناد الطقس في العالم في تقرير الأسبوع الماضي إنه "يبدو أن الاحترار المناخي كان على الأرجح وراء الهطول القياسي للأمطار التي ضربت صحراء الإمارات وسلطنة عمان في 17 أبريل/نيسان الماضي ما أسفر عن وفيات وفيضانات واسعة النطاق".

وفي سياق متصل أمرت السلطات السعوديّة اليوم الأربعاء بإغلاق المدارس في عدة مناطق في المملكة بعد أنّ غمرت مياه السيول عددًا كبيرًا من الطرق، في موجة جديدة من الأمطار الغزيرة التي تضرب منطقة الخليج الصحراوية.

وأظهرت لقطات مصورة لوكالة فرانس برس سيارات غمرتها المياه جزئيا، تحاول شق طريقها في برك مياه في منطقة القصيم (وسط المملكة) التي يقطنها أكثر من خمسة ملايين نسمة، علمًا أنها إحدى المناطق التي تعرّضت لهطول أمطار غزيرة الثلاثاء.

وقال الموظف المصري محمد المقيم في مدينة بريدة، عاصمة القصيم، إنّ "الأمطار استمرت سبع ساعات من العصر لقرب منتصف الليل بكميات كبيرة جدا".

وتابع الشاب أنّ "المياه تراكمت لارتفاع أكثر من 10 سم أمام السكن ومنعتنا من الخروج للشارع"، مشيرا إلى أنّ "صوت الرعد كان صاخبا والبرق كان ينير المدينة".

وأصدر المركز الوطني للأرصاد "الإنذار الأحمر" لمنطقة القصيم وعدد من المناطق الأخرى من بينها المنطقة الشرقية المطلّة على الخليج العربي والعاصمة الرياض ومنطقة المدينة المنورة قرب البحر الأحمر في الغرب.

وحذّر المركز الحكوميّ من "أمطار غزيرة تصاحبها رياح شديدة السرعة وانعدام الرؤية الأفقية، وتساقط البرد وجريان السيول وصواعق رعدية" في هذه المناطق، فيما قررت إدارات التعليم في المنطقة الشرقية والرياض إلغاء الدراسة الحضورية وتحويلها لتكون عن بُعد.

ونشرت إدارة تعليم المدينة المنورة على منصة "إكس" صورا لموظفي صيانة وهم يصلحون الكهرباء ووحدات المُكيّفات ويزيلون مياه متراكمة في مدارس.

وصباح الأربعاء، تراكمت المياه في عدد من شوارع الرياض، التي يسكنها أكثر من 8.5 مليون نسمة، دون أن يؤثر ذلك على حركة المرور، فيما تواصل هطول الأمطار في طقس غائم وبارد.

ومن الشائع حدوث عواصف ممطرة وفيضانات في المملكة العربية السعودية، خاصة في فصل الشتاء، وتواجه المدن الأكبر والأكثر كثافة سكانية مشكلة في تصريف مياه الأمطار في بعض الأحيان.

وتحدث هذه المشاكل سنويا في جدة، المدينة الساحلية الكبيرة على البحر الأحمر، حيث ينتقد السكان منذ فترة طويلة ضعف البنية التحتية. وقضى 123 شخصا في فيضانات عارمة في المدينة عام 2009 إضافة إلى 10 آخرين في موجة أخرى عام 2011.