طلاب الجزائر يواصلون الضغط بعد الإطاحة بمحافظ العاصمة

المتظاهرون الجزائريون يواصلون تضييق الخناق على السياسيين والمسؤولين المعروفين بانتمائهم لنظام بوتفليقة من المشاركة في التظاهرات أو القيام بزيارات ميدانية لتفقد مشاريع اقتصادية أو اجتماعية.

الجزائر - بدأ آلاف الطلاب تظاهرة جديدة في وسط العاصمة الجزائرية كما دأبوا على ذلك كل يوم ثلاثاء منذ 22 شباط/فبراير، للمطالبة برحيل النظام ومحاسبة "العصابة"، غداة حبس رجال أعمال مهمين ومسؤولين سابقين في الجيش.

وأصبح شعار "إرحل" الأكثر تردادا في مسيرة الطلاب الذين بدأوا بالتجمع في ساحة البريد المركزي ثم احتلوا كل الشوارع المحيطة بها وخصوصا شارع ديدوش مراد حيث تقع جامعة الجزائر 1.

وابتعدت شاحنات الشرطة عن مكان التظاهرة وتمركزت خصوصا على الطريق المؤدية إلى مقر البرلمان على بعد 500 متر، بدون أن تتدخل.

وتحت شعار "يا احنا يانتوما ارحلي يا حكومة" أي "إما نحن وإما أنتم على الحكومة أن ترحل" سار الطلاب في شكل منظم بحسب اختصاصاتهم.

فطلاب الهندسة المعمارية وضعوا قبعات بيضاء فيما وضع زملاؤهم في الهندسة المدنية قبعات صفراء، رافعين لافتة كبيرة كتبوا عليها بالفرنسية "لنبن جزائر جديدة".

أما طلاب الطب والصيدلة فارتدوا مآزرهم البيضاء وساروا تتقدمهم لافتة "الصيادلة ضد هذا النظام المتعفن".طرق غير شرعية".

ويواصل الجزائريون تظاهراتهم للشهر الثالث بهدف عزل العديد من المسؤولين السياسيين ورؤساء الأحزاب ورجال الأعمال المعروفين بولائهم للنظام السابق، بهدف تشكيل حكومة كفاءات قادرة على قيادة المرحلة الانتقالية والتأسيس لجمهورية جديدة على أسس ديمقراطية سليمة.

ويمنع المتظاهرون المسؤولين والمحافظين خاصة من القيام بزيارات ميدانية لتفقد مشاريع اقتصادية أو اجتماعية أو المشاركة في التجمعات الشعبية والمظاهرات في الأيام الأخيرة بهدف تلميع صورهم بعد سنوات من "الولاء لنظام بوتفليقة".

وكان آخر احتجاج نفذه المتظاهرون ضد محافظ العاصمة عبدالقادر زوخ الذي تم طرده أمس الاثنين، أثناء قيامه بزيارة ميدانية إلى حي القصبة حيث انهارت شقتان في عمارة قديمة وتسببت بمقتل 5 أشخاص بينهم رضيع وطفل.

واستقبل سكان هذا الحي زروخ بشعارات مناهضة للنظام ومنتقدة له مثل "أكلتم البلد أيها السراقين".

وانتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل يظهر لحظة فرار الوالي المقرب من بوتفليقة تحت حماية حراسه الذين ساعدوه بالوصول لسيارته لمغادرة المكان.

وبعد ساعات من الحادثة تمت إقالة زروخ من منصبه، وقالت الرئاسة إن "رئيس الدولة المؤقت، عبدالقادر بن صالح، أجرى حركة في سلك الولاة (المحافظين)، أنهى بموجبها مهام العديد منهم أبرزهم والي الجزائر العاصمة، عبدالقادر زوخ، الذي ظل في منصبه لسنوات عديدة.

كما شملت حركة التغيير بحسب بيان الرئاسة الذي نشره التلفزيون الحكومي، محافظات سطيف، بومرداس، الأغواط، الطارف وباتنة.

ويعتبر هذا الإجراء الثاني من نوعه الذي يقوم به بن صالح، بعدما عين أمس الأحد، محافظ جديد بالنيابة لبنك الجزائر، ومدير جديد لجهاز الجمارك.

ومنع أربعة وزراء من الحكومة الانتقالية الحالية أيضا من القيام بزيارات ميدانية في كل من بشار (جنوب غرب البلاد) وتبسة (شرق) الأسبوع الماضي من قبل سكان هذه المدن الذين يرفضون مجيء أي رمز من رموز النظام الحالي إلى مدنهم.

ويرفض الطلاب المتظاهرون في العاصمة إجراء الانتخابات في الرابع من تموز/يوليو، الأمر الذي يصر عليه بن صالح المطالب هو أيضا بالرحيل.

وقالت الطالبة صفية (21 سنة) وهي تحمل لافتة كتبت عليها "لا لانتخابات جويلية (تموز/يوليو) نعم لحكومة تكنوقراطية، "لا يمكن أن تجري الانتخابات في هذه الظروف. نحن نحو مليوني طالب ولن نشارك في الانتخابات".

وفي السياق نفسه، ردد المتظاهرون شعار "عصابة يا عصابة جاء وقت المحاسبة".

وقال حمزة (22 سنة) الطالب في الهندسة المدنية "نطالب برحيل كل العصابة التي ورثناها من نظام بوتفليقة كل المسؤولين الكبار بمن فيهم بن صالح و بدوي (رئيس الوزراء)"، وذلك بعد استقالة رئيس المجلس الدستوري الطيب بلعيز قبل أسبوع.

وكان الرجل القوي في الدولة رئيس أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح دعا بدوره إلى محاكمة "كل العصابة، التي تورطت في قضايا نهب المال العام واستعمال النفوذ لتحقيق الثراء بطرق غير شرعية".