طهران تحاول إحياء اتفاق نووي تورطت في انتهاكه

ظريف يواصل تحميل الدول الموقعة على الاتفاق مسؤولية خرقه قائلا بان تفعيل الدول الاوروبية الثلاث المانيا وبريطانيا وفرنسا تفعيل آلية فض النزاع النووي بانه لا اساس له قانونيا وخطأ استراتيجي سياسيا.

نيودلهي - تسعى إيران إلى إحياء الاتفاق النووي الذي أبرمته مع قوى عالمية في 2015 للحد من برنامجها النووي رغم تورطها في انتهاكه وعد احترام كل بنوده.
وفي هذا الاطار قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الأربعاء إن الاتفاق النووي "لم يمت".
وقال ظريف على هامش مؤتمر في نيودلهي "لا، لم يمت. لم يمت".
وانسحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 2018 من الاتفاق الذي أُبرم خلال حكم سلفه باراك أوباما بدعوى قائلا إنه ضعيف جدا وإن فرض عقوبات جديدة على إيران سيجبرها على قبول بنود أشد حزما.
وتقول إيران إنها لن تتفاوض ما دامت العقوبات سارية.
في المقابل واصل ظريف تحميل الدول الموقعة على الاتفاق مسؤولية خرقه قائلا بان تفعيل الدول الاوروبية الثلاث المانيا وبريطانيا وفرنسا تفعيل آلية فض النزاع النووي بانه لا اساس له قانونيا وخطأ استراتيجي سياسيا. 
جاء ذلك في تصريح ادلى به المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية عباس موسوي،بحسب وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا). 
وقال المتحدث أن تصريح ظريف جاء خلال لقائه وزير الدولة للشؤون الخارجية الالماني نيلس آنين الثلاثاء في نيودلهي للمشاركة في في المنتدى الخامس للحوار الدولي "رايسينا". 
من جانبه،قال آنين "إن موقفنا هو الدفاع عن الاتفاق النووي ودعمه" مضيفا أن مضمون رسالة الوزراء الاوروبيين الثلاث لا يهدف الى تقويض الاتفاق النووي. 

صبر الاوروبيين بدا ينفذ من تجاوزات الايرانيين بخصوص الملف النووي
صبر الاوروبيين بدا ينفذ من تجاوزات الايرانيين بخصوص الملف النووي

وكانت بريطانيا وفرنسا وألمانيا قد أعلنت تفعيل آلية فض النزاعات مع إيران، وذلك بعد انتهاكاتها للالتزامات المنصوص عليها في الاتفاق النووي الذي كان تم التوصل إليه عام 2015 . 
ويتيح تفعيل الآلية في نهاية الأمر إعادة فرض عقوبات على طهران. 
وكانت ايران قد أعلنت في الخامس من الشهر الجاري أنها لم تعد مُلزمة بآخر قيود في الاتفاق النووي بشأن تخصيب اليورانيوم، وهى الخطوة الخامسة والأخيرة في تقليص التزامها بالاتفاق. 
وجاءت هذه الخطوة في اعقاب مقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني في هجوم أميركي قرب مطار بغداد في الثاني من الشهر الجاري. 
حذّر مسؤولون إسرائيليون في تصريحات أوردتها وسائل إعلام محليّة مساء الثلاثاء من أنّ إيران ستمتلك في نهاية العام الجاري ما يكفي من اليورانيوم المخصّب لصنع قنبلة ذرية، لكن من دون أن يعني ذلك أنّ الجمهورية الإسلامية تعتزم صنع واحدة على الفور.
ونقل هؤلاء المسؤولون عن السلطات الإسرائيلية أنّ إيران تخصّب ما بين 100 و180 كلغ من اليورانيوم شهرياً بنسبة 4%، وهو معدّل سيسمح لطهران بأن تحصل بحلول نهاية العام على ما يقرب من 25 كيلوغراماً من اليورانيوم العالي التخصيب، العتبة اللازمة لصنع قنبلة نووية. 
وأوردت وسائل الإعلام الإسرائيلية مساء الثلاثاء نقلاً عن التقرير السنوي لإدارة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية للعام 2020 أنّ الإيرانيين يحتاجون إلى أكثر من ستة أشهر بقليل للوصول إلى هذا المستوى، وإلى حوالي عامين آخرين لتطوير صواريخ قادرة على حمل قنبلة نووية.

اسرائيل حذرت بان ايران ستملك ما يكفي من اليورانيوم المخصّب لصنع قنبلة ذرية نهاية العام الجاري
اسرائيل حذرت من ان ايران ستملك ما يكفي من اليورانيوم المخصّب لصنع قنبلة ذرية نهاية العام الجاري

ووفقاً لهذا التقرير، فإنّ إيران ليست في عجلة من أمرها لصنع قنبلة نووية لأنّها لا تريد حرباً، على الرّغم من أنّ حصول تصعيد عسكري لا يزال وارداً.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في بيان مساء الثلاثاء "نعرف بالضبط ما يجري في البرنامج النووي الإيراني. إيران تعتقد أنّها تستطيع حيازة السلاح النووي. أقولها مرة أخرى: إسرائيل لن تسمح لإيران بحيازة القنبلة" الذرية.
بدوره قال قائد الجيش السابق بيني غانتز، المنافس الرئيسي لنتنياهو في الانتخابات التشريعية المقرّرة في 2 آذار/مارس إنّ "إيران أمامها سنتين أو ثلاث سنوات لامتلاك قدرات نووية".
ومنذ سنوات عديدة تتّهم إسرائيل الجمهورية الإسلامية بالسعي لامتلاك السلاح النووي، وهو ما تنفيه طهران دوماً. وعلى غرار الإدارة الأميركية الحالية تعارض الدولة العبرية الاتفاق الذي أبرمته الدول الكبرى مع إيران في فيينا في 2015 لتخفيف العقوبات المفروضة على طهران مقابل تقييد أنشطتها النووية.
ولا تنفكّ الدولة العبرية تدعو الدول الأوروبية إلى أن تحذو حذو الولايات المتحدة التي انسحبت في 2018 من اتفاقية فيينا وفرضت سلسلة من العقوبات الاقتصادية المشدّدة على طهران.