طهران تدعو لتجاوز الخلاف مع الرياض

فاطمة بدري
ظريف يجدد الحديث عن الرغبة في الحوار مع السعودية في تكرار لتصريحات سابقة مرت دون جدوى بالتزامن مع اتساع الضغوط الدولية لكبح تدخلات إيران في المنطقة.
جواد ظريف
مناورة جديدة

موسكو - دعا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الاثنين، إلى تجاوز الخلافات بين طهران والرياض، مشيرا إلى أن منطقة الخليج تحتاج إلى آلية جديدة للحوار.

وقال وزير الخارجية الإيراني في إطار مؤتمر الشرق الأوسط لنادي "فالداي" المنعقد في موسكو، "المواجهة بين طهران والرياض غير ضرورية، ومن المهم إنهاء هذه المشكلة".

وأضاف ظريف "ينبغى علينا أن نبحث عن آلية جديدة للعمل بين إيران وجيرانها في منطقة الخليج".

وهذه ليست المرة الأولى التي تعرب فيها إيران عن رغبتها أو سعيها للحوار مع السعودية، ولكنها بقيت في مجملها عند حدود التصريحات في ظل تضاربها مع سياستها المتبعة في المنطقة والتي تؤدي في مجملها إلى زعزعة الأمن وتصعيد الخلافات في كثير من الجبهات.

ودأب قادة إيران على الترويج لاستعداد بلادهم للحوار مع السعودية دون تقديم برامج أو خطط لإجراء اتصالات ثنائية كان آخرها دعوة الرئيس حسن روحاني في الثالث من ديسمبر كانون الأول إلى الحوار مع السعودية دون تدخل أطراف أجنبية، وسبقته دعوات أخرى على لسان مسؤولي الخارجية الإيرانية في أكثر من مناسبة في العام الماضي.

وفيما تصدر هذه التصريحات الإيرانية، تواصل طهران تسليح الحوثيين في اليمن الذين ما انفكوا يطلقون صواريخ ضد الأراضي السعودية، هذا فضلا عن معركتهم الدائرة في اليمن ضد قوات التحالف العربي بقيادة السعودية.

ويعتبر التدخل الإيرانية في المنطقة (اليمن والعراق و سوريا) أحد أهم أوجه الخلاف بين البلدين، إذ عبرت السعودية وحلفائها وهي الإمارات والبحرين عن قلقهم من هذه الأنشطة ودعموا بعض القرارات الدولية الهادفة لكبح أنشطتها.

ودعت السعودية الأحد إلى مواقف أكثر صرامة في التعامل مع أنشطة إيران الإرهابية والمزعزعة للاستقرار في المنطقة، مرحبة بمشروع قرار للأمم المتحدة مقدم من بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا يدين طهران لعدم منعها وصول صواريخها الباليستية إلى أيدي جماعة الحوثي اليمنية.

وشدد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير خلال كلمة ألقاها في مؤتمر ميونيخ للأمن، على أن إيران اقترفت الكثير من الأعمال المسلحة في مناطق عدة بالعالم، متهما إياها بـ"زعزعة استقرار دول مثل سوريا والعراق واليمن ولبنان".

وتواجه إيران ضغوطات كبيرة تقودها واشنطن بتأييد سعودي بهدف كبح أنشطتها في المنطقة قد تشمل تعديل أو إلغاء الاتفاق النووي.

وأفادت مسودة قرار، مؤخرا، أن بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا تريد أن يدين مجلس الأمن الدولي إيران لتقاعسها عن منع وصول صواريخها الباليستية إلى جماعة الحوثي باليمن والالتزام باتخاذ إجراء بشأن انتهاك العقوبات. ويتعين الموافقة على مسودة قرار د بحلول 26 فبراير/شباط.

وتحشد إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التأييد منذ شهور لأن تحاسب الأمم المتحدة إيران وتهدد في الوقت نفسه بالانسحاب من اتفاق عام 2015 الموقع مع قوى دولية بهدف تقليص برنامج طهران النووي ما "لم يتم إصلاح عيوب كارثية به".

وأبلغت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هايلي مجلس الأمن الدولي في كانون الأول/ديسمبر بان الولايات المتحدة ستدفع باتجاه تحرك ضد إيران بسبب الهجمات الصاروخية التي تستهدف السعودية.

وتدور حرب بالوكالة في اليمن بين إيران والسعودية حليفة الولايات المتحدة. وتدخل تحالف تقوده الرياض في اليمن عام 2015 لدعم قوات حكومية تقاتل جماعة الحوثي المدعومة من إيران. ونفت الأخيرة تزويد الحوثيين بالسلاح.