طهران ترد على إسرائيل وواشنطن: لدينا رغبة في استخدام القوة

تصريحات إيران الاستفزازية وتهديداتها باستهداف الأراضي الإسرائيلية والرد على أي تحركات أميركية يعكس اختيار الجمهورية الإسلامية نهج التصعيد في وقت تكابد فيه لرفع العقوبات الأميركية.
إيران تؤكد استمرار دعمها لحزب الله وتحرضه على إسرائيل
إيران: سنجر الصراعات إلى ساحات بعيدة عن أراضينا
إيران ترفض الأدلة المثبتة لتورطها في الاعتداء على الناقلة ميرسر ستريت
إيران تشدد على ضرورة طرد القوات الأميركية من العراق

طهران - في خضم تصاعد التوتر بين إيران والدول الغربية بعد تقديم بريطانيا وثائق لمجلس الأمن بشأن تورط طهران في الاعتداء على ناقلة النفط ميرسر ستريت التابعة لشركة إسرائيلية وتهديد إسرائيل بالانتقام وحث الولايات على ضرورة ردع الجمهورية الإسلامية، هدد مسؤولان عسكريان بالحرس الثوري برد صارم وجر الصراع إلى ساحة بعيدة عن الأراضي الإيرانية.

وتعرضت الناقلة "أم/تي ميرسر ستريت" التي يشغلها رجل أعمال إسرائيلي، الى هجوم قبالة سواحل سلطنة عمان في 29 يوليو/تموز، أدى لمقتل اثنين من أفراد طاقهما هما روماني وبريطاني. واتهمت دول عدة أبرزها الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل، إيران بالمسؤولية عنه، وهو ما تنفيه طهران.

وانضمت مجموعة السبع الجمعة الى موجّهي أصابع الاتهام الى الجمهورية الإسلامية، تزامنا مع نشر تقرير للقيادة العسكرية المركزية الأميركية، يتضمن "أدلة" على استخدام طائرات مسيّرة "صنعت في إيران" في الهجوم.

وقالت الدول الغربية أن كل الأدلة تثبت تورط إيران في الوقوف وراء الاعتداء على الناقلة وهددت بردع الانتهاكات الإيرانية وتهديداتها لأمن الملاحة في مياه الخليج.

وردا على التهديدات الغربية قال قائد القوات الجوية بالحرس الثوري السبت، وفق ما أوره موقع 'إيران انترناشيونال عربي'، "لدينا القوة والإرادة لاستخدام القوة.. سنرد بالتأكيد بقوة ولن يتمكنوا من ارتكاب مثل هذا الخطأ".

كما هدد الناطق باسم القوات المسلحة الإيرانية قائلا، "إذا أردنا مواجهة الأعداء، فلن نسمح بأن تكون ساحة المعركة حول إيران"، ناسبا الهجوم على الناقلة ميرسر ستريت إلى إسرائيل.

وردت طهران بأن إسرائيل لا تملك القوة وليس لديها الشجاعة لأي تحرك عسكري ضد إيران، مشيرة إلى عمل عسكري من الجانب الإسرائيلي سيؤدي لهجوم واسع النطاق على الأراضي الإسرائيلية وتدميرها.

وفي سياق متصل أكد القائد العام للحرس الثوري الإيراني حسين سلامي أن الأرضية مهيأة لانهيار ما وصفه بالكيان الصهيوني ويكفي أن تتوفر الظروف ليصدر منه خطأ ما، حسبما أفادت وكالة أنباء فارس الإيرانية.

وأشاد سلامي خلال استقباله اليوم السبت نائب الأمين العام لحزب الله اللبناني نعيم قاسم، بذكاء المقاومة الإسلامية اللبنانية واقتدارها، ووصف حزب الله بأنه القوة التي تضمن عزة الشعب اللبناني وأمنه.

وأعرب قائد الحرس الثوري عن قناعته بأن إسرائيل "تدرك جيدا نطاق وعمق قوة حزب الله"، مضيفا أن "عدو المقاومة" يقترب من أفول قوته وزوالها ويحاول إخفاء هلعه من خلال الحرب النفسية والفضاء الافتراضي.

وتابع سلامي قائلا إن الإسرائيليين يدركون أنهم سوف يضطرون إلى الانسحاب من الأراضي المحتلة ومواجهة أزمة معنوية كبرى إذا تم "تشغيل محرك حزب الله"، قائلا إن الهجوم الذي شنه "حزب الله" أمس من جنوب لبنان أظهر لرئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد نفتالي بينيت أن "المعادلات يتم تحديدها في مكان آخر وأنه لم يتغير شيء".

وشدد القائد العام للحرس الثوري على استمرار دعم إيران للمقاومة في لبنان، مصرحا بأن حزب الله ليس قوة عسكرية فحسب، بل هو سند أساسي رصين للشعب اللبناني ولديه مكانة معنوية رفيعة لدى كل الشعوب، ومن المهم للغاية الحفاظ على هذه المكانة.

من جهته، أعرب نائب الأمين العام لحزب الله عن التقدير لدعم الشعب الإيراني وخاصة الحرس الثوري للمقاومة الإسلامية في لبنان.

وأضاف قاسم "رغم بعض المشكلات ومحاولات الأعداء لفرض الحظر والضغط على لبنان وزعزعة أمن الشعب، إلا أننا تمكنا من الحفاظ على مكانتنا وبيئتنا".

يأتي هذا بعد سويعات من تنصيب الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي الذي صرح بأن بلاده مستعدة للانفتاح على حوار يساهم في خفض التصعيد، في خطاب يغازل فيه الغرب تمهيدا لمساعي رفع العقوبات الأميركية على بلاده.

وكانت الولايات والمتحدة وإسرائيل قد أعربا عن قلقهما بشأن نشر طائرات إيرانية مسيرة في المنطقة، مؤكدين بأن الاعتداء الأخير على ميرسر ستريت سيقابل برد جماعي، ومواجهة إيران.

في غضون ذلك رفضت إيران السبت اتهامها من مجموعة السبع والجيش الأميركي بالمسؤولية عن هجوم استهدف الناقلة، لتتهم بدورها عدوتها اللدودة إسرائيل بإعداد "سيناريو" يتزامن مع تولي الرئيس الجديد للجمهورية الإسلامية منصبه.

لكن القيادة المركزية الأميركية التي يقع الخليج والشرق الأوسط ضمن نطاق عملياتها، خلصت الى أن طائرتين مسيرتين مفخختين هاجمتا الناقلة وأخطأتا الهدف، قبل أن تهاجم ثالثة "محمّلة بمتفجرات ذات استخدام عسكري" السفينة اليابانية التي تشغلها شركة "زودياك ماريتايم" المملوكة للثري الإسرائيلي إيال عوفر، ومقرها لندن.

وأكدت في بيان أن الخبراء الأميركيين حصلوا "على قطع عدة من هذه الطائرة الثالثة"، و"خلصوا، استنادا الى أدلة"، الى أنها "صنعت في إيران"، مرفقة ذلك بصور لبقايا الحطام.

وفى وقت سابق قال مسؤول إيراني إن "الهجوم على ميرسر ستريت جاء ردًا على الهجوم الإسرائيلى الأخير على مطار الضبعة فى منطقة القصير بسوريا"، وفق ما أفاد به موقع 'إيران انترناشيونال عربي'.

كما نقلت ذات المصادر عن صحيفة 'كيهان' قولها إن "الهجوم فى بحر العرب جاء ردًا على غارة جوية إسرائيلية مؤخرًا على سوريا قُتل فيها قائد فى حزب الله".

اعتداء إيران على الناقلة ميرسر ستريت يثير قلقا دوليا
اعتداء إيران على الناقلة ميرسر ستريت يثير قلقا دوليا

وتعرضت سفن مرتبطة بإيران وإسرائيل لهجمات في الأشهر الماضية، اتهم كل طرف الآخر بالوقوف خلف بعضها أقله.

كما سبق للجمهورية الإسلامية ان اتهمت إسرائيل بالوقوف خلف هجمات طالت منشآتها النووية وعمليات اغتيال استهدف علماء إيرانيين بارزين.

واختارت إيران التصعيد في وقت تسعى فيه الدول الأوروبية الكبرى الموقعة عام 2015 في العمل المشتركة (الاتفاق النووي) إلى جانب روسيا والصين وإيران والولايات المتحدة التي انسحبت منها بقرار من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، إلى إنقاذ اتفاق الاتفاق من الانهيار بعد تخلي إيران عن جميع تعهداتها بموجبه وتخصيبها لليورانيوم بلا حدود.

وتسعى تلك دول لضمان سلمية البرنامج النووي الإيراني ومنعها من حيازة أسلحة نووية تشكل خطرا على الاستقرارا، وفق تلك الدول، ولإيران سوابق في تنفيذ اعتداءات على منشآت نفطية وناقلات في مياه الخليج.

ومنذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي وإعادة فرض عقوبات قاسية على طهران، والتوتر يأخذ منحى تصاعديا بين الطرفين، ليشتد العام الماضي بعد تصفية القوات الأميركية لقائد فيلق القدس بالحرس الثوري قاسم سلمياني.

وردت إيران منذ ذلك الحين بضربات صاروخية عدة على قواعد عسكرية أميركية في وسوريا والعراق، ويضر هذا التوتر بأمن العراق، حيث تحرك الجمهورية الإسلامية الفصائل الشيعية العراقية الموالية لها لتنفيذ هجمات على المصالح الأميركية يؤدي كثير منها إلى مقتل مدنيين وإصابتهم وسط مخاوف من أن تتحول الأراضي العراقية إلى ساحة حرب بالوكالة بين الطرفين.

وتستثمر إيران تحريك أذرعها في العراق لضرب المصالح الأميركية في محاولة للضغط على واشنطن لرفع ضغوطها على الاقتصاد الإيراني ولطردها وإخلاء الساحة العراقية لتوسيع نفودها.

والسبت شددت إيران على ضرورة الإسراع في التنفيذ الكامل لقرار مجلس النواب العراقي بشأن خروج القوات الأميركية والأجنبية من هذا البلد.

وأشاد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني لدى استقباله رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي فالح الفياض، بالدور المصيري للحشد الشعبي (فصيل موال لطهران) في ضمان أمن واستقرار العراق.

وشدد شمخاني على ضرورة الحفاظ على الحشد الشعبي في العراق ودعمه وضرورة التنسيق والتآزر بين هذه القوة الشعبية القوية مع الجيش العراقي، قائلا إن وحدة وتلاحم الشعب العراقي والحكومة والقوات المسلحة سيمهد الطريق لإقرار أمن راسخ في هذا البلد.

ووصف شمخاني الانتخابات المقبلة في العراق بأنها ساحة مهمة لاستمرار الديمقراطية وترسيخ الدور السياسي الفعال للشعب العراقي في تقرير مصيره، فيما تسعى إيران لتثبيت نفودها بالعراق وتوسيعه عبر دعمها المباشر للفصائل الشيعية العراقية.