طهران تستدعي السفير الروسي بسبب بيان حول الجزر الإماراتية

روسيا ومجلس التعاون الخليجي يعلنان دعمهما لمبادرة إماراتية للتوصل إلى حل سلمي لقضية الجزر التي تحتلها إيران.
إيران تجدد رفضها التفاوض حول قضية الجزر الإماراتية

طهران - استدعت الخارجية الإيرانية السفير الروسي لدى طهران أليكسي يوريفيتش ديدوف احتجاجا على ما تضمنه البيان المشترك الصادر عقب اجتماع دول مجلس التعاون الخليجي وروسيا، بشأن الجزر الإماراتية الثلاث التي تحتلها إيران وتطالب أبوظبي بالسيادة عليها بدعم عربي كامل.

وقال محمد دهقان المستشار القانوني للرئيس الإيراني اليوم الأربعاء إن "إيران لن تتفاوض على ثلاث جزر متنازع عليها مع الإمارات"، بعدما استدعت طهران السفير الروسي بسبب تصريحاته بشأن الجزر.

وتطالب الإمارات بإنهاء احتلال جزر أبوموسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى، لكن إيران تسيطر عليها منذ عام 1971، قبل فترة وجيزة من حصول الإمارات الخليجية السبع على استقلالها الكامل عن بريطانيا وتشكيل الإمارات العربية المتحدة.

وأصدرت روسيا ومجلس التعاون الخليجي الاثنين بيانا مشتركا أعرب فيه وزراء خارجية الدول عن دعم مبادرة إماراتية للتوصل إلى حل سلمي لقضية الجزر الثلاث من خلال المفاوضات الثنائية أو محكمة العدل الدولية.

وقال دهقان "دراسة جميع الوثائق السابقة تظهر أن هذه الجزر تابعة لإيران ولا يمكن الجدال في ذلك".

بدوره ندد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني بالبيان الصادر عن روسيا ومجلس التعاون الخليجي، معتبرا أنه "متناقض مع العلاقات الودية بين إيران وجيرانها"، مضيفا أن "الجزر الثلاث تابعة لإيران إلى الأبد".

بدوره أكد السفير الروسي على احترام وحدة الأراضي الإيرانية وأنه سينقل احتجاج طهران إلى موسكو على الفور، وفق وكالة "إرنا" الإيرانية.

وتتمسك الإمارات بحقها في استعادة الجزر، معتبرة أن احتلالها غير قانوني وغير معترف به، فيما دعت أبوظبي مرارا إلى حل القضية سلميا وعبر الحوار والتحكيم.

وتتبنى الدبلوماسية الإماراتية نهجا قانونيا وعقلانيا في مطالبتها باستعادة الجزر التي تحتلها إيران، لكن طهران تسعى إلى فرض الأمر الواقع دون سند قانون أو تاريخي.

وفي أبريل/نيسان الماضي عينت طهران سفيرا لها لدى الإمارات لأول مرة منذ نحو 7 سنوات، في سياق مسار المصالحة بين الدول الخليجية والجمهورية الإسلامية، إثر عودة العلاقات بين الرياض وطهران.  

وكانت الإمارات قد رفعت مستوى العلاقات مع إيران العام الماضي، معلنة عن اعتزامها إعادة سفيرها إلى طهران، في إطار مساعي أبوظبي إلى إنهاء الصراعات في منطقتي الخليج والشرق الأوسط.
وخفضت الإمارات مستوى العلاقات مع إيران بعدما قطعت السعودية الروابط مع طهران في يناير/كانون الثاني 2016 في أعقاب اقتحام محتجين إيرانيين للسفارة السعودية في الجمهورية الإسلامية ردا على إعدام رجل دين شيعي بارز في المملكة يدعى نمر النمر.

والشهر الماضي أدى وزير الخارجية الإيراني حسين أميرعبداللهيان زيارة إلى الإمارات أجرى خلالها مباحثات مع الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وسلّمه دعوة من الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لزيارة إيران.

وشدد الشيخ محمد خلال اللقاء على "ضرورة البناء على التطورات الإيجابية التي تحققت في المنطقة لما فيه الخير لشعوبها وتعزيز الاستقرار والازدهار في دولها"، وفق وكالة الأنباء الإماراتية "وام".