طهران تستدعي سفير باكستان على خلفية استهداف الحرس الثوري

الاتهامات الإيرانية المكثفة تكشف حجم الانزعاج من النفوذ السعودي المتزايد في جنوب شرق آسيا، خصوصا أنها تتزامن مع زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى باكستان.
إيران منزعجة من تنامي النفوذ السعودي في آسيا
اتهامات إيرانية هدفها التشويش على زيارة ولي العهد السعودي إلى باكستان

طهران - استدعت الخارجية الإيرانية، الأحد، سفيرة باكستان لدى البلاد، وسلمتها مذكرة احتجاج على خلفية هجوم أودى بحياة 27 عنصرا من الحرس الثوري جنوب شرقي البلاد، قبل أيام.
ونقلت وكالة أنباء "تسنيم" الإيرانية (خاصة) عن المتحدث باسم الخارجية بهرام قاسمي، أن الوزارة استدعت السفيرة ريفّات مسعود، وأبلغتها احتجاج طهران الرسمي.

وطالب المسؤول الإيراني الحكومة الباكستانية باتخاذ إجراءات سريعة لتعقب الجناة وإلقاء القبض عليهم.

والسبت، اتهم الحرس الثوري باكستان والسعودية بدعم الهجوم، الذي وقع قرب مدينة زاهدان بمحافظة سيستان وبلوشستان، المتاخمة للحدود الباكستانية، وأسفر عن مقتل 27 عنصرًا وإصابة 13 آخرين.

وكشفت الاتهامات التي تتالت من المسؤولين الإيرانيين حجم انزعاج طهران من التقارب بين باكستان والسعودية، خصوصا أنها تزامنت مع زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز إلى باكستان التي بدأت اليوم الأحد.

ويرافق الأمير بن سلمان خلال الزيارة التي تستغرق يومان وفد من المسؤولين ورجال الأعمال السعوديين، وهي الأولى له منذ توليه منصبه في 2017.

وتشعر إيران بأن باكستان تستطيع أن تلعب دورا محوريا في تنامي النفوذ السعودي المتزايد في جنوب شرق آسيا، حيث لا تستبعد أن يكون الهدف منه تطويقها خاصة أنه يتزامن مع العقوبات الأميركية المشددة التي تستهدف منع بيع النفط الإيراني.

وتزايد الضغط على طهران بعد أن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الموقع عام 2015 مع قوى عالمية وعاود فرض العقوبات. ورحبت السعودية بالخطوة.

من جهتها أعلنت جماعة جيش العدل السُنية، التي تقول إنها تسعى للحصول على مزيد من الحقوق وتحسين ظروف معيشة أقلية البلوخ العرقية، مسؤوليتها عن الهجوم.

وقال علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني (البرلمان) في وقت سابق اليوم، إن على الحكومة الباكستانية أن "تتحمل المسؤولية تجاه الهجوم على عناصر الحرس الثوري الذي خططت له ونفذته مجموعة إرهابية انطلاقا من أراضيها".

وأضاف "في هذا الحادث، لا يمكن لباكستان التعامل بشكل غير مسؤول... ومع كل الاحترام الذي نبديه لحكومة الجارة باكستان، فإن هكذا تصرفات من الممكن أن تصدّع علاقات التعاون بيننا".
وطالب قائد الحرس الثوري محمد علي جعفري إسلام آباد بـ"الالتزام بشكل جدي بمسؤولياتها في مكافحة الإرهاب وضمان أمن الحدود المشتركة".

كما اتهم باكستان بمعرفة أماكن تواجد الإرهابيين وحمايتهم.

وأضاف أن إيران "ستعاقب بنفسها المسلحين المرتزقة الذين تتحكم بهم أجهزة استخبارات إقليمية وخارجية"، إذا لم تلتزم باكستان بمسؤولياتها في مكافحة الإرهاب.
وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال كلمة ألقاها بمحافظة هرمزجان جنوب شرقي البلاد، اليوم الأحد، إن الشعب الإيراني سينتقم للهجوم الإرهابي".

وأضاف "أمن منطقتنا بأيدي المسلمين، وينبغي علينا الحفاظ على وحدتنا وأمننا في المنطقة، ومع الأسف فإن بعض جيراننا اختاروا الطريق الخاطئ، ولجؤوا إلى النظامين الأميركي والصهيوني، وشعبنا سينتقم لدماء شهدائنا".