طهران تصر على تعزيز قدراتها العسكرية رغم الضغوط الأميركية

خامنئي يتعهد بتطوير قوة إيران الدفاعية متجاهلا تأثير العقوبات الأميركية على الاقتصاد وعلى الحياة المعيشية للمواطنين.
الأولوية العاجلة للشعب الايراني هي المسالة الاقتصادية
خامنئي تحدث عن تراجع قيمة العملة الوطنّية والقدرة الشرائية للمواطنين وتراجع الإنتاج
واشنطن نددت بدعم طهران للميليشيات المسلحة في الشرق الأوسط

طهران - قال الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي الخميس إن بلاده عازمة على تعزيز قدراتها الدفاعية رغم الضغوط المتزايدة من الولايات المتحدة وحلفائها لكبح برنامج طهران الخاص بالصواريخ الباليستية.

وأضاف خامنئي في كلمة نقلها التلفزيون الرسمي في بث حي "سنواصل تعزيز قوة إيران الدفاعية رغم ضغوط أمريكا وأعدائنا نحتاج لنقل إيران إلى نقطة يدرك عندها الأعداء أنهم لا يستطيعون تهديدها عقوبات أمريكا ستجعل إيران مكتفية ذاتيا".

نحتاج لنقل إيران إلى نقطة يدرك عندها الأعداء أنهم لا يستطيعون تهديدها

وتسببت العقوبات الأميركية على إيران منذ الانسحاب من الاتفاق النووي في ماي/آيار الماضي، في تضييق الخناق على الاقتصاد الإيراني.

وأعلن خامنئي أنّ الصعوبات الاقتصاديّة التي يواجهها الإيرانيون تُمثّل المشكلة الأساسيّة الأكثر إلحاحاً في البلاد.

وقال في رسالة متلفزة إنّ "المشاكل المعيشّية للمواطن تزايدت، وبخاصّة في الأشهر الأخيرة". مضيفا ان "الأولوية العاجلة والقضّية الجادّة للبلاد هي قضّية الاقتصاد".

وتحدث خامنئي عن تراجع قيمة العملة الوطنّية والقدرة الشرائية للمواطنين وتراجع الإنتاج. مشددا على أنّ "مفتاح حلّ كلّ تلك المشاكل يكمن في تنمية الإنتاج الوطني".

وكانت الولايات المتحدة الأميركية، حثت الثلاثاء، طهران على المضي قدما في التخلي عن تطوير برنامجها الصاروخي البالستي، مستنكرة دعمها للميليشيات المسلحة في الشرق الأوسط بهدف زعزعة الاستقرار.

وقالت مسؤولة أميركية كبيرة في مجال الحد من التسلح إن برنامج إيران الصاروخي يزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط ويزيد من مخاطر حدوث "سباق تسلح إقليمي".

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عند الانسحاب من اتفاق مُوقع في 2015 يقضي برفع العقوبات الدولية على إيران مقابل قيود على أنشطتها النووية، إن طهران أخفقت في كبح برنامجها الصاروخي أو الحد من تدخلها الإقليمي.

واتهمت الولايات المتحدة إيران بتحدي قرار لمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة بإجراء اختبار لصاروخ باليستي وإطلاق صاروخين منذ ديسمبر/كانون الأول.

صواريخ ايران البالستية
برنامج إيران الصاروخي يزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط

وقالت يليم بوليت مساعدة وزير الخارجية للحد من التسلح أمام مؤتمر لنزع السلاح يعقد برعاية الأمم المتحدة "برنامج إيران الصاروخي عامل أساسي يساهم في زيادة التوترات وزعزعة الاستقرار في المنطقة، ويزيد خطر حدوث سباق تسلح إقليمي".

وحثت "كل الدول المسؤولة" على تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي التي تفرض قيودا على نقل التكنولوجيا المتعلقة بالصواريخ إلى إيران.

وقالت المسؤولة الأميركية "يجب على إيران أن توقف على الفور أنشطتها المتعلقة بالصواريخ الباليستية، ووقف دعمها للجماعات الإرهابية عبر تزويدها بالصواريخ والأسلحة المتطورة"، مستنكرة دعم إيران للميليشيات الحوثية في اليمن وميليشات حزب الله في لبنان.

وأضافت أن "واشنطن ملتزمة بمكافحة انتشار أسلحة إيران الباليستية ونقلها غير المشروع".

وتثير البرامج الباليستية الإيرانية قلقا دوليا، خاصة لدى الغرب، الذين يتهمون إيران بأنها تريد زيادة مدى صواريخها وزعزعة استقرار الشرق الأوسط.

ومنذ كشف الجمهورية الإسلامية عن أسلحة بالستية جديدة زادت ضغوطات الولايات المتحدة على إيران محذرة من مواصلتها خرق الأعراف الدولية بشأن برنامجها الصاروخي.

وتعهدت واشنطن مواصلة الضغط "دون هوادة" على طهران عبر فرض عقوبات أخرى أكثر صرامة.

وقالت إدارة ترامب إن الاتفاق متساهل أكثر من اللازم وأخفق في كبح برنامج الصواريخ الباليستية فضلا عن تدخل إيران في صراعات إقليمية مثل سوريا واليمن.

ويدعم القرار (2231) الصادر عن مجلس الأمن الدولي الاتفاق النووي المبرم مع إيران، ويدعو الأخيرة إلى تجنب الأعمال المتعلقة بالصوريخ الباليستية القادرة على حمل أسلحة نووية.