طهران تطالب واشنطن بـ"التوبة" شرطا لتطبيع العلاقات

العلاقات الدبلوماسية بين إيران والولايات المتحدة مقطوعة منذ العام 1980 ولم تشهد تحسنا إلا في فترة الرئيس السابق باراك أوباما الذي أبدى مرونة غير مسبوقة مع أنشطة طهران المزعزعة للاستقرار في المنطقة.

روحاني يطالب واشنطن بالاعتراف بـ'عظمة الأمة الإيرانية وثورتها'
ضغوط أميركية مستمرة على إيران لكبح أنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة

طهران  - قال الرئيس الإيراني حسن روحاني الأربعاء أن إيران مستعدة لقبول "توبة" الولايات المتحدة بغرض إقامة "علاقات ودية" معها.

وقال روحاني في خطاب أمام ممثلي البعثات الدبلوماسية الأجنبية في طهران بمناسبة إحياء الذكرى الأربعين للثورة الإسلامية في إيران "إن نهجنا يقوم على بناء علاقات ودية مع العالم بأسره".

وأضاف "حتى مع أميركا إذا تابت واعتذرت عن تدخلاتها السابقة في إيران وأبدت استعدادها للاعتراف بعظمة ورفعة الأمة الإيرانية وثورتها الإسلامية العظيمة، نحن دائما على استعداد لقبول توبتها بصرف النظر عن كل الظلم الذي تسببت فيه لنا لسنوات".

وقطعت إيران والولايات المتحدة علاقاتهما الدبلوماسية في 1980.

والعلاقات الدبلوماسية بين إيران والولايات المتحدة مقطوعة منذ العام 1980 ولم تشهد تحسنا إلا في فترة الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما الذي أبدى مرونة غير مسبوقة مع أنشطة طهران المزعزعة للاستقرار في المنطقة.

وفي عهد إدارة أوباما وقعت إيران مع القوى الست الكبرى اتفاقا نوويا تاريخيا في العام 2015، على أمل إنهاء البرنامج النووي الإيراني.

لكن خلف أوباما الرئيس الجمهوري دونالد ترامب أعلن صراحة حتى قبل توليه السلطة في يناير/كانون الثاني 2017 أن الاتفاق النووي هو الأسوأ ووصفه بأنه كارثي ومعيب، مشيرا إلى أن طهران مستمرة في أنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة وفي انتهاك المواثيق الدولية.

وأعلن ترامب في مايو/ايار 2018 الانسحاب من الاتفاق النووي وإعادة العمل بنظام العقوبات السابق على إيران.

ومطالبة "الشيطان الأكبر"، بحسب الخطاب الإيراني، بالتوبة ليست بالأمر الجديد وكان تم التعبير عن ذلك منذ 1979 من الطلاب الإيرانيين الذين احتجزوا رهائن في السفارة الأميركية في طهران وذلك للإفراج عن الدبلوماسيين المحتجزين حينها.

وفي 2009 كان أوباما قد توجه بكلمة للشعب الإيراني بمناسبة عيد النوروز. وقال للمرة الأولى إن يده ممدودة لجمهورية إيران.

وقال حينها "نحن نعرف أن لديكم حضارة عظيمة ونجاحاتكم حظيت باحترام الولايات المتحدة والعالم".

ورد عليه المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي في اليوم الموالي قائلا "تغيروا وسيتغير موقفنا" منكم.

وكان أوباما أول رئيس أميركي مباشر يقر في يونيو/حزيران 2009 بأن واشنطن "قامت بدور" في انقلاب 1953 الذي أطاح بـ"الحكومة الإيرانية المنتخبة ديمقراطيا"، لكن دون أن يقدم اعتذارا لإيران.

وشدد حينها على أخطاء السلطات الإيرانية إزاء الولايات المتحدة وخصوصا احتجاز رهائن في سفارتها.

غير أن هذا الخطاب تلاشى مع تولي دونالد ترامب الرئاسة والذي اعتمد خطابا حازما ضد إيران وسياساتها في المنطقة.

وأكد خامنئي مجددا في يوليو/تموز 2018 إن إيران لا يمكنها "الثقة بالولايات المتحدة" وقال إن "فكرة أن المشاكل يمكن حلها من خلال مفاوضات أو علاقات مع الولايات المتحدة خطأ جسيم".