طهران تعتقل باحثة إيرانية فرنسية

القبض على الباحثة فاريبا عادلخاه يأتي في ظل اتهامات دائما ما توجهها الحكومة الإيرانية للحكومات الغربية بالتجسس.

باريس - قالت وزارة الخارجية الفرنسية الاثنين إن إيران ألقت القبض على الباحثة الفرنسية الإيرانية فاريبا عادلخاه، مضيفة أن باريس لم تحصل بعد على "معلومات مرضية" عن وضعها.

وقالت أنييس فون دير مول المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية في بيان "السلطات الفرنسية في ظل هذا الوضع الصعب اتخذت خطوات مع السلطات الإيرانية للحصول على معلومات عن وضعها وظروف اعتقالها وطلبت إتاحة التواصل القنصلي معها".

وأضافت "لم نتلق ردا مرضيا على هذه الطلبات. تدعو فرنسا السلطات الإيرانية لتوضيح موقف السيدة عادلخاه وتكرر مطالباها، خاصة التصريح بالتواصل القنصلي دون تأخير".

تدعو فرنسا السلطات الإيرانية لتوضيح موقف السيدة عادلخاه وتكرر مطالباها خاصة التصريح بالتواصل القنصلي دون تأخير

ولدى سؤال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية على ربيعي في وقت سابق الاثنين عن اعتقالها، نقلت وكالة تسنيم شبه الرسمية للأنباء قوله إنه سمع تقارير عن اعتقالها، لكن ليس لديه معلومات أخرى.

ويأتي اعتقال عادلخاه، وهي باحثة في جامعة سيانس بو في باريس، في وقت حساس تحاول فيه فرنسا وقف التصعيد بين طهران وواشنطن بشأن الاتفاق النووي الإيراني الموقع في عام 2015.

ويرتبط قيام السلطات الايرانية باعتقال خبراء اجانب من أصول إيرانية او مزدوجي الجنسية بمزاعم تورطهم في التجسس لصالح حكومات غربية.

وفي السابق اعتقلت إيران مواطنين فرنسيين ووجهت لهم اتهامات بما في ذلك في عامي 2005 و2009.

وكانت إيران اعلنت في حزيران/يونيو انها فككت "شبكة جديدة" من جواسيس يعملون لحساب وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي ايه).

وفي اغسطس/اب كشف وزير المخابرات الإيراني محمود علوي ان الاجهزة الأمنية تمكنت من القبض على عشرات الجواسيس في هيئات حكومية عدد منهم من مزدوجي الجنسية.

لكن خبراء يرون ان طهران تستغل حوادث القبض على الجواسيس المزعومين لتبرير موقفها من انها تتعرض لاستهداف دائم من قبل الغرب خاصة الولايات المتحدة الأميركية او تبرير انتهاكاتها في مجال حقوق الإنسان.

ودائما ما توجه إيران تهم التجسس والعمالة لمواطنيها في محاكمات تعرف انتقادات كبيرة من المنظمات الحقوقية الدولية والمحلية في غياب ابسط مقومات شروط المحاكمة العادلة.

وحكمت إيران بالسجن عشر سنوات على مواطنة إيرانية بريطانية تدعى زاغاري-راتكليف بتهمة التجسس لصالح بريطانيا في مايو/ايار.

والقبض على إيرانيين واجانب متهمين بالتجسس زاد منذ أن قال الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي العام الماضي إنه كان هناك "تسلل" من عملاء غربيين للبلاد.

وكان وزير الخارجيّة البريطاني جيريمي هانت رفض الخميس 25 ابريل/نيسان عرض طهران تبادل سجينتين بينهما امرأة بريطانية من أصل إيراني مسجونة في طهران معتبرا أن العرض يترجم إستراتيجية دبلوماسية "خسيسة".

واقترح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف من نيويورك الإفراج عن راتكليف مقابل إسقاط الولايات المتحدة اتهاماتها عن إيرانية مسجونة في أستراليا وهي نيغار غودسكاني.

وانتقدت دول غربية مرارا استمرار النظام الإيراني في انتهاك حقوق الإنسان من اعتقالات وتعذيب وإخفاء قسري بحجة مكافحة التجسس.