طهران تغازل الخليج مقابل التصعيد مع واشنطن

روحاني يؤكد أن الوضع غير موات لإجراء محادثات مع الولايات المتحدة ويصرح بان المقاومة هي خيار الشعب، في وقت تدعو فيه ايران الدول الخليجية للحوار.
ايران تقول ان أي صدام محتمل سيتجاوز المنطقة سريعًا وسيهدد السلم العالمي
فرنسا تؤكد ان أوروبا لن تخضع لتحذيرات إيران

طهران - نقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء (إرنا) عن الرئيس الإيراني حسن روحاني قوله في ساعة متأخرة الاثنين إنه يحبذ المحادثات والدبلوماسية لكنه لا يقبلهما في ظل الظروف الراهنة.

ونقلت الوكالة عن روحاني قوله "الوضع اليوم غير موات لإجراء محادثات وخيارنا هو المقاومة فحسب".

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد قال في وقت سابق الاثنين إن إيران ستواجه "قوة هائلة" إن هي حاولت فعل أي شيء ضد مصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، مضيفا أنها أبدت عدائية شديدة تجاه واشنطن.

وكتب ترامب على تويتر "إذا أرادت إيران خوض حرب فسيكون ذلك النهاية الرسمية لإيران. لا تهددوا الولايات المتحدة مجددا".

وأضاف ترامب في حديث للصحفيين أثناء مغادرته البيت الأبيض لحضور فعالية في بنسلفانيا أنه لا يزال مستعدا لإجراء محادثات مع إيران "عندما يكونون مستعدين".

ورد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الإثنين على تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن بلاده، مؤكدا أن "التبجحات عن الإبادة" التي أطلقها الرئيس الأميركي "لن تقضي على إيران".

وكتب ظريف على حسابه على تويتر أن "الإيرانيين بقوا واقفين لآلاف السنين بينما رحل كل المعتدين"، وذلك بعدما صرح ترامب أنه "إذا أرادت إيران خوض حرب فسيكون ذلك نهايتها".

وقال وزير المالية الفرنسي برونو لومير الثلاثاء إن أوروبا لن تخضع لتحذيرات إيران مضيفا  للصحفيين "لا أعتقد أن أوروبا ستنجر إلى فكرة التحذيرات هذه".

وتابع أن الأوروبيين يواجهون ضغوطا هائلة من الولايات المتحدة فيما يتعلق بالتجارة مع إيران وأن التهديدات الإيرانية بالانسحاب من الاتفاق النووي مع القوى العالمية لا تفيد فيما يتعلق بهذا الأمر.

وقالت بريطانيا لإيران الاثنين إنه يجب ألا تستهين بعزم الولايات المتحدة، محذرة من أنه إذا تعرضت المصالح الأميركية لهجوم فإن إدارة الرئيس دونالد ترامب سترد.

وقال وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت للصحفيين على هامش اجتماع لجمعية الصحة العالمية في جنيف "أقول للإيرانيين: لا تستهينوا بعزم الجانب الأميركي.

وتابع "إنهم لا يريدون حربا مع إيران. لكن إذا تعرضت المصالح الأميريكة لهجوم فسيردون. وهذا أمر يحتاج الإيرانيون إلى التفكير فيه بتمعن شديد".

وذكر الجيش العراقي في بيان أن صاروخ كاتيوشا سقط الاحد في قلب المنطقة الخضراء دون أن يسبب أي خسائر وأوضح أنه سقط قرب نصب التذكاري للجندي المجهول.
ويقع نصب الجندي المجهول على بعد نحو نصف كيلومتر شمالي مجمع السفارة الأميركية المترامي الأطراف.

وتشهد العلاقات الأميركية الإيرانية توترا كبيرا منذ قرار الرئيس ترامب قبل عام الانسحاب من الاتفاق النووي الدولي المبرم في 2015 ويهدف إلى الحد من البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع عقوبات عن طهران، ومنذ إعادة فرض العقوبات الاقتصادية الأميركية على إيران في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.

ودعت إيران إلى إجراء حوار مع دول الخليج العربي؛ فيما حذّرت من أن أي صدام محتمل من شأنه أن يتجاوز المنطقة وأن يكون له تداعيات على الأمن والسلم العالميين.
جاء ذلك في رسالة وجهتها طهران إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن، عبر ممثلها الدائم لدى الأمم المتحدة، مجيد تخت روانجي، وفق وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" الثلاثاء.
وقال روانجي: "يمكن حل وتسوية القضايا الأمنية المعقدة الراهنة في المنطقة فقط عبر التعاطي البناء والحوار بين دول منطقة الخليج وإيران".

يمكن حل وتسوية القضايا الأمنية المعقدة الراهنة في المنطقة فقط عبر التعاطي البناء والحوار بين دول منطقة الخليج وإيران

وتابع: "إن لم تحل هذه القضايا بصورة كاملة فإن نطاق أي صدام محتمل سيتجاوز المنطقة سريعًا، وسيكون له تداعيات جدية وواسعة على الأمن والسلام الدولي".
وأوضح أن "مثل هذا الحوار الإقليمي يجب أن يكون مبنيًا على أساس الاحترام المتبادل، وكذلك المبادئ العامة المعترف بها والأهداف المشتركة، خاصة احترام السيادة ووحدة الأراضي والاستقلال السياسي لجميع الدول".
وأكد أن "إيران كانت وما زالت ترفض دوما النزاع والحرب، ولن تختار أبدا الحرب كخيار أو استراتيجية لتحقيق أهداف سياستها الخارجية".
ولكنه حذّر بالقول: "رغم ذلك ينبغي الإعلان صراحة أنه لو فرضت الحرب علينا، فإن إيران ستستفيد من حقها المشروع في الدفاع عن النفس، وستذود بحزم عن شعبها ومصالحها".

وكان نائب قائد الحرس الثوري الإيراني هدد الولايات المتحدة قائلا إن الصواريخ الإيرانية يمكنها الوصول للسفن الحربية الأميركية في الخليج.

وأضاف محمد صالح جوكار نائب قائد الحرس الثوري للشؤون البرلمانية أن الولايات المتحدة غير قادرة على تحمل حرب جديدة.

ونقلت وكالة فارس للأنباء  الجمعة عن صالح جوكار قوله إن "حتى صواريخنا قصيرة المدى يمكنها الوصول بسهولة للسفن الحربية الأميركية في الخليج".

وتتحدث وسائل الإعلام الأميركية عن خلافات داخل فريق ترامب حول كيفية معالجة الملف الإيراني.
وأوضحت وسائل الإعلام الأميركية أن مستشار الرئيس لشؤون الأمن القومي جون بولتون يمارس ضغوطا من أجل اتباع سياسة حازمة حيال إيران، لكن آخرين في الإدارة يعارضون ذلك. وقال ترامب بنفسه مؤخرا أنه اضطر "لتهدئة" بولتون.

ومؤخراً أعلنت وزارة الدفاع الأميركية إرسال حاملة الطائرات أبراهام لنكولن" قاذفات إلى الشرق الأوسط، بعد ورود معلومات معلومات استخباراتية قالت واشنطن إنها تشير إلى استعدادات محتملة من قبل طهران لتنفيذ هجمات ضد القوات أو المصالح الأميركية بالمنطقة.

حاملة الطائرات الاميركية أبراهام لنكولن
حاملة الطائرات أبراهام لنكولن تصل الى الخليج

من جهته،قلل ظريف السبت من احتمالات اندلاع حرب جديدة في المنطقة. وقال إنّ طهران "لا تريد" الحرب كما أنّ كافة الاطراف تدرك أنه لا يمكن لأحد أن يواجه بلاده.
وأضاف ظريف في في ختام زيارة للصين "إننا متأكدون. لن تكون هناك حرب لأننا لا نريد حربا ولا أحد لديه أوهام أن بوسعه مواجهة إيران في المنطقة"، مشيرا إلى أن الرئيس الأميركي "لا يريد حربا لكن من حوله يدفعونه باتجاه الحرب بذريعة جعل اميركا أقوى بمواجهة إيران".
وفي الوقت نفسه، دعت السعودية الى عقد قمتين "طارئتين"، خليجية وعربية، للبحث في الاعتداءات التي حصلت مؤخرا في منطقة الخليج "وتداعياتها على المنطقة".
وقالت وزارة الخارجيّة السعودية إن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وجّه دعوة إلى "أشقائه قادة دول مجلس التعاون وقادة الدول العربية لعقد قمتين خليجية وعربية طارئتين في مكة المكرمة" في 30 أيار/مايو، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السعودية.
وأَضافت أن الدعوة تأتي "في ظلّ الهجوم على سفن تجاريّة في المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وما قامت به ميليشيات الحوثي الإرهابيّة المدعومة من إيران من الهجوم على محطّتَي ضخّ نفطيتين بالمملكة".
وأكد وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير في مؤتمر صحافي في الرياض إنّ بلاده "لا تريد حرباً ولا تسعى لذلك وستفعل ما بوسعها لمنع قيام هذه الحرب".
وأضاف "في الوقت ذاته، في حال اختيار الطرف الآخر الحرب، فإنّ المملكة ستردّ على ذلك بكلّ قوّة وحزم وستدافع عن نفسها ومصالحها".
ورحبت الإمارات بالدعوة إلى القمتين، مؤكدة أن "الظروف الدقيقة الحالية تتطلب موقفا خليجيا وعربيا موحدا في ظل التحديات والأخطار المحيطة، وإن وحدة الصف ضرورية".
وعقد اجتماع جدة الذي غابت عنه إيران، بعدما دخلت العقوبات الأميركية المشدّدة على إيران وقطاع النفط فيها حيز التنفيذ هذا الشهر.