طهران تغرق محاكمة إيرانية بريطانية في التأجيل

محكمة إيرانية تؤجل للمرة الثانية محاكمة نازانين زاغري راتكليف المحتجزة منذ العام 2016 دون أن تحدد موعدا جديدا للجلسة المقبلة ودون أن يُسمح لها بالدفاع عن نفسها.
إيران تستثمر ورقة المحتجزين من مزدوجي الجنسية للمساومة والابتزاز
قضية زاغري راتكليف ليست استثناء في خضم محاكمات سياسية
طهران رفضت طلب بريطانيا بحضور ممثل عنها لجلسة محاكمة زاغري راتكليف

لندن- أرجأت إيران الاثنين المحاكمة الثانية للإيرانية البريطانية نازانين زاغري راتكليف المحتجزة في طهران منذ العام 2016 من دون تحديد موعد جديد لها، وفق ما أفاد زوجها ريتشارد راتكليف.

وكانت المحاكمة الجديدة قد تأجلت أيضا في سبتمبر/أيلول في تمديد يبدو متعمدا ويبتعد عن معايير المحاكمات العادلة وسط شد وجذب بين إيران وبريطانيا حول أموال إيرانية مجمدة تعود لعهد الشاه حين عقد صفقة أسلحة دفع ثمنها ولم يحصل عليها بعد أن اندلعت ثورة الخميني التي أطاحت بحكمه. ويقول ريتشارد راتكليف زوج نازانين زاغري، إن طهران تعامل زوجته كأنها "مجرد طعم".

وقال الزوج في بيان إن زوجته مثلت أمام قاض "بتهمة نشر دعاية ضد النظام"، لكن "المحاكمة أرجئت قبل أن تتمكن من تقديم دفاعها"، موضحا أنه "لم يحدد موعد للجلسة المقبلة".

والاتهامات المساقة في حقها هي نفسها التي حكمت على أساسها بالسجن خمسة أعوام في 2016، وفق ما أكد زوجها.

وحكم على زاغري راتكليف التي كانت تعمل في مؤسسة تومسون رويترز، بالسجن خمس سنوات بعدما أدينت بتهمة "محاولة قلب النظام" في الجمهورية الإسلامية وهو ما تنفيه. وكانت اعتقلت مع ابنتها في أبريل/نيسان 2016 في إيران حين قدمت لزيارة عائلتها.

وحصلت زاغري راتكليف التي ستبلغ الثانية والأربعين في 26 ديسمبر/كانون الأول على إطلاق سراح مشروط من سجن إيوين ووُضعت قيد الإقامة الجبرية بسبب جائحة كوفيد-19.

وبعدما أمضت أربعة أعوام من عقوبتها في السجن أو الإقامة الجبرية، أبلغت الإيرانية البريطانية في سبتمبر/أيلول بلائحة اتهام جديدة. وأورد زوجها الأسبوع الماضي أنها ستمثل الاثنين أمام قاض مبديا خشيته من أن تعود مباشرة إلى السجن.

لكن إرجاء المحاكمة يعني أيضا "أنها لن تبيت في السجن هذا المساء" بحسب الزوج، مع أسفه لعدم حضور ممثل للسفارة البريطانية في إيران لجلسة الاثنين.

وكان متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أعلن الاثنين أن طلب لندن إرسال ممثلين لها إلى المحاكمة رُفض، معتبرا أن هذه الآلية الجديدة "غير مبررة" و"لا أساس لها"، داعيا إيران إلى "الإفراج نهائيا" عن زاغري راتكليف.

ووصفت بريطانيا اليوم الاثنين قرار إيران برفع دعوى قضائية جديدة على البريطانية من أصل إيراني نازنين زاغري-راتكليف بأنه أمر مروع وقالت إنه يجب السماح لها بالعودة إلى الوطن للم شملها مع أُسرتها.

واستدعت الحكومة البريطانية السفير الإيراني الأسبوع الماضي بعد ورود أنباء تفيد بأن زاغري-راتكليف سوف تُستدعى للمثول أمام محكمة في إيران.

وقال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب في بيان "إنه لأمر مروع أن إيران رفعت قضية جديدة على السيدة زاغري-راتكليف وتهددها بالعودة إلى السجن. السلطات الإيرانية وضعت عبئا لا يُحتمل على نازنين وأُسرتها".

وأضاف "شعرتُ بارتياح كونها رهن الإفراج المؤقت لكنها بحاجة للعودة إلى منزل أُسرتها. مستمرون في توضيح ذلك بأشد العبارات".