طهران تقوض جهود نزع فتيل التوتر بصواريخ جديدة

إيران تكشف عن منظومة صاروخية شبيهة بالمنظومة الروسي اس 300 في غمرة التوتر القائم أصلا مع واشنطن في الخليج.

إيران تكشف عن منظومة صاروخية متنقلة
إيران في استعراض للقوة في ذروة التوتر مع واشنطن
منظومة باور 373 حقيقة أو مجرد دعاية للاستهلاك المحلي
إيران تؤجج التوتر بمنظومة صاروخية جديدة

طهران - كشفت السلطات الإيرانية اليوم الخميس عن نظام صاروخي متنقل وبعيد المدى قالت إنه تم تصنيعه محليا بمناسبة يوم الصناعات الدفاعية، فيما يشكل هذا التطور استعراضا للقوة في ذروة التوتر القائم والمتصاعد بين واشنطن وطهران في الخليج وأيضا في غمرة التحركات الدبلوماسية الأوروبية لنزع فتيل الأزمة وإنقاذ الاتفاق النووي.

وذكرت وكالة فارس الإيرانية أن الرئيس حسن روحاني قام بإزاحة الستار عن منظومة الدفاع الجوي الصاروخي الإيرانية "باور 373".

كما عرض التلفزيون الرسمي لقطات لروحاني وهو يحضر مراسم الكشف عن النظام الصاروخي باور373 والذي وصفته وسائل الإعلام الإيرانية بأنه "منافس للنظام الصاروخي الروسي إس 300".

وبهذه المناسبة، قال روحاني "أنا هنا كي أكشف عن منظومة الدفاع الجوي بعيدة المدى المحلية باور 373، وآمر بأن تنضم إلى شبكة الدفاع الجوي للبلاد".

وذكرت الوكالة الإيرانية أن منظومة باور 373 الإيرانية محلية الصنع قادرة على الاشتباك مع 6 أهداف في وقت واحد".  كما أنها قادرة على كشف وتحديد 100 هدف في آن واحد وجدولة أولوية التصدي لها.

ويتزامن الإعلان الإيراني عن هذه المنظومة بينما تكثف واشنطن ضغوطا على إيران لدفعها للتفاوض على اتفاق جديد يشمل فرض المزيد من القيود على برنامجيها النووي والصاروخي. وقالت الحكومة الإيرانية إنها لن تقبل التفاوض تحت الضغط.

وأعلن الرئيس الأميركي في مايو/ايار من العام الماضي انسحابه من الاتفاق النووي وأعاد فرض عقوبات قاسية على إيران ضمن سياسة "الضغوط القصوى" لكبح أنشطة طهران المزعزعة للاستقرار في المنطقة ومن بينها أنشطتها الصاروخية.

وإذا ثبت أن المنظومة الإيرانية المشابهة والمنافسة للمنظومة الروسية اس 300، حقيقة وليس مجرد دعاية للاستهلاك الإعلامي، فإن ذلك سيؤجج التوتر القائم أصلا ويعزز وجاهة الضغوط الأميركية.

وتبدي إيران في الظاهر صمودا في مواجهة العقوبات الأميركية، لكنها في الواقع باتت تواجه صعوبات اقتصادية كبيرة مع شح في النقد الأجنبي وأزمة في السيولة وتضرر القطاعات الحيوية أو تلك التي تعتبر تقليدية مثل صناعة النسيج والسجاد.

وتراهن طهران التي خبرت التعامل مع العقوبات الدولية، على طول النفس في معركة كسر العظام مع واشنطن وتعول في الوقت ذاته على دعم أوروبي يمكنها من تخفيف تداعيات العقوبات على اقتصادها.

وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قد دعا الثلاثاء المجتمع الدولي إلى العمل على منع إيران من "خلق اضطراب جديد" بعد انتهاء حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على طهران وكذلك حظر السفر على قائد فيلق القدس بالحرس الثوري في أكتوبر/تشرين الأول 2020.

وطالب خلال اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن تحديات السلام والأمن في الشرق الأوسط  إلى تمديد حظر الأسلحة المفروضة على إيران قائلا "الوقت بدأ ينفد لتمديد هذه القيود المفروضة على قدرة إيران على تفعيل نظامها الإرهابي".

وأضاف "سيكون أمام المجتمع الدولي كثيرا من الوقت... قبل أن تتحرر إيران من القيود لخلق اضطراب جديد، ويقرر ما ينبغي فعله لمنع حدوث ذلك".

إيران تقول إن منظومة باور 373 محلية الصنع قادرة على الاشتباك مع 6 أهداف في وقت واحد وأنها قادرة على كشف وتحديد 100 هدف في آن واحد وجدولة أولوية التصدي لها

وتشير تصريحات بومبيو الى مخاوف أميركية من استغلال طهران انتهاء حظر الأسلحة للتمادي في انشطتها المزعزعة لاستقرار المنطقة.

ولم يمنع قرار الأمم المتحدة بحظر الأسلحة عن إيران من قيام السلطات الإيرانية بدعم جماعات متشددة ومتمردة في اليمن وسوريا والعراق عبر نقل أسلحة روسية أو صينية تقوم بتطويرها وإدخال تعديلات عليها.

وتتجاهل إيران دعوات المجتمع الدولي لإيقاف التجارب الصاروخية حيث كشفت السلطات الإيرانية النقاب قبل أسبوعين عن منظومة للدفاع الصاروخي جرى تطويرها محليا بمدى 400 كيلومتر وقادرة على كشف صواريخ كروز والصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة.

وعرض التلفزيون الإيراني لقطات لمنظومة "فلق" وهي مركبة رادار متنقلة قال التلفزيون إنها نسخة متطورة من منظومة جاما التي قال خبراء عسكريون إنها روسية الأصل.

ويقول محللون عسكريون غربيون إن إيران عادة ما تبالغ في قدرات أسلحتها، لكن المخاوف بشأن برنامجها الخاص بالصواريخ الباليستية ساهمت في انسحاب واشنطن العام الماضي من الاتفاق الذي أبرمته إيران مع قوى عالمية في عام 2015 ويهدف للحد من طموحاتها النووية مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.

وليست هذه المرة الأولى التي تكشف فيها إيران عن صواريخ تقول إنها دفاعية ومحلية الصنع رغم أن تقارير تشير إلى أن طهران تقوم بإدخال تعديلات على صواريخ صينية وروسية.

وكانت إيران كشفت قبل ذلك عن ثلاثة صواريخ موجّهة جديدة بالغة الدقة. وتمّ تطوير الصواريخ الثلاثة التي أطلقت عليها تسميات "ياسين" و"بالابان" و"قائم"، من جانب الوزارة ومؤسسة "سا-إيران" الحكومية المرتبطة بقطاع الدفاع.