طهران تناور واشنطن بالحرب والسلام لرفع العقوبات

لاريجاني يهدد باستهداف القواعد الأميركية في المنطقة في وقت يؤكد فيه روحاني استعداد بلاده للتفاوض عارضا 'الأمن مقابل الأمن والنفط مقابل النفط'.
الخطاب التصعيدي للمسؤولين الايرانيين يكشف في النهاية ازمة داخلية
تناور ايران تارة بخطابها الصدامي وتارة اخرى باستعدادها للتفاوض للخروج من ازمتها

طهران - تواصل ايران بعث رسائل تهديد الى الغرب وخاصة الولايات المتحدة الأميركية رغم الازمة التي تعيشها في ظل اتساع رقعة عزلتها في المنطقة والعالم.

وحذّر رئيس مجلس الشوري الإيراني علي لاريجاني، الثلاثاء، من مغبة مهاجمة بلاده عسكريًا، ملوّحًا باستهداف القواعد الأميركية في المنطقة.
وفي تصريح صحفي نقلته وكالة أنباء "فارس" المحلية، اتهم لاريجاني الولايات المتحدة بأنها تحاول زعزعة الأمن في المنطقة فيما توعدها قائلًا: "هناك قواعد عسكرية يتواجد فيها أميركيون، قد تكون أهدافًا محتملة للجيش الإيراني".
وتابع بهذا الصدد: "من المحتمل أن يكون زعزعة الأمن في مناطق من البلاد في جدول أعمال الولايات المتحدة وسائر أعداء إيران (لم يحددهم)".
كما ذكر أن واشنطن تعمل على إثارة حالة من الخوف الأمني والسياسي بين دول المنطقة، لمنعها من التبادل الاقتصادي مع إيران.
ولفت إلى أن ذلك تمثل في إجراءات من قبيل تصفير صادرات النفط الإيراني.
وحول الحظر الأميركي المفروض على وزير الخارجية محمد جواد ظريف، اعتبر لاريجاني، أن ذلك يعود لدور ظريف في الكشف عن المسار الخاطئ للأميركيين في العالم، على حد قوله.

وتصريح لاريجاني يراه مراقبون دليلا على ان المسؤولين الايرانيين يعيشون حالة من العزلة مع تضييق واشنطن الخناق على طهران شيئا فشيئا.

وتدعي ايران دائما انها تتحدث بمنطق القوة لكن الخطاب التصعيدي يكشف في النهاية ازمة داخلية بفعل الانهيار الاقتصادي الناتج عن تشديد العقوبات.

وتناور ايران تارة بخطابها الصدامي وتارة اخرى باستعدادها لفتح حوار وقبول التفاوض للخروج من الازمة التي صنعتها في سياسة مناورة مفضوحة حيث أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني الثلاثاء استعداد بلاده للتفاوض مع واشنطن شرط رفعها العقوبات التي تفرضها على الجمهورية الإسلامية، وتوجه في كلامه الى الولايات المتحدة عارضا "الأمن مقابل الأمن والنفط مقابل النفط".

وقال روحاني في تصريحات نقلت مباشرة على التلفزيون الرسمي إن "جمهورية ايران الإسلامية مع التفاوض، وإذا كانت الولايات المتحدة راغبة فعلاً بالنقاش، عليها قبل أي شيء آخر أن ترفع كل العقوبات".

وتصاعدت حدة التوتر بين إيران والولايات المتحدة منذ أعلن الرئيس دونالد ترامب في أيار/مايو 2018 بشكل أحادي انسحاب بلاده من الاتفاق النووي وأعاد فرض عقوبات على الجمهورية الإسلامية ضمن حملة "الضغوط القصوى" التي يريد فرضها على هذا البلد.

وبعد 12 شهراً، ردّت إيران عبر تعليق بعض الالتزامات التي اتخذتها بموجب الاتفاق.

وكاد الوضع يخرج عن السيطرة بسبب تعرض سفن لهجمات وإسقاط طائرات مسيرة واحتجاز ناقلات نفط.

وتابع روحاني "إذا كانوا يريدون محادثات، عليهم أن يمهّدوا الطريق لذلك" مطالبا الادارة الأميركية بالاعتذار من الشعب الإيراني، بحسب ما أوردت وكالة فارس للانباء.

"أم كل الحروب"

وردا على تصريحات روحاني قال المندوب الأميركي لشؤون نزع السلاح روبرت وود ان الرئيس دونالد ترامب "مستعد للجلوس والنقاش مع ايران"، إلا أنه أضاف "لكننا غير متأكدين أن ايران تريد بالفعل الدخول في هذا النقاش".

لكننا غير متأكدين أن ايران تريد بالفعل الدخول في هذا النقاش

وكان وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف أكد الاثنين أنه رفض دعوة للقاء ترامب رغم التهديدات بفرض عقوبات عليه.

ونقلت مجلة "ذي نيويوركر" انه كان من المقرر أن يجري اللقاء في البيت الابيض الذي لم يؤكد هذه المعلومات. وفي الحادي والثلاثين من تموز/يوليو فرضت واشنطن عقوبات على ظريف.

وتابع روحاني "السلام مع إيران هو أساس كل سلام" و"الحرب مع إيران هي أمّ كل الحروب".

وتابع روحاني "سواء يريدون (الأميركيون) الانضمام إلى الاتفاق النووي أم لا، فالأمر يعود إليهم".

وأشار إلى أن "كل العقوبات يجب أن تُرفع" متهماً الولايات المتحدة بممارسة "الإرهاب الاقتصادي" عبر عرقلة استيراد المواد الغذائية والأدوية.

ودافع روحاني الذي كان جالساً بجانب ظريف، عن الوزير الذي واجه انتقادات من جانب متشددين بشأن دوره في الاتفاق الذي انسحب منه الأميركيون بشكل أحادي.

وقال "كانت لدينا كثير من الانتصارات الاقتصادية (في أعقاب الاتفاق) أثارت غضب البعض" مشيراً إلى الفوائد التي حققها الاتفاق في قطاعي النقل والمصارف في إيران.

واعتبر روحاني أن الولايات المتحدة ارتكبت خطأ عندما اعتقدت أن "كل شيء سينتهي" بالنسبة لإيران بعد أن "خطط البعض لأعمال شغب في الشوارع" في كانون الأول/ديسمبر 2017.

وآنذاك، شهدت إيران على مدى أيام احتجاجات دامية أفادت تقارير أنها بدأت بسبب تدابير تقشف.

النفط مقابل النفط

وأكد روحاني أنه في أي مفاوضات محتملة على الأميركيين أن يكونوا مستعدين للتفاوض بعقلانية.

وقال "اذا أردتم الأمن وأن يكون جنودكم في المنطقة بأمان، فالأمن في مقابل الأمن، أنتم لا تستطيعون الإخلال بأمننا وان تتوقعوا الأمن لأنفسكم، وكذلك السلام في مقابل السلام والنفط مقابل النفط"، بحسب وكالة ارنا الايرانية الرسمية للأنباء.

وتابع "السلام مقابل السلام والنفط مقابل النفط" مضيفا "لا يمكنكم القول إنكم ستمنعون تصدير نفطنا".

وتابع "المضيق مقابل المضيق. لا يمكن أن يكون مضيق هرمز مفتوحاً لكم وألا يكون مضيق جبل طارق كذلك بالنسبة الينا".

الناقلة البريطانية المحتجزة
ايران احتجزت ناقلة بريطانية في تهديد للملاحة البحرية في الخليج

وتخوض إيران أيضاً مواجهة مع بريطانيا حليفة الولايات المتحدة، منذ أن ساعدت قوات البحرية الملكية في احتجاز ناقلة نفط تحمل النفط الإيراني قبالة جبل طارق التابع لبريطانيا في الرابع من تموز/يوليو.

وبعد أسابيع، احتجزت قوات الحرس الثوري البحرية ناقلة نفط ترفع العلم البريطاني في مضيق هرمز، الممر الاستراتيجي الذي يعبر منه يومياً نحو ثلث إمدادات النفط العالمية المنقولة بحراً.

وعلى صعيد منفصل، كشفت وزارة الدفاع الإيرانية الثلاثاء عن ثلاثة صواريخ موجّهة جديدة بالغة الدقة مثبتةً بذلك أنها مستعدة للدفاع عن نفسها في مواجهة "خبث ودسائس" الولايات المتحدة، وفق قول وزير الدفاع الإيراني العميد أمير حاتمي.