طهران تنفس عن أزمتها الداخلية بتوظيف مأساة الفلسطينيين في غزة

إيران توظف ما يتعرض له الفلسطينيون في غزة لدغدغة مشاعر شعبها لكن الإيرانيين المتضررين من سياسات النظام عبروا عن رفضهم لهذا الاستغلال في احتجاجاتهم.

طهران - تحاول إيران الهروب الى الأمام فيما يتعلق بأزمتها الداخلية مع تصاعد الاحتجاجات المنددة بالترفيع في سعر الوقود وذلك باستغلال ما يتعرض له الفلسطينيون في قطاع غزة وهو استغلال ليس بالجديد على النظام الإيراني.
وفي هذا الاطار بحث إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، مع محمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني، الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة..
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه ظريف، مع هنية، الإثنين، حسب بيان أصدره مكتب الأخير.
وقال البيان :"قدّم ظريف التهاني بالنصر الذي حققته المقاومة ضد الاحتلال في جولة المواجهة الأخيرة مع الاحتلال".
وأضاف" أن عوامل النصر في غزة تمثلت بقوة المقاومة وبوحدتها الميدانية وتفوقها الأخلاقي على الاحتلال الذي ارتكب المجازر وقتل العوائل المدنية".

وحسب البيان، أشاد ظريف "بإنشاء غرفة العمليات المشتركة (مكونة من الفصائل العسكرية المسلحة) والتي تحقق وحدة المقاومة". مؤكدا ان طهران "تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في غزة".
 

مقتل فلسطينيين في غزة
استغلال القضية الفلسطينية ليس بالجديد على النظام الإيراني

وأعرب ظريف، عن "أسفه لموقف الأمم المتحدة من المجازر الإسرائيلية التي وقعت ضد المدنيين".
وأشار إلى أن هذا الموقف "كان يجب أن يكون مختلفًا ولكن عجزت الأمم المتحدة عن القيام بواجبها الأخلاقي بسبب الضغوط الأميركية".
وبيان وزير الخارجية الإيراني لا يخرج عن كونه محاولة من النظام لتجاوز أزمته الداخلية بفعل الاحتجاجات حيث ظلت القضية الفلسطينية ملفا تستغلها طهران لتبرير تجاوزاتها في المنطقة.
وتحاول إيران توظيف ما يتعرض الفلسطينيون في قطاع غزة لدغدغة مشاعر شعبها وحلفائها لكن الايرانيين المتضررين من سياسات النظام عبروا عن رفضهم لهذا الاستغلال حيث تداولت وسائل الاعلام هتافات المحتجين المطالبة بالابتعاد عن التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة.
وردد المتظاهرون هتافات "لا غزة ولا لبنان روحي فداء ايران" لدعوة النظام الايراني الى تخصيص مقدرات الدولة في خدمة الشعب وليس خدمة للأطماع الإيرانية التي تعمل على دعم فصيل فلسطيني معين تربطه به مصالح وثيقة ليست بالضرورة تتشارك مع مصالح الشعبين الفلسطيني والإيراني.
من جانبه، أشاد هنية بموقف إيران الداعم للشعب الفلسطيني ومقاومته. وأكد أن إسرائيل "لم ولن تجح بتحقيق أهدافه الميدانية والسياسية من هذا العدوان أو غيره".

وشدد هنية على"متانة صف المقاومة ووحدتها وحماية تشكيلاتها وخاصة منظومة الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة".
وقال:"إن شعبنا الفلسطيني متمسك بمقاومته وبتطلعاته السياسية وحقوقه وثوابته خاصة في ظل ما تتعرض له القدس هذه الأيام أو ما تعانيه غزة المحاصرة".
ودعا هنية طهران،"المساهمة في متابعة جرائم الاحتلال وجرائمه ضد شعبنا والإنسانية".
وتصريح هنية يشير الى عودة العلاقات بين حماس وايران وذلك بعد تدهورها بفعل موقف الحركة الفلسطينية التي ساندت الثورة السورية ضد نظام بشار الاسد حليف طهران.
وكان قادة في حماس أدوا في السابق زيارة الى طهران التقوا خلالها قادة إيران وفي مقدمتهم المرشد الإيراني علي خامنئي.
وحماس ترى في الدعم الإيراني وسيلة للبقاء في ظل عزلتها في المنطقة وتدهور علاقتها مع مصر ودول عربية أخرى بسبب الروابط التي تجمعها بتنظيم الإخوان المسلمين التي تصنفه القاهرة تنظيما إرهابيا.
ولم تذكر حماس التي تحدثت طويلا عن جرائم الاحتلال الاسرائيلي ما يعانيه الشعب الايراني من انتهاكات من قبل الشرطة وتهديدات اطلقها قادة في الحرس الثوري ضد المحتجين السلميين.
والثلاثاء، شنت إسرائيل عدوانا على غزة استمر يومين بدأته باغتيال قائد بارز في "سرايا القدس"، الجناح المسلح لحركة "الجهاد الإسلامي"، وأسفرت إجمالا عن مقتل 34 فلسطينيا وأكثر من 100 جريح، فيما ردت "الجهاد" بإطلاق أكثر من 300 قذيفة على مناطق إسرائيلية دون أن تسفر عن قتلى.
والخميس، توصلت حركة الجهاد وإسرائيل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، لكن يبدو الاتفاق "هشا"، حيث أعقبته عدة عمليات إطلاق صواريخ من القطاع وغارات شنتها مقاتلات إسرائيلية على مواقع فلسطينية".